احرار الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

احرار الاسلام

منتده اسلامى سياسي و اخبار عاجلة
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 ديوان الجند والعطاء في الحضارة الإسلامية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعيدعبدالله
Admin



عدد المساهمات : 1012
تاريخ التسجيل : 24/09/2012

ديوان الجند والعطاء في الحضارة الإسلامية  Empty
مُساهمةموضوع: ديوان الجند والعطاء في الحضارة الإسلامية    ديوان الجند والعطاء في الحضارة الإسلامية  Emptyالثلاثاء سبتمبر 25, 2012 12:58 am

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]إنشاء ديوان العطاء
كان السبب من إنشاء ديوان العطاء يتمثَّل في: إحصاء المقاتلين، وتثبيت أسمائهم مع انتماءاتهم العرقية والجغرافية، وتثبيت العطاء لهم، وتحديد رواتبهم ومواعيدها، مع تثبيت تسليحهم، وذلك تسهيلاً على المقاتل، وإعانة لأهله وعائلته ومعاشه[1]، ولقد أجمعت كتب التاريخ على أن أول من أنشأ ديوان العطاء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب .

فبعد وفاة أبي بكر تولَّى عمر بن الخطاب الخلافة، وكانت له سياسة خاصة في إدارة الدولة، خاصة من الناحية المالية، فأنشأ ديوان العطاء، وسبب نشأة ديوان العطاء أنه لما أغدق الله I بخير كثير على الخلافة الإسلامية، فكثرت الأموال والأراضي، بحث عمر عن أي الآليات أفضل في تقسيم هذه الأموال بين الناس، وقد كان أبو بكر يُقسِّم الغنائم والأموال بين الناس بالسوية؛ لا فرق بين السابقين وأهل القدم من المسلمين، وبين اللاحقين الذين دخلوا الإسلام حديثًا، وكانت وجهة نظره حينما اعترض بعض الصحابة على هذا التقسيم أنه قال: "أما ما ذكرتم من السوابق والقدم والفضل فما أعرفني بذلك، وإنما ذلك شيء ثوابه عَلَى الله جلَّ ثناؤه, وهذا معاش فالأسوة خير من الأثرة"[2].

لكن نظرة عمر كانت مختلفة، فقد وضع مجموعة من الأسس العامة لإعطاء الناس؛ منها: درجة النسب من رسول الله ، والسبق في الإسلام والجهاد، وفَضَّل أهل الحرب على قدر براعتهم في القتال، وكذلك البُعد والقرب من أرض العدو[3].

ولما كانت أعطيات الناس مختلفة تبعًا لتلك الأسس، فقد كان من الضروري إنشاء ديوان مستقل بهذا الأمر، وإنشاء ديوان العطاء دليل على اتباع الحضارة الإسلامية منذ القدم لمبدأ التنظيم، واتباع المعايير المناسبة لذلك، فكانت مؤسسة العطاء من أكثر المؤسسات تنظيمًا ودقة منذ نشأتها، حتى إن عمر لم يستثن أحدًا من العطاء، فأدخل المواليد من جملة المستحقين للأُعطيات، وكانت سياسة هذا الديوان مرنة مع الأحداث والمستجدات، فقد ألحقت عساكر الفرس والروم التي أسلمت أخيرًا إلى هذا الديوان[4].

وكان بعض الصحابة كحكيم بن حزام يرفض أخذ العطاء زهدًا فيه؛ إذ كان يتأسى بقول رسول الله له: "يَا حَكِيمُ، إِنَّ هَذَا الْـمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ"[5]. ولا ريب أن هذا الموقف يُدلل على الضوابط الأخلاقية التي حرصت الحضارة الإسلامية على غرسها في المسلم صاحب الاستحقاق.

ديوان العطاء في عهد الخلافة الأموية
وفي عهد الخلافة الأموية، أمر معاوية بن أبي سفيان أن يفرض للمنقطعين عن أهليهم من ديوان العطاء، ومن لا يُعرف لهم أصل، وذلك بناءً على طلب عبد الله بن صفوان بن أمية [6].

ولقد ارتبطت زيادة العطاء للأجناد والقادة تبعًا لمقدرتهم وإسهاماتهم المتنوعة والمتعددة في ميادين الفتوح والقتال؛ فقد كرَّم عبد الملك بن مروان موسى بنَ نصير حينما حرر إفريقية سنة 83هـ، كما كرَّم الحجاجُ بن يوسف الثقفي المهلبَ بن أبي صفرة وأصحابه لجهودهم في القضاء على الخوارج الأزارقة؛ إذ أحسن عطاياهم وزاد فيها، ثم قال: "هؤلاء أصحاب الفعال، وأحق بالأموال، هؤلاء حماة الثغور وغيظ الأعداء"[7].

ديوان العطاء في عهد الخلافة العباسية
ونتيجة لأهمية ديوان العطاء؛ فقد كانت الدولة تبحث عن أهل العلم والخبرة لتوليتهم إياه، ومن ثم اختار أبو جعفر المنصور الإمام الليث بن سعد -رحمه الله- لتولية هذا الديوان[8]، ولا نعجب من هذا الاختيار؛ فقد كان دأب الخلافة الإسلامية أن تستعمل على مصالحها العامة أهل العلم والصلاح والأهلية الإدارية، وأما مهمة كاتب ديوان الجند والعطاء فتتمثل في "حساب التقدير، وشيات الدواب[9]، وحلى الناس ونعوتهم"[10].

ونتيجة للخبرة الإدارية بأحوال الجند والرعية؛ فقد كان صاحب ديوان العطاء يترقَّى في مؤسسات الدولة، فكان أحيانًا يتولى قيادة الجيوش؛ حيث قلّد الخليفة العباسي المكتفي (ت 295هـ) أمر الجيوش لمحمد بن سليمان صاحب ديوان العطاء والجند، وذلك لقتال القرامطة الثائرين على الخلافة العباسية[11].

وكان لديوان العطاء أهمية تاريخية في البتِّ في القضايا المختلف فيها، كوفاة أحد الرجال، فقد كان يُعرف من خلال هذا الديوان وفيات كثير من الأعيان ممن لم يُعثر لهم على تاريخ للوفاة في مكان آخر، ومن ثم فهو بمثابة دار للوثائق القومية في كل أقطار الخلافة الإسلامية، ففي حديث دار بين أحد الشيوخ الوافدين على أهل حمص مع أحد أهالي حمص وقريب المجاهد خالد بن معدان الكُلاعي، ذكر الشيخ أنه قابل المجاهد خالد ابن معدان الكلاعي في غزوة أرمينية عام 108هـ، لكن أقارب المجاهد ذكروا أنه توفي عام 104هـ، وكان الفيصل في هذا الخلاف اللجوء إلى وثائق ديوان الجند والعطاء، الذي أكد على أن وفاة الرجل كانت عام 104هـ[12].

ديوان العطاء في الأندلس
والعجيب في الأمر أن الشعراء كانوا ممن خُصِّص لهم الأعطيات في ديوان العطاء، في عهد الخلافة الأموية في الأندلس، وكانوا يُمنحون على قدر جودة أشعارهم، فقد مدح أحمدُ بن محمد القسطلي المنصورَ بن أبي عامر بقصيدة رائعة، عارض فيها قصيدة اللغوي الشهير صاعد ابن الحسن الأندلسي "فساء الظنّ بجودة ما أتى به من الشعر، واتُّهم فيه؛ وكان للشعراء في أيام المنصور بن أبي عامر ديوان يُرزقون منه على مراتبهم... فسُعِي به إلى المنصور، وأنه منتحلٌ سارق لا يستحق أن يُثبت في ديوان العطاء، فاستحضره المنصور عشاء يوم الخميس لثلاث خلون من شوال سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، واقترح عليه[13]، فبرز وسبق، وزالت التهمة عنه، فوصله بمائة دينار، وأجرى عليه الرزق، وأثبته في جملة الشعراء"[14].

ديوان العطاء في دولة المماليك
وأصبح مسمى صاحب ديوان العطاء في دولة المماليك -كما يذكر ابن خلدون- يُلقب بناظر الجيش، مما يعني أن اختصاصات هذا الديوان قد زادت أهميتها في ذلك العصر.

وخلاصة القول: إن ديوان العطاء والجند كان أحد أهم مظاهر الحضارة الإسلامية عبر تاريخها الطويل، به استطاعت المؤسسة الإدارية في الدولة أن تنظم الأعطيات والمرتبات على الرعية والجند بطريقة حضارية رائعة.

د. راغب السرجاني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saidabdallah.yoo7.com
 
ديوان الجند والعطاء في الحضارة الإسلامية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ديوان الأوقاف في الحضارة الإسلامية
» ديوان البريد والاتصالات في الحضارة الإسلامية
» ديوان المظالم في العصور الإسلامية
» عباقرة الحضارة الإسلامية
» الكتاتيب في الحضارة الإسلامية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احرار الاسلام :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: حضارتنا :: تاريخ وحضارة :: العلوم السياسية والإدارية-
انتقل الى: