[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الطبيب ذو حيثية خاصة, يأتمنه الناس على أرواحهم, ويثقون في كلامه, ويعتبرونه حكيمًا صائب الرأي, وهو على مر الزمن عضو فاعل في مجتمعه يتفاعل مع قضاياه, ويهتم بأموره, ويؤثِّر في دوائر التعامل المحيطة به من المرضى والمجتمع والزملاء.
وعلى الطبيب نحو قضية فلسطين, العديد من الواجبات, منها:
أولاً: تحريك القضية بمنظورها الإسلامي في الأوساط الطبية, والحفاظ عليها حيَّة في القلوب:
لا ينبغي لأحد أن يفتر عن الحديث حول القضية الفلسطينية بمفهومها الإسلامي الصحيح, والحقّ الفلسطيني المغتصب, وخلفيات الصراع, وتاريخه, والتذكير به دائمًا, ويستطيع الطبيب تحريك القضية الفلسطينية من منظورها الإسلامي في دوائره التي يتعامل معها, وعلى رأسها دائرة زملائه الأطباء, ودائرة المرضى الذين يعالجهم, ويُمْكِنُه في ذلك:
- الاجتهاد في فهم الأبعاد الحقيقية للقضية الفلسطينية؛ بالقراءة في تاريخ فلسطين القديم والحديث من المصادر الموثوق بها؛ ليتحدَّث على بصيرة وَوَعْي.
- التحرُّك بالقضية الفلسطينية بمفاهيمها الصحيحة -التي قرأها ووعاها- بين زملائه الأطباء, وبين المرضى وأُسَرهم.
- إهداء الزملاء كتابًا أو شريط كاسيت يشرح القضية الفلسطينية.
- الحديث المستمرُّ عن القضية, مع المرضى والزملاء -وخاصة الشباب- في كل مناسبة.
- إطلاق أسماء الرموز الفلسطينية على المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة.
- الحديث عن الأضرار الناجمة عن الأسلحة المحرمة دوليَّا التي يمتلكها الكيان الصهيوني ويستخدمها ضد المدنيين العزَّل في فلسطين.
- ارتداء الشال الفلسطيني أثناء إجراء الكشف.
- وضع صورة صغيرة لعلم فلسطين على المعطف الطبي الأبيض.
- وضع صورة الشهيد أحمد ياسين, أو أحد قادة الجهاد في فلسطين في العيادات الخاصة والمراكز الطبية, وفي مداخل المستشفيات.
- وضع بعض الكتب المبسطة عن القضية الفلسطينية في عيادته؛ ليطَّلع عليها المرضى في وقت الانتظار.
- ضبط مؤشر جهاز التلفزيون في صالة الانتظار على بعض القنوات التي تهتم بالقضية وتشرح أبعادها, وتفضح أفعال الصهاينة حيال الشعب الفلسطيني, ومنها قناة الأقصى والقدس, وبعض القنوات الوثائقية.
- تعليق خريطة فلسطين في صالة الانتظار بالعيادة.
- مراسلة الأطباء العالميين الزملاء في المهنة, وشرح القضية لهم, بل ودعوتهم في المساهمة الإيجابية في قوافل الإغاثة.
ثانيًا: الضغط على الحكومات والمؤسسات لنصرة القضية الفلسطينية :
يحتل بعض الأطباء أماكن مرموقة؛ فمنهم أعضاء في المجالس النيابية, ومنهم من يمارس نشاطًا إعلاميًّا فضائيًّا بارزًا, ومنهم من يكتب في كبريات الصحف, ومنهم الأدباء والشعراء, ومنهم من يشرف على هيئة أو مؤسسة أو مركز بحثيٍّ.
وكل هؤلاء يستطيعون قيادة الرأي العام, وممارسة ضغوط على أصحاب القرار؛ لدعم القضية الفلسطينية, واتخاذ مواقف تتناسب مع كل مرحلة من مراحل الصراع, ويمكنهم في ذلك:
- ممارسة الضغط على أصحاب القرار, خاصة من الأطباء الأعضاء في المجالس النيابية, والمشرفين على هيئات ومؤسسات ومراكز بحثية.
- قيادة وتوجيه الرأي العام؛ عن طريق الأطباء الممارسين للكتابة الصحفية, والبارزين في الإعلام الفضائي.
- العمل على توجيه المؤسسات والمراكز الطبية العامة والخاصة, ونقابة الأطباء, وهيئات الإغاثة الطبية, نحو خدمة القضية الفلسطينية.
- مشاركة ودعم الفعاليات المساندة للقضية الفلسطينية.
- إعلان الاحتجاج -بكافة أشكاله- على الفظائع التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في فلسطين, وحثُّ الحكومات على التحرُّك لنصرة الشعب الفلسطيني.
- إعلان الاحتجاج على زيارات المسئولين عن الكيان الصهيوني, والمطالبة بقطع العلاقات معه.
ثالثًا: المشاركة في النشاط الإغاثي :
قال رسول الله : "مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ, وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ, وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"[1].
وقد قدمت لجنة الإغاثة الإنسانية باتحاد الأطباء العرب نموذجًا رائدًا في خدمة قضية فلسطين؛ حيث أعلنت فور قصف الصهاينة لغزة, نداءً مفتوحًا للأطباء, بسرعة التوجُّه إلى معبر رفح للمساهمة في جهود إنقاذ الضحايا, واستطاعت حَشْدَ مجموعة من الفِرَقِ الطبية العاجلة, وتجهيز عدد من الشاحنات المحمَّلة بالأدوية والأجهزة الطبية.
وبإمكان كل طبيب أن يشارك ويساهم في جهود الإغاثة, ومن ذلك:
- الانضمام إلى إحدى لجان الإغاثة الإنسانية المهتمة بالقضية الفلسطينية.
- تحفيز الأطباء على الجهاد بمالهم والمساهمة في أنشطة لجان الإغاثة الإنسانية الداعمة للشعب الفلسطيني.
- العمل على إنشاء لجنةٍ لإغاثة فلسطين في الدولة التي لا توجد بها لجان إغاثة.
- الترويج للجان الإغاثة الموجودة في بلدك, وتحفيز الناس على المشاركة فيها بما يستطيعون من معونات مادية, أو بشرية, أو معنوية.
رابعًا: تخصيص نسبة محددة من الدخل لصالح فلسطين :
يُعْتَبَرُ الأطباء -في الأغلب- من الطوائف ذات الدخل المرتفع في كثير من المجتمعات؛ لذا فهم مطالَبُون باقتطاع جزء من هذا الدخل لصالح ضعفاء الأمة, الذين يُعانون أسوأ ألوان الحصار والتجويع والتعذيب, ويستطيعون فعل ما يلي:
- تخصيص إيراد يوم, أو مجموعة كشوف, شهريًّا من عيادة الطبيب لصالح القضية الفلسطينية.
- وضع صندوق في العيادة الخاصة لجمع التبرعات لصالح فلسطين.
- حثُّ وتوجيه المرضى وذويهم للجهاد بمالهم من أجل نصرة فلسطين.
- إقناع إدارات المستشفيات التي يتعاملون معها, بعمل صناديق لجمع التبرعات لصالح فلسطين.
- توصيل التبرعات إلى الجهات الرسمية الموثوق فيها لضمان وصولها إلى الفلسطينيين.
خامسًا: الامتناع عن المشاركة في المؤتمرات والندوات العلمية والطبية التي يشارك فيها أطباء صهاينة:
يشارك الطبيب كل عام في مجموعة من المؤتمرات الطبية, التي يحضرها مشاركون في التخصص نفسه من جميع أنحاء العالم, وعلى الطبيب المسلم صاحب الفهم, والواعي لما يدور في فلسطين, أن يُعَبِّرَ عن رفضه واستيائه من حضور أي صهيوني لمثل هذه المؤتمرات, وأنه لا يمكنه الجلوس في قاعة واحدة مع من يغتصبون أرض الإسلام, ويحاصرون أبناءه ويقتلونهم, ويَسْعَوْن في الأرض فسادًا, وعليه أن يُظْهِرَ هذا الرفض بكل طريق, ومن ذلك:
- منع أي طبيب صهيوني من المشاركة في المؤتمرات الطبية المحلية.
- طلب منع مشاركة الأطباء الصهاينة في المؤتمرات الطبية العالمية.
- الاعتذار عن حضور المؤتمرات الطبية التي ينظِّمُها الأطباء الصهاينة؛ مع توضيح أن سبب الاعتذار هو الاحتجاج على الجرائم التي يرتكبها الصهاينة في فلسطين.
- الخروج من القاعة عند محاضرات الأطباء الصهاينة في المؤتمرات العالمية التي يضطر للمشاركة فيها.
- الامتناع عن المحاضرة في الندوات الطبية التي يشارك فيها أطباء صهاينة.
سادسًا: تفعيل المقاطعة خاصة على صعيد الأدوية والأجهزة والمعدات الطبية :
المقاطعة هي: "الامتناع عن دعم اقتصاد العدو لصالح اقتصاديات الدول العربية والإسلامية", وهي لون من ألوان الامتثال لنهي الله تعالى عن موالاة غير المسلمين, وإعدادٌ للقوة المستطاعة كما أمر الله , وباستطاعة الطبيب فعل ما يلي:
- الاستعاضة بالأدوية الوطنية والعربية والإسلامية عن الأدوية المصنَّعة في الكيان الصهيوني, أو الدول التي تسانده.
- التوقُّف عن شراء الأجهزة والمعدات الطبية المصنَّعة في الكيان الصهيوني, أو الدول التي تسانده.
- المساهمة في نشر فِكْر المقاطعة بين الأطباء, وتعريفهم بالبدائل المتاحة.
- كتابة مقال عن المقاطعة وفوائدها, ونشره في جريدة, أو موقع إليكتروني, أو مدونة, أو بالبريد الإلكتروني.
- إلقاء كلمة عن المقاطعة في مؤتمر, أو ندوة, أو مسجد, أو مستشفى.
- توزيع أشرطة كاسيت وكُتب عن المقاطعة في العيادات الخاصة والمستشفيات التي تعمل فيها أو تزورها.
ومن أمثلة ما يخدم هذه القضية: كتاب: "فن المقاطعة", وكتاب: "أخي الطبيب قاطع" وكلاهما للدكتور راغب السرجاني.
سابعًا: مساعدة طلاب الطب الفلسطينيين :
إذا ضاقت سبل التبرع بالمال والعون المادي, فهناك سبل أخرى يستطيع الطبيب من خلالها تقديم العون لإخوانه الفلسطينيين, عن طريق:
- التآخي بينك وبين طالب فلسطيني يدرس الطب في بلدك أو داخل فلسطين, ومَدُّه بما يحتاج من مراجع ونصائح علمية تساعده على التفوُّق في دراسته.
- التطوُّع بالشرح للطلبة الفلسطينيين, وتقديم العون العلمي الذي يحتاجونه.
- استضافة الأطباء الفلسطينيين حديثي التخرج, وتدريبهم في عيادتك الخاصة.
- تيسير سُبُل التعيين أمام الأطباء الفلسطينيين خارج فلسطين, إن حيل بينهم وبين العودة إلى بلادهم فالأولوية عودتهم إلى فلسطين.
ثامنًا: رعاية الجرحى الفلسطينيين الذين يتلقون العلاج خارج فلسطين :
ولا يتوقف عطاء الطبيب عند حدود المال والاستضافة, وإنما يتعدَّاها إلى الجوانب الإنسانية؛ إذ يستطيع الطبيب أن يجود بعلمه ومهنته, وعليه:
- تقديم الرعاية الطبية للمصابين الفلسطينيين الذين يتلقون علاجهم في بلده؛ نظرًا لعدم قدرة المستشفيات الفلسطينية على استيعاب الكمِّ الهائل من الجرحى عقب كل اجتياح صهيوني, فضلاً عن تواضع قدرات المستشفيات الفلسطينية بسبب الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني.
- زيارة المرضى الفلسطينيين خارج فلسطين؛ لتقديم الدعم المعنوي, وبثِّ الأمل في نفوسهم.
- اصطحاب زميل أو أكثر لزيارة المرضى الفلسطينيين, وتقديم العون المعنوي أو المادي لهم خلال فترة علاجهم ونقاهتهم.
- حثُّ الأصدقاء والمعارف على زيارة المرضى الفلسطينيين ورفع معنوياتهم.
- الحديث مع إدارة المستشفى التي تقوم بعلاجهم لتنبيههم إلى أي قصور أو نقص في العلاج.
تاسعًا: السفر إلى فلسطين لتقديم الخدمات الطبية في الحالات الطارئة :
استطاع اتحاد الأطباء العرب أن يقدم نموذجًا مشرِّفًا في تقديمه للعون الطبي والإغاثي للشعب الفلسطيني؛ عندما فتح الباب أمام الأطباء للمشاركة بجهودهم في إنقاذ إخوانهم الفلسطينيين في غزة في شهر يناير 2009م, وبالفعل سافر الكثير من الأطباء, لتقديم العون الطبي اللازم لإخوانهم في غزة[2].
ويمكن للطبيب أن يقوم بما يلي:
- المبادرة بالسفر إلى فلسطين؛ بهدف المساهمة في تقديم العون الطبي لسدِّ العجز, وتغطية الاحتياج الناتج عن الاعتداءات المتكرِّرة من جانب العدو الصهيوني.
- السفر إلى فلسطين بهدف زيارة المستشفيات الفلسطينية, وتبادل الخبرات مع الأطباء الفلسطينيين, وإمدادهم بما يحتاجونه من دعم علمي ومعنوي.
- السفر إلى فلسطين بهدف الاطلاع على الحالات التي استُهْدِفَتْ بأسلحة محرَّمة دوليًّا, وتوثيق الحالات وتصويرها, وفضح مرتكبيها بكل وسيلة وفي كل مكان.
- حثُّ الزملاء من الأطباء وكوادر التمريض المدرَّبة, على السفر والمشاركة في جهود الإغاثة والعون الطبي.
عاشرًا: الإسهام بشكل علمي في طب الحروب والحصار :
يعاني الشعب الفلسطيني من ظروف قاسية نتيجة الحصار والقصف المستمر؛ مما يساهم في ظهور أنواع خاصة جدًّا من الإصابات والأمراض؛ ولذلك فعلى الأطباء الإسهام في هذا المجال بما يلي:
- كتابة كتب طبية في هذا المجال تتناول آخِرَ ما أنتجه العلم في هذا الباب.
- دراسة آثار الأسلحة المحرَّمة دوليًّا, والتي يستخدمها اليهود, وكيف يمكن علاج آثارها؛ مثل: القنابل الفسفورية والعنقودية, وغير ذلك.
- البحث عن الأبحاث الجديدة في هذا المجال, وإرسال هذه الأبحاث إلى الأطباء الفلسطينيين ليزدادوا خبرة.
- دعوة الأطباء الفلسطينيين لحضور دورات في هذا الشأن.
- إقامة مؤتمرات متخصِّصة في هذا الشأن, ويُدْعَى إليها الأطباء المتميِّزون على مستوى العالم, واستخراج أفضل النتائج في هذا المجال.
- مراسلة المجلات العلمية العالمية ببعض البحوث في هذا المجال مع الإشارة إلى استخدام بعض الأسلحة المحرمة دوليًّا في أرض فلسطين مما يوصل رسالة غير مباشرة إلى الأطباء العالميين توضح الإجرام الصهيوني.
[1] البخاري عن عبد الله بن عمر: كتاب المظالم, باب لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه 2310, ومسلم: كتاب البر والصلة والآداب, باب تحريم الظلم 2580.
[2] الجزيرة نت, 20 يناير 2009م, انظر الرابط: [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]