[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]اللغة العربيَّة هي لُغة القرآن وشعار الإسلام، وأداة حضارته، ورمز قوته، وقد كان لها أثر كبير في تكوين الأُمَّة، وبناء شخصية المسلم، ولها أهمية بالغة في تميُّز الحضارة الإسلامية عن غيرها.
وللغة العربية علوم عدَّة ابتكرها علماؤها، هي التي حافظت على ازدهارها ونضجها كلغةٍ حضارية عالمية، وجعلتها ثَرَّة[1] غنية، لا يخبو لها بريق، حتى باتت أرقى لغات العالم، ولعلَّ من أهمِّ هذه العلوم ما نشير إليها في النقاط التالية.
1- علم النحو
أهمية علم النحو
علم النحو يُسَمَّى أيضًا علم الإعراب، وعلم النحو أهم علوم اللغة العربية؛ فبه يُعرف كيفية التركيب العربي صحَّة وسقمًا، وكيفية ما يتعلَّق بالألفاظ من حيث وقوعها في التركيب، والغرض منه الاحتراز عن الخطأ في التأليف، والاقتدار على فَهْمِه، والإفهام به[2].
أسباب ابتكار علم النحو
وقد كان السبب وراء ابتكار علم النحو حين بدأ اللحن[3] يتسرَّب إلى ألسنة كثير من العرب؛ بسبب كثرة اختلاطهم وامتزاجهم بشعوب البلاد المفتوحة الذين دخلوا في الإسلام، ومحاولة تعلُّم هؤلاء الذين أسلموا اللغة العربية قدر استطاعتهم، فظهر اللحن وفشا؛ وهنا هبَّ علماء المسلمين -خوفًا على لغة القرآن- إلى تقعيد القواعد لضبط الألسن، وضبط حركات أواخر الكلمات باختلاف أوائل مواقعها من الجملة العربية؛ للوصول إلى مقصود الكلام وأغراضه.
يقول ابن خلدون: "... خشي أهل العلوم منهم أن تفسد تلك المَلَكَة رأسًا، ويطول العهد بها؛ فينغلق القرآن والحديث على المفهوم، فاستنبطوا من مجاري كلامهم قوانين لتلك المَلَكَة مطَّردة، شبه الكليات والقواعد يقيسون عليها سائر أنواع الكلام، ويُلْـحِقُون الأشباه بالأشباه؛ مثل أن الفاعل مرفوع، والمفعول منصوب، والمبتدأ مرفوع، ثم رأوا تغيُّر الدلالة بتغيُّر حركات هذه الكلمات، فاصطلحوا على تسميته إعرابًا، وتسمية المُوجِب لذلك التغيُّرِ عاملاً، وأمثال ذلك، وصارت كلها اصطلاحات خاصَّة بهم، فقيَّدوها بالكتاب، وجعلوها صناعة لهم مخصوصة، واصطلحوا على تسميتها بعلم النحو"[4].
علماء النحو ومصنفاتهم
يُعَدُّ أبو الأسود الدؤلي[5] أَوَّل من كَتَبَ في علم النحو؛ فهو الذي اخترع الحركات المعروفة بالفتحة والضمة والكسرة، ثم كتب فيه الناس من بعده، إلى أن انتهى إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي أيام الرشيد، ثم أَكْمَلَ أَبْوَابَهُ وَأَخَذَهُ عنه - كما يذكر ابن خلدون - سيبويه، فأضاف إليه تفريعات جديدة، واستكثر من الأدلَّة والشواهد، ووضع فيها كتابه المشهور (الكتاب)، الذي صار إمامًا لكلِّ ما كُتِبَ فيه من بعده، وقد وصفه أبو الطيب اللغوي[6] بأنه (قرآن النحو)، كما وصف سيبويه بأنه «أعلم الناس بالنحو بعد الخليل"[7]. ثم وضع الزجَّاج، وأبو علي الفارسي[8] كُتبًا مختصَرَة للمتعلِّمِينَ يحذون فيه حذو سيبويه في كتابه[9].
ومِنْ بَعْدِ ذلك انطلق علماء اللغة العربية يُصَنِّفُون المصنفات الكثيرات في هذا الميدان؛ منها المُطَوَّلات، ومنها المختصرات، ومنها الشروح، والحواشي، والتعليقات، والتقريرات، وشروح الشواهد، ثم ظهرت المؤلفات المبسَّطة التي ذلَّلَتْ سبيل المعرفة لطلاَّب هذا العلم[10].
فكان من أهمِّ الكتب المتداولة في علم النحو -بعد كتاب سيبويه -: كتابات أبي عمرو بن الحاجب (ت 646هـ)، وله (الكافية) في النحو، و(الشافية) في الصرف، وعليهما شروح كثيرة خاصَّةً (الكافية)، وكتابات ابن مالك[11]، وله القصيدة الألفية المشهورة، والتي تناولها كثير من العلماء بالشرح، منهم ابن هشام الأنصاري[12] في (أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك)، وله أيضًا (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب)، و(شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب)، و(قطر الندى وبَلّ الصدى)، ومنهم ابن عقيل[13] وله (شرح ابن عقيل على الألفية).
وهكذا كان تأسيس علم النحو عملاً حضاريًّا رائعًا مجيدًا، انفرد به علماء المسلمين.
2- علم العروض
تعريف علم العروض
يختصُّ علم العَرُوض بالشعر العربي، فهو ذلك العلم الذي يعني بأصول يُعرف بها صحيح الشعر من فاسده، أو هو علم يُبحث فيه عن أصول الأوزان المُعْتَبَرَة, أو هو ميزان الشعر الذي به يُعْرَفُ مكسوره من صحيحه[14].
أو هو "صناعة يُعرف بها صحيح أوزان الشعر العربي وفاسدها، وما يعتريها من الزِّحاف([15]) والعلل"[16].
الخليل بن أحمد مبتكر علم العروض
ويُنْسَبُ اختراع هذا العلم واستخراجه إلى الوجود إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي - شيخ سيبويه، ومُصَنِّف كتاب (العين) أول معجم يحصر لغة أُمَّة من الأمم - حيث تَتَبَّعَ أشعار العرب وحصرها في خمسة عشر وزنًا، وسمى كلاًّ منها بحرًا، وقد قيل: إنما وضعه أحمد، وهذَّبه الجوهري[17]، وزاد الأخفش[18] بحرًا آخر سمَّاه (المُتَدَارَك)[19].
يقول حمزة بن الحسن الأصبهاني[20]: "فإن دولة الإسلام لم تُخْرِجْ أبدع للعلوم التي لم يكن لها عند علماء العرب أصول إلاَّ من الخليل، وليس على ذلك برهان أوضح من علم العروض، الذي لا عن حكيمٍ أخذه، ولا على مثالٍ تقدَّمه احتذاه... فلو كانت أيامه قديمة، ورسومه بعيدة، لشكَّ فيه بعض الأمم لصنعته ما لم يصنعه أحد منذ خَلْق الدنيا من اختراعه العلمَ الذي قَدَّمْتُ ذِكْرَه، ومن تأسيسه بناء كتاب (العين) الذي يحصر لغة أُمَّة من الأمم قاطبة، ثم مِنْ إمداده سيبويه من علم النحو بما صنَّف منه كتابه الذي هو زينة لدولة الإسلام"[21].
وقال اليافعي[22]: "وهو (الخليل) في اختراعه علم العروض، الذي هو لصحَّة الشعر وفساده ميزان، كأرسطو طاليس الحكيم في اختراعه علم المنطق، الذي هو ميزان المعاني وصحَّة البرهان"[23].
وجاء أن الخليل بن أحمد دعا وهو بمكة أن يرزقه الله تعالى علمًا لم يسبقه أحدٌ إليه، ولا يؤخذ إلاَّ عنه، فرجع من حَجِّه ففتح الله عليه بعلم العروض، وكانت له معرفة بالإيقاع والنغم، وتلك المعرفة أحدثت له علم العروض؛ حيث إنهما متقاربان في المأخذ[24].
موضوع علم العروض
وموضوع علم العروض الشعر العربي من حيث هو موزون بأوزان مخصوصة، وتتمثَّل فائدته في تمييز الشعر من النثر، وأمن الناظم اختلاط البحور بعضها ببعض؛ لعظيم التشابه، ودقَّة الفروق بينها، والسلامة من كسر الوزن أو الإخلال فيه، وضمان قراءة الشعر قراءة صحيحة بمقتضى الوزن، والمعاونة على نظم الشعر بمعرفة السليم الموزون منه من المكسور وزنًا[25].
بحور علم العروض
وقد حصر الخليل الشعر في ستة عشر بحرًا بالاستقراء من كلام العرب الذين خَصَّهم الله به، والبحور هي: الطويل، المديد، البسيط، الوافر، الكامل، الهزج، الرجز، الرمل، السريع، المنسرح، الخفيف، المضارع، المقتضب، المجتث، المتقارب، المتدارك، وهذا البحر الأخير زاده الأخفش، وتدارك به على الخليل[26].
وقد جمع أبو الطاهر البيضاوي بحور العروض في بيتين هما:
طَوِيلٌ يمد الْبَسْطَ بِالْوَفْرِ كَامِـل *** وَيَهْزِجُ في رَجْزٍ وَيُرْمِـلُ مُسْرِعـا
فَسَرْحٌ خَفِيفًا ضَارِعًا يَقْتَضِب لَنَا *** مَنِ اجْتُثَّ مِنْ قُرْبٍ لِنُدْرِكَ مَطْمَعَا[27]
هذا، وقد كتب العلماء في العروض كتبًا، من أشهرها: عروض ابن الحاجب[28]، والخطيب التبريزي[29]، وعروض الخزرجي، وشفاء العليل في علم الخليل لأمين الدين المحلِّيِّ[30]، وفيما أورده السكاكي في (تكملة مفتاح العلوم) كفايةٌ في هذا الفنِّ[31].
3- علم المعاجم[32]
يقول الدكتور عدنان الخطيب: "إذا تفاخرت اللغة كُلٌّ بمُعجَمها، فالفخر كل الفخر لأُمِّها الضاد؛ إذ لم يعرف العالم أمة كالعرب فاقوا سائر الأمم عناية بلغتهم، وسعيًا في جمعها وتدوينها، وبحثًا في مفرداتها، وتعقبًا لدلالة الحرف الواحد من حروفها بحسب موقعه من اللفظ الواحد"[33].
المعجم تعريفه وأهميته
المُعْجَم يُعرف بأنه كتاب يشتمل على عدد كبير من مفردات اللغة، مرتبة ترتيبًا مُعَيَّنًا، مقرونة بطريقة نطقها، وشرحها، وتفسير معانيها، ويُطْلق عليه أحيانًا اسم القاموس، وتَرْجِعُ أهمية المعجم إلى أنه يحتوي على معاني الكثير من الكلمات التي لا يمكن أن يحيط بها فرد واحد من أفراد تلك اللغة، مهما بلغ حرصه على استقصاء هذه الكلمات، وتتوزَّع مفردات اللغة بين أفراد أبنائها، كلٌّ بحسب بيئته وثقافته.
بدأت فكرة المعجم عند العرب بعد نزول القرآن الكريم، وتَمَثُّل كثير من لهجات العرب فيه، ودخول غير العرب في الإسلام، واستعصاء بعض مفردات القرآن على كثير منهم؛ ممَّا استدعى شرح غريب القرآن والحديث ولغة العرب عمومًا.
فكانت صناعة المعجم عند علماء العربية نابعةً من التراث العربيِّ دون غيره؛ ولذا عُدَّ إبداعًا من إبداعات علماء العربية وسبقًا لهم؛ فقد فاقوا غيرهم في صناعة المعجم، وتعدَّدَتْ طرقُه لديهم، واختلفت أنواعه اختلافًا أثرى الدراسات حوله، حتَّى أقرَّ بتفوُّقهم غيرُهم من علماء اللغات الأخرى، فقال المستشرق الألماني أوجست فيشر (1865 - 1949م): "وإذا استثنينا الصين فلا يوجدُ شعبٌ آخرُ يحقُّ له الفَخارُ بوفرةِ كُتبِ علومِ لغتِه، وبشعورِه المبكِّرِ بحاجته إلى تنسيقِ مفرداتها، بحَسْبِ أصولٍ وقواعدَ غيرَ العرب"[34].
ويقول المستعرب الكبير جون أ. هيوود، كبير أساتذة الدراسات العربية في جامعة درهام الإنجليزية في كتابه (صناعة المعاجم في العربية): "... وكان لدى العرب معجم شامل هو (لسان العرب)[35] كانت دونه دقة وشمولاً معاجم سائر اللغات قبل القرن التاسع عشر"[36].
الرسائل المعجمية في غريب القرآن
كانت أولى الرسائل المعجمية في غريب القرآن تُنْسَب لعبد الله بن عباس (ت 68هـ/ 687م)، أجاب فيها عن أسئلة نافع بن الأزرق (ت 65هـ/ 684م) -من الخوارج- المسمَّاة: (مسائل نافع بن الأزرق في غريب القرآن)، ثم تتالت الرسائل في هذا المجال؛ مثل: غريب القرآن لأبي سعيد أبان بن تغلب[37]، وتفسير غريب القرآن للإمام مالك، وغريب القرآن لأبي فيد مُؤَرِّج بن عمرو السدوسي[38]، وغيرها كثير.
أنواع المعاجم العربية
المعاجم العامة
تعددت أنواع المعاجم في اللغة العربية، وظهر منها المعاجم بمعناها العامّ والشامل أو المعاجم العامة، التي ظهرت في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري، وتعددت أنواعها وطريقتها،وقد بدأت بتأليف الخليل بن أحمد لمعجمه المسمَّى (العين) الذي اعتمد تبويب وترتيب مادته على حروف الهجاء حسب مخارجها الصوتية[39]، تم اقتفى أثره أبو علي القالي (ت 356هـ/ 966م) في معجمه (البارع)، حيث رتبه حسب مخارج الحروف، وهو أول معجم يظهر في الأندلس. وممن اقتفوا أثر الخليل ونَحَوْا نَحْوَه في الترتيب والتبويب على طريقة المخارج: أبو منصور الأزهري[40]، في كتابه (تهذيب اللغة)، والصاحب بن عباد (ت 385هـ/ 995م) في كتابه (المحكم والمحيط الأعظم)، أمَّا ابن دريد الأزدي فقد حاول الخروج على طريقة الخليل بن أحمد في الترتيب والتبويب في معجمه (جمهرة اللغة)؛ إذ خالفه باتخاذه الطريقة الألفبائيَّة غير أنه لم يُطَبِّقْها تمامًا، وسار على هذا الصنيع الأخير في الخلط بين الطريقة الألفبائية وتبويب المادة حسب بنية كلماتها أحمد بن فارس[41] في معجمه (مقاييس اللغة).
أمَّا أبو نصر الجوهري (ت 400هـ/ 1009م) فقد أحدث طريقة في ترتيب معجمه (الصِّحاح) خالف فيها ما أُلِّفَ قبله؛ فقد اتَّبع الترتيب الألفبائي، ولكنه شذَّ في اتخاذ طريقة ترتيب الألفاظ داخل الأبواب حسب الحرف الأخير.
وفي أواخر القرن الخامس وأوائل القرن السادس الهجريين أَلَّفَ الزمخشري معجمه (أساس البلاغة) الذي تفرَّد فيه باتباع الطريقة الألفبائية؛ حيث رتَّب الكلمات حسب أوائلها ثم ثوانيها فثوالثها، وهي الطريقة التي انتهجتها المعاجم الحديثة في ترتيب الألفاظ، وقد سبقه إلى هذا الترتيب نفسه بأكثر من قرنين من الزمان علي بن الحسن الهُنائي المعروف بكراع النمل[42] في معجمه (المنضّد) الذي وضعه على ترتيب حروف ألف باء تاء ثاء، كما نصَّ على ذلك ياقوت في معجمه، وغيره من المترجمين.
ثم توالى التأليف في المعاجم العامَّة مستفيدين من تجارِب السابقين في تأليف المعاجم، فقد أَلَّف ابن منظور كتابه (لسان العرب) مُتَّبِعًا فيه طريقة الجوهري في صِحاحه، وقد سار على منهج الصحاح واللِّسَان الفيروزآبادي في كتابه (القاموس المحيط)، وقد اعتمد المرتضى الزبيدي[43] على القاموس المحيط في تأليف معجمه المسمَّى (تاج العروس من جواهر القاموس)، وزاد عليه في أنه تحدَّث عن حرف كل باب من أبواب معجمه، مُبَيِّنًا خصائص ذلك الحرف واستعمالاته اللغوية.
معاجم الألفاظ أو المعاني
وقد صاحب تطوُّر المعجم العربي العام، الذي يهدف إلى شرح المعاني والكشف عن غوامضها، وهو ما يعرف بمعاجم الألفاظ، نوعٌ آخر من المعاجم تُوسَمُ بمعاجم المعاني، هدفها إيجاد الألفاظ والصياغات التي يستطيع الكاتب أن يعبِّرَ بها عن معانٍ عنده، أو استجدَّتْ في حياته، وقد أخذ هذا النوع من المعاجم منحًى يختلف عن معاجم الألفاظ في ترتيب مادَّته؛ حيث اتخذ طريقة الموضوعات، وأوَّل مؤلفات هذا النوع كتاب (الألفاظ) لابن السكيت (ت 244هـ/ 858م)، ثم تتابع التأليف في ذلك، فأَلَّف عبد الرحمن بن عيسى الهمذاني[44] كتابه (الألفاظ الكتابية)؛ الذي سار فيه على هدي كتاب ابن السِّكِّيت في الترتيب الموضوعي، مُقَسِّمًا موضوعاته أبوابًا متعدِّدة.
أمَّا قدامة بن جعفر[45] فألَّف كتاب (جواهر الألفاظ) بعد اطّلاعه على كتاب الهمذاني فلم يُشْبِع نهمه، ويشفي غليله، وقد أَلَّف أبو هلال العسكري[46] أهمَّ الكتب في هذا الباب تنظيمًا واتساعًا، وهو كتاب (التلخيص)؛ لأنه يرقى إلى مستوى المعجم بالرغم من إيجازه واختصاره. وقد أَلَّف في هذا الميدان أيضًا أبو منصور الثعالبي[47] كتابه (فقه اللغة)، وقد توَّج هذا النوع من التأليف ابن سِيدَه الأندلسي في كتابه (المُخَصَّص)؛ حيث بلغ مرتبة عالية من التبويب والتنظيم، والشمول والاستيعاب، فهو أكبر معجم من معاجم المعاني العربية حتى الآن، وأغزرها مادَّة، وأجدرها بحمل اسم معجم المعاني[48].
يقول خبير المعاجم الأوربي (Hay – wood) عن مكانة وأهمية المعاجم عند المسلمين: "الحقيقة أن العرب في مجال المعجم يحتلُّون مكان المركز -سواء في الزمان أو المكان- بالنسبة للعالم القديم والحديث، وبالنسبة للشرق والغرب"[49].
وبذلك تكون المعاجم العربية -على اختلاف أنماطها- من إبداع الفكر العربي الإسلامي، ونتيجة لجهود العلماء المسلمين منذ القرن الثاني الهجري.
د. راغب السرجاني
[1] ثَرَّةٌ: غَزيرَة، كثيرة. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادَّة ثرر 4/101.
[2] انظر: صديق بن حسن القنوجي: أبجد العلوم 2/560.
[3] اللَّحْنُ واللَّحَنُ واللَّحَانةُ واللَّحانِيَة: تركُ الصواب في القراءة والنشيد ونحو ذلك. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة لحن 13/379.
[4] ابن خلدون: العبر وديوان المبتدأ والخبر 1/546.
[5] أبو الأسود الدؤلي: هو ظالم بن عمرو بن سفيان (16 ق هـ- 69هـ/ 605- 688م) من التابعين، واضع علم النحو، شهد مع علي بن أبي طالب صفين، ثم قصد معاوية بعد مقتل علي . انظر: ابن كثير: البداية والنهاية 3/312.
[6] أبو الطيب اللغوي: هو عبد الواحد بن علي الحلبي (ت 351هـ/962م) أديب، عالم باللغة شهير، سكن حلب وقُتل بها. من كتبه: "مراتب النحويين". انظر: الصفدي: الوافي بالوافيات 19/173.
[7] أبو الطيب اللغوي: مراتب النحويين ص65
[8] أبو علي الفارسي: هو الحسن بن أحمد بن عبد الغفار (288- 377هـ/ 900- 987م) أحد الأئمة في علم العربية، ولد في بلاد فارس، وتوفي ببغداد. من كتبه: "التذكرة" في علوم العربية. انظر: ابن خلكان: وفيات الأعيان 2/80- 82.
[9] ابن خلدون: العبر وديوان المبتدأ والخبر 1/546.
[10] عبد الرحمن حسن حبنكة: الحضارة الإسلامية ص488.
[11] ابن مالك: هو جمال الدين محمد بن عبد الله الأندلسي (600- 672هـ/ 1203- 1274م) أحد الأئمة في علوم العربية، ولد في جيان بالأندلس وتوفي بدمشق. من أشهر مصنفاته: "الألفية". انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 5/339.
[12] ابن هشام الأنصاري: هو جمال الدين عبد الله بن يوسف بن أحمد (708- 761هـ/ 1309- 1360م) من أئمة العربية، ومن كبار النحاة، ولد وتوفي بمصر. من تصانيفه: "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب". انظر: ابن حجر: الدرر الكامنة 3/92- 94.
[13] ابن عقيل: هو بهاء الدين عبد الله بن عبد الرحمن القرشي (694- 769هـ/ 1294- 1367م) من أئمة النحاة، مولده ووفاته بالقاهرة. من مصنفاته: "شرح ابن عقيل على الألفية". انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 6/214.
[14] انظر: عمر الأسعد: معالم العروض والقافية ص11، ومحمد علي الشوابكة وأنور أبو سويلم: معجم مصطلحات العروض والقافية ص177، والخطيب التبريزي: الوافي في العروض والقوافي ص32، 33.
[15] الزِّحافُ في الشعر: أن يَسْقُطَ بين الحرفين حرف فيزحف أحدُهُما إلى الآخر. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة زحف 9/129، والفيروزآبادي: القاموس المحيط ص1053.
[16] السيد أحمد الهاشمي: ميزان الذهب في صناعة شعر العرب ص5.
[17] الجوهري: أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي (ت 398هـ- 1007م). من فاراب من بلاد الترك، خاله الفارابي الفيلسوف المعروف، صاحب أشهر المعاجم العربية. انظر الوافي بالوفيات للصفدي 9/69.
[18] الأخفش الأكبر: عبد الحميد بن عبد المجيد مولى قيس ابن ثعلبة (ت 177هـ - 793م) من كبار العلماء بالعربية. انظر: الزركلي: الأعلام 3/288.
[19] القنوجي: أبجد العلوم 2/381، 382.
[20] حمزة الأصبهاني: هو حمزة بن الحسن الأصفهاني (280- 360هـ/ 893- 970م) مؤرخ، أديب، من أهل أصبهان، له تصانيف كثيرة، منها "تاريخ أصبهان". انظر: مصطفى جلبي: كشف الظنون 1/282، 285، 301، والزركلي: الأعلام 2/277.
[21] ابن خلكان: وفيات الأعيان 2/245.
[22] اليافعي: هو عفيف الدين عبد الله بن أسعد بن علي (698- 768هـ/ 1298- 1367م) مؤرخ، باحث، متصوف، من شافعية اليمن، مولده بعدن ووفاته بمكة، من كتبه: (مرآة الجنان). انظر: ابن حجر: الدرر الكامنة 3/18-20.
[23] اليافعي: مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان 1/165.
[24] ابن خلكان: وفيات الأعيان 2/244، والقنوجي: أبجد العلوم 3/4.
[25] عمر الأسعد: معالم العروض والقافية ص16، ومحمد عبد المنعم خفاجي وعبد العزيز شرف: الأصول الفنية لأوزان الشعر العربي ص0 2، 21.
[26] انظر: السيد أحمد الهاشمي: ميزان الذهب في صناعة شعر العرب ص29.
[27] البيتان من بحر الكامل.
[28] ابن الحاجب: هو أبو عمرو عثمان بن عمر بن أبي بكر (570- 646هـ/ 1174- 1249م) فقيه مالكي، من كبار العلماء بالعربية. ولد في صعيد مصر، وتوفي بالإسكندرية. من كتبه: "الكافية في النحو". انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 5/234.
[29] الخطيب التبريزي: أبو زكريا يحيى بن علي بن محمد الشيباني اللغوي الخطيب، (421 - 502هـ/ 1030 - 1109م)، من أئمة اللغة والأدب. أصله من تبريز، ونشأ ببغداد وله "شرح ديوان الحماسة لأبي تمام". انظر: الأعلام للزركلي 8/157، وفيات الأعيان لابن خلكان 6/191.
[30] أمين الدين المحلي: أبو بكر محمد بن علي بن موسى بن عبد الرحمن، الأنصاري (600 - 673هـ) له شعر حسن، وتصانيف حسنة منها أرجوزة في العروض، انظر: السيوطي: بغية الوعاة 1/192.
[31] انظر: كشف الظنون 2/1133، 1134.
[32] انظر في ذلك: الموسوعة العربية العالمية، الإصدار الرقمي الإلكتروني - السعودية، 1425هـ/2004م.
[33] عدنان الخطيب: المعجم العربي بين الماضي والحاضر ص5.
[34] المجلة العربية، العدد334، السنة 29، ذو القعدة 1425هـ/ يناير 2005م.
[35] لسان العرب لابن منظور المتوفى سنة 750هـ.
[36] عدنان الخطيب: المعجم العربي بين الماضي والحاضر ص5.
[37] أبان بن تغلب: أبو سعيد أبان بن تغلب بن رباح البكري الجريري الكوفي (ت 141هـ/ 758م)، قارئ لغوي وأديب، شيعي، له كتاب الغريب في القرآن. انظر: الزركلي: الأعلام 1/26.
[38] أبو فيد مؤرج: هو أبو فيد مؤرج بن عمرو السدوسي (ت 195هـ/ 810م) إمام في العربية والنحو. انظر: الفيروزآبادي: البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة 1/56.
[39] انظر: الخليل بن أحمد: معجم العين، تحقيق عبد الحميد هنداوي 1/15.
[40] الأزهري: هو أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهري الهروي (282- 370هـ/ 895- 981م) أحد الأئمة في اللغة والأدب، مولده ووفاته في هراة بخراسان. من كتبه: "تهذيب اللغة". انظر: ابن خلكان: وفيات الأعيان 4/334.
[41] ابن فارس: هو أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا (329- 395هـ/ 941- 1004م) من أئمة اللغة والأدب، أصله من قزوين، انتقل إلى الرَّيِّ وتوفي بها. من تصانيفه: "مقاييس اللغة". انظر: ابن خلكان: وفيات الأعيان 1/118.
[42] كُراع النمل: هو أبو الحسن علي بن الحسن الهنائي (ت310هـ/ 921م) عالم بالعربية من أهل مصر، من كتبه
المنضّد). انظر: الصفدي: الوافي بالوفيات 20/209.
[43] المرتضي الزبيدي: أبو الفيض محمد بن محمد بن عبد الرزاق، الزبيدي، الملقب بالمرتضي (1145هـ- 1205هـ/ 1732م- 1790م). علامة في اللغة والحديث والرجال والأنساب، ولد بالهند ونشأ بزبيد وتوفي بمصر، له كتاب "عقود الجواهر المنيفة في أدلة مذهب الإمام أبي حنيفة"، و"معجم تاج العروس".
[44] عبد الرحمن بن عيسى الهمذاني: (ت 320هـ/ 932م)، من كبار الكتاب، كان كاتب الرسائل للأمير بكر بن عبد العزيز العجلي. وله كتاب الألفاظ الكتابية، قال فيه الصاحب بن عباد: "جمع شذور العربية الجزلة، في أوراق يسيرة ". انظر: الأعلام للزركلي 3/321.
[45] قدامة بن جعفر: هو أبو الفرج قدامة بن جعفر بن قدامة (ت 337هـ/ 948م) كاتب، من البلغاء المتقدمين في علم المنطق والفلسفة، توفي ببغداد. انظر: ابن كثير: البداية والنهاية 11/220.
[46] أبو هلال العسكري: هو أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل (بعد 395هـ/ بعد عام 1005م) عالم بالأدب، له شعر ومعرفة بالفقه. من كتبه: "التلخيص". انظر: الصفدي: الوافي بالوفيات 12/50.
[47] الثعالبي: هو أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل (350- 429هـ/ 961- 1038م) من أئمة اللغة والأدب، من أهل نيسابور، من كتبه: (يتيمة الدهر). انظر: الصفدي: الوافي بالوافيات 19/130.
[48] انظر: عدنان الخطيب: المعجم العربي بين الماضي والحاضر ص37-46.
[49] أحمد مختار عمر: البحث اللغوي عند العرب ص343.