احرار الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

احرار الاسلام

منتده اسلامى سياسي و اخبار عاجلة
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 اليهود ونابليون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعيدعبدالله
Admin



عدد المساهمات : 1012
تاريخ التسجيل : 24/09/2012

اليهود ونابليون  Empty
مُساهمةموضوع: اليهود ونابليون    اليهود ونابليون  Emptyالخميس سبتمبر 27, 2012 11:34 pm

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
إن التذكير باتصال اليهود بنابليون ذو أهمية بالغة في السنوات الأخيرة، إذ أننا -منذ فترة- نرى كتابات ممن يُسمون بالمستنيرين تُبعث من جديد، ويروج لها بين المسلمين، وكما هو معلوم أنها تحوي - فيما تحويه - تمجيداً لحملة نابليون على مصر بصفتها -كما يزعمون- السبب الأكبر في انبعاث نهضتنا الحديثة.

فنابليون عند هؤلاء -تصريحًا أو تلميحًا- هو الذي أنهض الشرق بعد طول رقاد، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإننا نعيش في زمن أفصح فيه النصارى -ممثلين بكنيسة روما- واليهود في فلسطين المحتلة عن تعاونهم بشكل مكشوف بتوقيع اتفاقية رسمية نشرت أمام أنظار العالم قبل سنوات، وعدَّها وزير الخارجية اليهودي حينها أكبر إنجاز لدولة إسرائيل منذ قيامها، ونحن نعلم أن الولاية بين اليهود والنصارى، والتناصر فيما بينهم، وتعاونهم ضد الأمة المسلمة -سنة ربانية لا تتغير بمرور السنين، ولا تتبدل بتوالي الأيام، وإن كانت تخبو في فترات، وتتجلى كالشمس في فترات أخرى؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [المائدة: 51].

فالتعاون بين المغضوب عليهم والضالين -سواء المعلن عنه أو المستتر- لضرب الإسلام وأهله له شواهده السافرة عبر تاريخنا الإسلامي الطويل؛ منها: ما حصل أيام الحملة الفرنسية على مصر.

لقد تعود اليهود -على مدى تاريخهم- على استغلال الأحداث، وعطفها لصالحهم، وليس كما يقال إنهم -دومًا- هم الذين يصنعون الأحداث، ويخططون لها، فهم -مثلاً- استفادوا من الثورة الفرنسية، ووظفوها لرفع كاهل الاستعباد عنهم الذي طالما أرهقهم عسرًا.

فشعار الحرية والمساواة والإخاء الذي رفعه المتظاهرون الفرنسيون خدم اليهود بالذات، فأصبح لهذا الشعار مفهوم خاص عندهم جدوا في تعميمه.

فالحرية استغلوها في كسر التقاليد، ونبذ الأخلاق، والخروج عن المعهود من الحشمة والحياء، أما المساواة والإخاء فنظروا إليها على أنها وسيلة لهم للتسرب إلى أجهزة الدولة ومرافقها المختلفة، ثم التساوي مع غيرهم في العلم بها، ومن ثم تخلصهم من سبة الاحتقار وموجة الازدراء التي كانت تلاحقهم أينما حلُّوا في هذه المعمورة[1].

ولقد كان مفكرو اليهود أيام الثورة الفرنسية وبُعَيْدها يتناقلون الأحاديث فيما بينهم عن مستقبل بني جلدتهم، ويتداولون الآراء والمشروعات حول عودتهم إلى الأرض التي اعتقدوا أن أنبياءهم بشروهم بالعودة إليها، مثال ذلك ما عرضه بهذا الشأن البرنس دي لينيه في سنة 1212هـ - 1797م على إمبراطور النمسا[2].

ثم إنه لما نزل نابليون سواحل مصر في (محرم 1213هـ- يوليو 1798م) واتجه صوب بلاد الشام لاحتلالها في شهر رمضان من السنة نفسها فبراير 1799م[3], أطل اليهود برءوسهم وسعوا لاستثمار هذا التحرك الفرنسي لصالحهم.

ففي 17 فبراير 1799م عرض توماس كوربت الضابط في الجيش الفرنسي على عضو حكومة نابليون المسيو بول باراراس Paul Bararas مشروعًا يقترح فيه الاستفادة من اليهود في تحركات نابليون في بلاد الشام، فدعاه -في ذلك المشروع- إلى أن يتصل بكبار اليهود، ويثير في نفوسهم تحقيق تلك الأمنية التي ما برحوا يأملون تحقيقها، ألا وهي اجتماع شتاتهم في فلسطين، ومن ثم يطلب منهم جمع الأموال لابتياع الأراضي هناك من فرنسا، فضلاً عن تجهيز المراكب البحرية، والتدريب العسكري للشباب اليهود للاشتراك في حروب نابليون الشامية..

ثم يعود كوربت مرة أخرى في خطابهِ الذي يحمل تفاصيل المشروع إلى باراراس -ليؤكد أهمية الاستعانة باليهود في مخططات نابليون في الشرق، إذ يرى أن مصالح فرنسا تتفق تمامًا مع مصالح اليهود في المنطقة, فأموال اليهود -حسب قوله- ستنشط التجارة بين أوربا وآسيا، كما أن اليهود أنفسهم سيوفرون لفرنسا عنصرًا بشريًّا مواليًا يرسخ استعمارها لمصر وبلاد الشام؛ لأنه ليس من المعقول أن يهاجر الفرنسيون إلى تلك البلاد البعيدة ويُخلون وطنهم الأصلي فرنسا، بل إنه أشار إلى أن اليهود سيقدمون أهم الضمانات لبث الفوضى وإشعال الفتن في إمبراطورية العثمانيين[4].

بادر باراراس بإيصال مشروع كوربت إلى نابليون الذي استصوب الفكرة، واستعان بعلماء يهود مثل فنتور أستاذ اللغات الشرقية بجامعة باريس والمتبحر باللغة العبرية الذي صاغ نداءً إلى اليهود استوحاه من مقترحات كوربت، فأشار فيه إلى أن فرنسا رغم الصعوبات التي تواجهها فهي بحكم رسالتها لدفع الظلم عن الشعوب فإنها مصممة على تقديم مهد إسرائيل لليهود.

ومما جاء في هذا النداء: "يا ورثة فلسطين الشرعيين: إن فرنسا تناديكم الآن للعمل على إعادة احتلال وطنكم، واسترجاع ما فُقد منكم.. أسرعوا فإن هذه اللحظة لن تعوض قبل آلاف السنين، للمطالبة باسترجاع حقوقكم المدنية بين شعوب العالم"[5].

وقد أُعلن هذا النداء في الجريدة الرسمية الفرنسية يوم 20 أبريل سنة 1799م[6]، وصادف ذلك محاصرة نابليون لمدينة عكا التي كان قد بدأ بحصارها في 16 مارس[7]، وفي هذا إثبات بأن حكومة نابليون آنذاك قد اقتنعت بما عُرض عليها في شأن اليهود، وشرعت -فعلاً- في التعامل معهم على أساس منحهم الأرض التي ما فتئوا يتطلعون إليها لإقامة دولة لهم عليها في فلسطين،خصوصًا وأن ذلك يتضمن تطابقًا في مصالح الطرفين، واتفاقًا في وجهات النظر إزاء المسلمين بتمزيق دولتهم الإمبراطورية العثمانية، وبث بذور الشقاق في أرجائها، بل والعمل على تحطيم الولاء والبراء في وسط المسلمين[8].

وصفوة القول :
إن ما تم من خطوات تعاونية بين نابليون واليهود فهو تجسيد لتلك السنة الخالدة في ولاء اليهود والنصارى لبعضهم بعضًا، ومهما قيل عن نابليون بأنه لا يعتقد بدين، أو إنه عدو للأديان بما فيها الدين النصراني، فالسنة الربانية تنطبق عليه، لأنه ليس هو الوحيد حينذاك الذي يدبر شئون فرنسا، أليس الشعب الفرنسي جله من النصارى؟ ناهيك عن كون الكفار عامة من يهود ونصارى وملحدين من عادتهم الاجتماع على حرب المسلمين: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [الأنفال: 73]، {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة: 105].

المصدر: شبكة الألوكة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saidabdallah.yoo7.com
 
اليهود ونابليون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حق اليهود في أرض فلسطين
» رحمة النبي مع اليهود
» مؤتمر اليهود الأول بروتوكولات حكماء صهيون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احرار الاسلام :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: تاريخنا :: مقالات تاريخية-
انتقل الى: