احرار الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

احرار الاسلام

منتده اسلامى سياسي و اخبار عاجلة
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 لطائف الذوق المعنوي من الجمال الإنساني الأخلاقي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعيدعبدالله
Admin



عدد المساهمات : 1012
تاريخ التسجيل : 24/09/2012

لطائف الذوق المعنوي من الجمال الإنساني الأخلاقي  Empty
مُساهمةموضوع: لطائف الذوق المعنوي من الجمال الإنساني الأخلاقي    لطائف الذوق المعنوي من الجمال الإنساني الأخلاقي  Emptyالثلاثاء سبتمبر 25, 2012 3:22 am

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]من مظاهر الذوق المعنوي في الحضارة الإسلامية
الذوق هو تلك الحاسة المعنوية الشفَّافة التي تدعو صاحبَهَا إلى مراعاة مشاعر الآخرين وأحوالهم وظروفهم. وهو أدبيَّات التعامل مع الناس، وهو الفنُّ الجميل في العَلاقة مع الآخرين.

وهذه عِدَّة عناوين تُعَدُّ من جمال الذوق المعنوي الأخلاقي في الحضارة الإسلامية؛ منها ما يلي:

- جمال الذوق في عدم إيذاء شعور الآخرين: فكان الرسول يتحاشى أن يواجه الناس بالعتاب المباشر، فكان يقول في ذلك: "مَا بَالُ أَقْوَامٍ..."[1]. وروى عبد الله بن مسعود أن النبي قال: "إِذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً فَلاَ يَتَنَاجَى رَجُلاَنِ دُونَ الآخَرِ، حَتَّى تَخْتَلِطُوا بِالنَّاسِ؛ أَجْلَ أَنْ يُحْزِنَهُ"[2].

- جمال الذوق في احترام الكبير، ورحمة الصغير، وإنزال الناس منازلهم: فروى عبادة بن الصامت قال: قال النبي : "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا"[3].

- جمال الذوق في شكر الناس: قال : "لا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ"[4].

- جمال الذوق في الزيارة: إن في آية الزيارة شرطين: {لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} [النور: 27]. إن من ذوق الإسلام الاستئذان في الدخول، ولكن هذه الآية تلمس ذوقًا معنويًّا، وهو (الاستئناس)، ومعناها أبلغ من الاستئذان فهي تعني الاستكشاف والتعرُّف على رغبة أهل البيت في الزيارة من عدمها، وهو ذوق معنوي فوق ذوق الاستئذان المباشر[5].

- وذوق آخر في الاستئذان: وهذا فعله النبي حين دعاه أنصاري إلى الطعام، فجاء رجل مع النبي ، فقال النبي لصاحب البيت: "إِنَّ هَذَا قَدْ تَبِعَنَا، فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَأْذَنَ لَهُ فَأْذَنْ لَهُ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ يَرْجِعَ رَجَعَ". فقال: لا، بل قد أَذِنْتُ لَهُ[6].

- جمال الذوق في مناداة الخادم والعبد: قال : "لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي. كُلُّكُمْ عَبِيدُ اللهِ، وَكُلُّ نِسَائِكُمْ إِمَاءُ اللهِ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: غُلاَمِي وَجَارِيَتِي، وَفَتَايَ وَفَتَاتِي"[7].

- جمال الذوق في اختيار الأسماء: وكان هناك رجل يسمى أصرم، فقال رسول الله: "مَا اسْمُكَ؟" قال: أنا أصرم. فقال رسول الله : "بَلْ أَنْتَ زُرْعَةُ"[8]. وجاء رجل إلى النبيِّ فسأله النبيُّ : "مَا اسْمُكَ؟" قال: حَزْنٌ. قال النبي: "أَنْتَ سَهْلٌ"[9].

- جمال الذوق مع الزوجة: ومنه موقف النبي مع عائشة حين روت له حديث النساء المعروف بحديث "أم زرع"، وهو حديث طويل. ولكن النبي استمع إليها ولم يضجر، هذا وهو قائد الدولة الإسلامية الذي يمتلئ رأسه بالقضايا والمعضلات. ثم -وهذا ذوق أكبر- علَّق على الحديث بما تحب أن تسمعه السيدة عائشة فقال لها: "يَا عَائِشَةُ، كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ، إِلا أَنَّ أَبَا زَرْعٍ طَلَّقَ، وَأَنَا لا أُطَلِّقُ"[10].

- جمال الذوق في قلب المشكلة: ومنها مراعاته لزوجته عائشة حين غارت من طبق طعام جاء للنبي من زوجته أم سلمة؛ يروي البخاري عن أنس قال: كان النَّبيُّ عند بعض نسائه فأرسلت إحدى أمَّهات المؤمنين بِصَحْفَةٍ فيها طعامٌ، فضربت الَّتي النَّبيُّ في بيتها يد الخادم فسقطت الصَّحْفَةُ فَانْفَلَقَتْ، فجمع النَّبيُّ فِلَقَ الصَّحْفَةِ ثمَّ جعل يجمع فيها الطَّعام الَّذي كان في الصَّحفة ويقول: "غَارَتْ أُمُّكُمْ". ثمَّ حبس الخادم حتَّى أُتِيَ بصحفةٍ من عند الَّتي هو في بيتها، فدفع الصَّحفة الصَّحيحة إلى الَّتي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا، وأمسك المكسورة في بيت الَّتي كَسَرَتْ[11].

فلم ينهرها أمام الخادم، ولم يواجه غيرتها بعنفٍ، بل لاطفها بقوله: "غَارَتْ أُمُّكُمْ". وتأمل هذا التقدير لها في اختياره لفظ (أمكم)، فلم يقل: غارت الفتاة، أو غارت عائشة، أو ما شابه.

هذا، وهناك غيرها الكثير ممَّا أتت به حضارة الإسلام من جماليات الذوق وجماليات الأخلاق، تلك التي لم تُعهد في تشريع لا من قبلُ ولا من بعدُ، وبقيت دالَّة على إنسانيَّة حضارة الإسلام وجمالها، وعظمة تلك الحضارة.

د. راغب السرجاني

[1] انظر على سبيل المثال: البخاري: كتاب البيوع، باب إذا اشترط شروطًا في البيع لا تحل (2060)، ومسلم: كتاب العتق، باب إنما الولاء لمن أعتق (1504).

[2] البخاري: باب إذا كانوا أكثر من ثلاثة فلا بأس بالمسارة والمناجاة (5932)، ومسلم: كتاب السلام، باب تحريم مناجاة الاثنين دون الثالث بغير رضاه (38).

[3] الترمذي: كتاب البر والصلة، باب رحمة الصبيان (1919) وقال: هذا حديث غريب. وأبو داود (4943)، وأحمد (6733)، والحاكم (421).

[4] أبو داود: كتاب الأدب، باب في شكر المعروف (4811)، والترمذي (1954)، وأحمد (7495)، وابن حبان (3407)، وحسنه الألباني، انظر: صحيح الجامع (3014).

[5] انظر: أبو حيان: تفسير البحر المحيط 6/445، 446.

[6] البخاري: كتاب البيوع، باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع... (1975)، ومسلم: كتاب الأشربة، باب ما يفعل الضيف إذا تبعه غير من دعاه... (2036).

[7] البخاري عن أبي هريرة: كتاب العتق، باب كراهية التطاول على الرقيق وقوله: عبدي وأَمَتي (2414)، ومسلم: كتاب الألفاظ من الأدب وغيرها، باب حكم إطلاق لفظ العبد والأَمَة (2249).

[8] أبو داود: كتاب الأدب، باب في تغيير الاسم القبيح (4954)، وصححه الألباني في التعليق على أبي داود.

[9] البخاري: كتاب الأدب، باب اسم الحزن (5836)، وأبو داود (4956)، وأحمد (23723).

[10] الحديث في البخاري: كتاب النكاح، باب حسن المعاشرة مع الأهل (4893)، ومسلم: كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم، باب ذكر حديث أم زرع (2448) - بدون زيادة تعليق النبي، والزيادة صححها الألباني في صحيح الجامع برقم (141).

[11] البخاري: كتاب النكاح، باب الغيرة (4927)، وأبو داود (3567)، والنسائي (3955)، وأحمد (12046).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saidabdallah.yoo7.com
 
لطائف الذوق المعنوي من الجمال الإنساني الأخلاقي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لطائف الذوق في الإسلام
» الجمال الإنساني في حسن الخلق
» الجمال الإنساني في سلامة الصدر وحب الناس
» الجمال الإنساني في التبسم وطلاقة الوجه والكلمة الطيبة
» سيرة الرسول والتآخي الإنساني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احرار الاسلام :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: حضارتنا :: الجمال-
انتقل الى: