احرار الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

احرار الاسلام

منتده اسلامى سياسي و اخبار عاجلة
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 البريد في الدولة الإسلامية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعيدعبدالله
Admin



عدد المساهمات : 1012
تاريخ التسجيل : 24/09/2012

البريد في الدولة الإسلامية  Empty
مُساهمةموضوع: البريد في الدولة الإسلامية    البريد في الدولة الإسلامية  Emptyالخميس سبتمبر 27, 2012 10:08 pm

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
عرفت الدولة الإسلامية نظام البريد منذ نشأتها في المدينة على يد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أمر أن يعهد بالبريد لمن يكون حسن الوجه حسن الاسم، وذلك إضافة إلى تمتعه بالذكاء وطلاقة اللسان، ويتضح هذا من اختياره لعامله ومبعوثه إلى قيصر إمبراطور الروم دحية الكلبي، الذي خاطب القيصر قائلاً: "يا قيصر، أرسلني من هو خير منه ومنك، فاسمع ثم أجب". وكان هذا المبعوث يحمل أول رسالة بريدية أو سفارة إسلامية من النبي إلى حاكم الروم يدعوه فيها إلى الإسلام.

وتطور البريد أيام الأمويين الذين أدركوا أهميته في معرفة أحوال البلاد، ونقل الأخبار السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، فكان صاحب البريد ينقل المعلومات عن طريقة معاملة الولاة للرعية وأثر هذا على ولاء المواطنين لسلطة الدولة المركزية، وعن طريقة جباية الأموال من زكاة وخراج، وهل فيها تعسف أو ظلم لا يتفق مع القوانين الشرعية والنظم المعمول بها والتي يجب أن يلتزم بها الولاة في توفير العدالة بين كافة أفراد الأمة على اختلاف ألوانهم وديانتهم ومناطقهم؟

وتأتي أهمية البريد في سرعة اتخاذ السلطة المركزية في دمشق للاحتياطات الأمنية بإرسال الجنود والشرطة للعمل على استتباب الأمن والنظام بالقبض على من يحاول الخروج على سلطان الدولة أو يحاول إثارة الفتن، وتتعاون الشرطة مع الجند في هذا المضمار، بينما يقوم الخليفة بإرسال الجند للدفاع عن الوطن على الحدود الفاصلة بين الدولة الإسلامية وأطرافها؛ وذلك بإرسال النجدات وإعادة تجديد الحصون والاستحكامات الدفاعية ليهب الجند للدفاع عن الوطن والإسلام.

وتتضح أهمية البريد في نظر الخلفاء من قول الخليفة عبد الملك بن مروان لحاجبه: "وليتك ما حضر ببابي إلا أربعة: المؤذن داعي الله تعالى فلا حجاب عليه، وطارق الليل فشرٌّ ما أُتي به، ولو وجد خيرًا لنام، والبريد فمتى جاء من ليل أو نهار فلا تحجبه، فربما أفسد على القوم سنة حبسهم البريد ساعة، والطعام إذا أدرك فافتح الباب وارفع الحجاب وخلِّ بين الناس وبين الدخول".

وكان هذا القول أكبر دليل على دور البريد في توفير الأمن في أنحاء الدولة، وربط أجزائها ومعرفة أخبار الولايات والإخطار عن تحركات الجيوش على الحدود، ومقدار استعداد العدو للحرب، وتحديد موعد الهجوم لتكون قوات الدولة جاهزة للهجوم قبل أن تفاجأ بالعدو، خاصة أن الهجوم أحد قواعد النصر وركائزه.

وكذلك فَطِن الخليفة أبو جعفر المنصور مؤسس الدولة العباسية الحقيقي لدور البريد وخطورة مهمته في قوله: "ما كان أحوجني إلى أن يكون على بابي أربعة نفر لا يكون على بابي أعف منهم هم أركان الملك، ولا يصلح الملك إلا بهم. أما أحدهم فقاضٍ لا تأخذه في الله لومة لائم، والآخر صاحب شرطة ينصف الضعيف من القوي، والثالث صاحب خراج يستقضي ولا يظلم الرعية، والرابع صاحب بريد يكتب بخبر هؤلاء على الصحة".

وكان صاحب البريد أيام العباسيين يؤدى مهمات أكبر، حيث يقف على أعمال الولاة وعلى أعمال القضاة وما يصدرونه من أحكام، ويسجل في تقاريره للخليفة أسلوب الحكم وطريقة التقاضي والتحري عن الشهود، وهل تتوفر العدالة أو أن الحكم والقضاء يسير على هوى الولاة؟ ولا يستند إلى ما تقرره الشريعة من نظم تحقق الإخاء وتكفل المساواة. كما يكتب صاحب البريد عن أسعار المواد الغذائية، وهل هي في مستوى عامة الشعب أو مرتفعة؟ وهل هناك استغلال من التجار؟ وأهم من هذا كله هو قيام الجيش في الولايات وعلى الحدود بواجبه وتدريباته، ليكون على المستوى اللائق الذي تريده الدولة في السهر على حماية حدودها البرية والبحرية وحماية سواحلها وشواطئها ومراقبة تحركات العدو عن طريق الاستخبارات والمناورات على السواحل التي تكشف العدو قبل وصوله.

استخدام الحمام الزاجل في المراسلات البريدية
عرفنا أن مهمة صاحب بريد الولاية هي موافاة الخليفة بجميع الأمور المهمة في ولايته، وما يدور فيها. ومعرفة أحوال الموظفين وعمال الخراج وما يقومون به من أعمال وكتابة تقارير عن أحوال الولاية وإدارتها، وتصرف المسئولين مع الصناع وعمال الزراعة، وكان لعمال البريد أكبر الفضل في تحسين أحوال الرعية وتقوية الروابط بينهم وبين كبار الرسميين والخليفة، وكانت الخيل التي تُخصص للبريد تمتاز بالسرعة والمهارة، وتقيم لها الدولة محطات استراحة بين منطقة وأخرى، وتشيد هذه المراكز ببناء محكم له قباب ثلاث تميزه على غيره، وكانت قطارات البريد تتألف من أكثر من أربعين دابة، ويوضع البريد في أكياس من الجلد لحفظه، وكانت الخيول تستبدل بين فترة وأخرى؛ حتى لا يصيبها الجهد، وليصل البريد بأقصى سرعة وفي الوقت المناسب.

واستبدل الحمام الزاجل بدلاً من الخيل لسرعة الحمام، حيث يستطيع الطيران والوصول في مدة تقل عن ثلث الوقت اللازم للخيل عند قطعها نفس المسافة، ويذكر المؤرخون أن الخليفة العباسي ثالث الخلفاء كان أول حكام المسلمين في استخدام الحمام في نقل البريد.

وطريقة التراسل بالحمام هي شد الرسالة تحت جناح الحمامة أو ذيلها، على أن المسئولين في الدولة الإسلامية كانوا يكتبون الرسائل من صورتين ترسل كل منهما مع حمامة، الثانية بعد الأولى بساعتين؛ وذلك ضمانًا لوصول الرسائل.

التراسل الحربي
كانت الرسائل الحربية توضع ضمن غلاف صغير من الورق الذي لا يتأثر بالماء وذلك بطلائه بالزيت، وتعلق الرسائل في عنق الحمامة أو في جوف الريشة من ذنبها، أو داخل قارورة صغيرة تحت جناح الحمامة، ويرسل الحمام من أبراج الحصون بين بغداد أو حلب أو دمشق أو القاهرة.

وقد توسع السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي في استخدام الحمام الزاجل أثناء حصاره لمدينة عكا في أغسطس 1190م، وقد أدى الحمام دورًا مهمًّا في نقل الرسائل الحربية التي تطالب بالإمدادات والنجدات البشرية التي يجب إرسالها برًّا وبحرًا لتحطيم قوات الغزو الصليبي لبلاد الشام.

وكانت الأسراب التي تطلق من مصر تطلق من أبراج قلعة صلاح الدين إلى الصالحية، فبلبيس، ثم غزة، والقدس، ونابلس، فدمشق. وفي هذه المحطات يمكن استبدال الحمامة بأخرى، لكن الحمام كان يستطيع الطيران مسافات بعيدة، وكانت سرعة طيران الحمام في الساعة حوالي أربعين ميلاً، وكان العمال يبصمون منقار الحمامة ببصمات خاصة، ينقش اسم السلطان عليها ويسجل عليها رقمها، وبمجرد وصول هذا الطير إلى قصر الخلافة تفضُّ الرسالة، وتعرض فورًا على الخليفة، ليتصرف بسرعة وفق ما يراه.

وقد حطم المغول أبراج الحمام الزاجل بسوريا حين غزوا هذه البلاد في زحفهم على مصر، وقد توقف زحفهم بعد أن هُزموا في معركة عين جالوت بفلسطين؛ بفضل تعاون قوات الجيش الإسلامي في مصر والشام على مجابهة هؤلاء الغزاة، لكن هذه الأبراج والمحطات أعيدت للعمل بعد أن تم إصلاحها في عهد السلطان الظاهر بيبرس المملوكي.

وهكذا فقد كانت المراكز الخاصة بالحمام موزعة في الطريق بين مصر والشام على مسافات منتظمة، في كل مركز موظفون ساهرون يتولون عملية استبدال الرسائل أو الحمام، وفي كل مركز حراس وموظفون يراقبون وصول الحمام ليلاً أو نهارًا؛ خوفًا من أن يمر عليهم وهم نائمون.

وكان المتبع ألا يُطلق الحمام في الجو العاصف الماطر إلا نادرًا؛ حرصًا على وصول الرسائل بسلام إلى الأماكن المحددة.

وكذلك كان يطلق الحمام للمساعدة في خدمة تجارة القوافل، حيث يرسل صاحب القافلة رسالة مع الحمام في حالة تعرضه للخطر، أو في طلب بيانات عن الأسعار، أو طلب بضائع بسرعة لتصل قبل مواسم الشتاء أو الصيف، أو قبل الأعياد الدينية والقومية. وتطور استخدام الحمام فيما بعد إلى قيامه بنقل الرسائل العادية بين الأفراد كالتجار، بعد أن كان مقتصرًا على الرسائل العسكرية والرسمية بين الولاة ودار الخلافة؛ خدمة للمصلحة العامة.

وقد حقق البريد في الدولة الإسلامية أجلّ الخدمات وأفضلها، وساهم في تحقيق النصر أثناء الحملات الحربية، كما ساعد على نشر الأمن والقبض على قُطَّاع الطرق في الصحراء بالإسراع في إرسال النجدات وضبط الإدارة الحكومية، وضمان سيرها على أسس من العدالة، حتى نَعِم أبناء الأمة الإسلامية بمزيد من الأمن والطمأنينة على أنفسهم وحرياتهم وأموالهم.

المصدر: مجلة الوعي الإسلامي، عدد 196، ربيع الثاني 1401هـ.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saidabdallah.yoo7.com
 
البريد في الدولة الإسلامية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أنواع البريد في الحضارة الإسلامية
» سقوط الدولة الطولونية في مصر
» قيام الدولة العثمانية واتساعها
» مفهوم المواطنة في الدولة الإسلامية
» النشاط العمراني والحضاري في الدولة الأموية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احرار الاسلام :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: تاريخنا :: مقالات تاريخية-
انتقل الى: