[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
مع كثرة التوصيات بالوَحْدَة في حياة رسول الله , إلاَّ أنه أعاد التوصية بها, والتركيز عليها, والتذكير بها في آخر أيامه ؛ ذلك أن الأُمَّة المتفرِّقة لا تقوم أبدًا, ولا ينزل نصر الله على الشراذم؛ يقول في خُطبته في حَجَّة الوداع: "إِنَّ كُلَّ مُسْلِمٍ أَخٌ لِلْمُسْلِمِ, وَالْمُسْلِمُونَ إِخْوَةٌ"([1]).
إنه التأكيد على حقيقةٍ حَرَصَ عليها رسولُ الله من أوَّل أيَّام الدعوة عند عتق العبيد في مكة, وعند المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار, والميثاق بين الأوس والخزرج في المدينة, لقد كانت عَلاقة مُمَيِّزة فعلاً للدولة الإسلاميَّة أن الجميع فيها إخوة؛ الحاكم أخو المحكوم, والقائد أخو الجندي, والكبير أخو الصغير, والعالم أخو المتعلِّم, إنها أُخُوَّة حقيقيَّة بلغت حدَّ التوارث في أوائل فترة المدينة, ثم نُسِخَ الحكم وبقِيَت الأُخُوَّة في الدين.
يقول الحق I: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10], ويقول كذلك: {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29], وقال أيضًا: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [المائدة: 54].
ويقول النبي : "إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا"([2]). وقال : "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى"([3]).
ونلمح خطاب الوَحدة في آيات العقيدة والشريعة؛ يقول : {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103], ويقول سبحانه: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46], ويقول تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4].
من هنا كان علينا القيام بمجموعة من الواجبات لنبذ الفرقة وتحقيق الوحدة بيننا؛ ومنها:
نشر ثقافة الوَحْدة في المجتمع :
لعل من أهم الأشياء التي تُطلب من الفصائل الفلسطينية المختلفة هي أن يتوحَّدُوا, وكذلك نطلب ذلك دومًا من زعماء الأمة, لكن هذا لا يحدث غالبًا إلا إذا كانت ثقافة الوحدة منتشرة بشكل عام في المجتمعات المسلمة, فإذا انتشرت هذه الثقافة صار ميسورًا على السياسيين وغيرهم أن يتوحَّدُوا, ولا يخفى على أحد أن الذي لا يبرُّ والديه, ولا يصل رحمه, ولا يتواصل مع جيرانه وأصحابه لن يُقدِّر مسألة الوحدة, أو يشعر بأهميتها, لأنه يُفَرِّط في الوحدة في أقرب دوائرها, كما أن المسلم الذي لا يشعر بآلام جيرانه ومعارفه, من الصعب جدًّا أن يشعر بآلام الفلسطينيين الماكثين على بُعْد مئات أو آلاف الأميال منه؛ ولذلك فبداية الطريق هو أن تُقَوَّى الروابط التي بين أفراد المجتمع في كل الدوائر, فإذا تَوَثَّقت هذه الروابط صار ما بعدها أيسر, والله الموفِّق.
توحيد المجتمع على أساس العقيدة :
يتوحَّد الناس على أواصر شتى؛ فقد يتوحَّدُون برباط العرق أو النسب, أو المكان الجغرافي أو اللغة, إلا أن المسلمين يجب أن يتوحَّدُوا برباط العقيدة؛ لأن هذا هو الرباط الذي لا ينفصم أبدًا, وهو الرباط الذي يُبارك الله فيه ويُقَوِّيه, وهو الرباط الذي يجمع مليارًا وثلث مليار مسلم في الأرض, وهو الرباط الذي يربطنا بتاريخ كل الصالحين من أبناء هذه الأمة على مدار التاريخ, وهو الرباط الذي يعتمد على القرآن والسنة, ويهتمُّ بالحلال والحرام؛ ولذلك لا يصلح للمسلمين أن يجتمعوا على آصرة العروبة, أو آصرة الوطنية, أو آصرة الوضع الاجتماعي, أو غير ذلك من الأواصر الأرضية, وهو ما فهمناه من موقف الرسول عندما رأى أن الصحابة من المهاجرين والأنصار قد تقاتلوا على أساس النسب والقبيلة, فقال لهم رسول الله : "مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ؟!"([4]).
وعلى ذلك فإننا يجب أن نُعلن بوضوح أننا ننتمي لكل مسلم في الأرض بصرف النظر عن بلده أو مكانه, ويجب أن نزرع هذا المعنى في نفوسنا, وفي أبنائنا, وفي مجتمعاتنا؛ حتى تصير وَحدتنا وَحدة شرعية على أساس القرآن والسُّنَّة.
كما ينبغي لكل العاملين من أجل تحرير فلسطين أن ينادوا بإسلامية فلسطين لا عروبتها؛ لأن جَعْل القضية عربيةً يُرَسِّخ آصرة العرق واللغة بدلاً من آصرة العقيدة, ولأن هذه الآصرة الشعوبية سَتُلغي من حساباتنا كل إخواننا المسلمين في إندونيسيا, وماليزيا, وباكستان, وبنجلاديش, وتركيا, ونيجيريا, وغير ذلك من بلاد العالم الإسلامي غير العربية؛ مما يعني عدم الارتباط بأكثر من مليار مسلم في الأرض, كما أن هذا الأمر سَيُلغي من تاريخنا الذي نفتخر به عمالقة كرامًا من غير العرب؛ أمثال: عماد الدين زنكي, ونور الدين محمود, وصلاح الدين الأيوبي, وقطز, وبيبرس([5]), ومحمد الفاتح, والبخاري, ومسلم([6]), والترمذي, والنسائي, وابن ماجه, والخوارزمي([7]), والبيروني, وغيرهم الكثير من الأعلام والرموز.
إن الله U أكرمنا بالإسلام, وأعزَّنَا به, وإذا ابتغينا العزَّة في غيره أذلَّنَا الله, وهذا مفهوم لا بُدَّ أن نفقهه, ونعمل له, ونتحرَّك به في كل الأوساط, وبكل الطرق, وهو من أهمِّ أدوارنا في قضية فلسطين.
فقه أهمية قبول الآخر :
نتيجة الطريقة الديكتاتورية التي يُحْكَم بها غالب العالم الإسلامي على مدار المائة سنة الماضية, فإنهم أَلِفُوا مبدأ الرأي الواحد! ومن ثَمَّ ما عادوا يقبلون بسهولة الرأي الآخر, وترسَّخَ هذا في نفوس الكثير من أبناء الأمة, وهو وَضْع لا تصلح معه وَحدة.
لذلك كان من أولويات العالم الإسلامي في هذه الأيام أن ينشروا بين أفراد مجتمعاتهم مبدأ قبول الآخر, والاستعداد التامَّ لسماع رأي مخالف, بل وقبول فكرة الاتحاد مع الآخرين حتى لو اختلفنا معه في الرأي, وأن الخلاف في الرأي لا ينبغي أن يفسد العلاقات الإنسانية, وهذه كلها معانٍ إسلامية أصيلة لا خلاف عليها بين العلماء.
والتدريب على هذا الأمر صعب, ويحتاج إلى مثابرة وطول نَفَس, وعلى أفراد الأمة أن يُعَلِّموه لأبنائهم, وأن يُرَبُّوهم على ذلك, وهو أمر مُكْتَسَبٌ, لو سَعَيْنَا في طلبه لتحقَّق لنا, كما أن له آليات معينة ومعروفة, يمكن الرجوع إليها في مصادرها([8]), ولعلَّ الرجوع إلى هذه المصادر أمر ضروري؛ لكي نُعيد بناء أُمَّتنا على بصيرة, وهو - كما هو واضح - من ألزم واجبات المرحلة.
البعد عن مواطن الخلاف قدر المستطاع :
يستطيع المجتمع المسلم أن يُقَلِّل من خلافاته, باتباع أخلاقيات الإسلام, التي تربأ بصاحبها عن الدخول في دهاليز الخلاف المذموم؛ وعليه اتباع الأخلاقيات التي تنأى به عن مواطن الخلاف, ومنها:
- التأنِّي والتحقُّق من الرأي قبل الاندفاع في تبنِّيه والحماسة في الدفاع عنه, يقول I: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6]؛ فعلينا التثبُّت قبل القول أو الفعل, وهذا كفيل بوأد الفتنة, وإطفاء نارها.
- التواضع واللين والرحمة عند التعامل مع المسلمين وأبناء الوطن, وادِّخار الغلظة لاستخدامها عند التعامل مع العدو الصهيوني وأعوانه.
- البحث عن القاعدة المشتركة.
- ترك الاعتداد بالرأي إذا تَسَبَّب في الخصومة.
التحلِّي بآداب الاختلاف عند حدوثه :
وَضَعَ علماءُ الشرع آدابًا للاختلاف بين المسلمين, اسْتَقَوْها من سِيَر السلف الصالح والأئمة الكبار([9]), وعلينا التحلِّي بهذه الآداب التي منها:
- إخلاص النية لله .
- الحرص على اتباع الحقِّ, وإنْ كان مع المخالفين في الرأي.
- الإبقاء على الأُخُوَّة مع أبناء الوطن رغم الخلاف في الرأي.
- الخضوع والتسليم بحكم الله ورسوله والتسليم التامُّ الكامل به, والمسارعة إلى ردِّ الأمر المختلف فيه إلى كتاب الله وإلى رسوله , وسرعان ما يرتفع الخلاف.
- الالتزام بالتقوى وتجنُّب الهوى, وذلك من شأنه أن يجعل الحقيقة وحدها هدف المختلفين؛ حيث لا يهمُّ أيًّا منهما أن تظهر الحقيقة على لسانه أو على لسان أخيه.
- الالتزام بآداب الإسلام من انتقاء أطايب الكلم, وتجنُّب الألفاظ الجارحة بين المختلفين, مع حسن استماع كلٍّ منهما للآخر.
- بذل الجهد في موضوع الخلاف؛ مما يعطي لرأي كلٍّ من المختلفين صفة الجدِّ والاحترام من الطرف الآخر, ويدفع المخالف لقبوله, أو محاولة تقديم الرأي الأفضل([10]).
إصلاح ذات البين :
من أكثر ما يتألَّم له المسلم ما يراه كل يوم من اتساع هوة الخلافات بين الأفراد والجماعات على نطاق المجتمع المسلم, فكيف نستطيع أن نبني أمة إسلامية قوية, ونُحَرِّر أرض فلسطين الحبيبة وسط هذا الجوِّ من الخلافات والشحناء, حتى بين أقرب الناس؟!
يجب على كل مسلم العمل من الآن وعلى الفور على إصلاح ذات البين وترميم العلاقات بين كل من يعرف من المتخاصمين, وكن كبير أسرتك وعائلتك وجيرانك, الذي يلجأ إليه الناس في حلِّ مشاكلهم؛ فقد قال رسول : "كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ يَعْدِلُ بَيْنَ الاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ"([11]).
وقال: "أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلاةِ وَالصَّدَقَةِ؟". قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "إِصْلاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ, وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ"([12]).
ولنعلم أن إصلاح ذات البين هدف اجتماعي يجب أن يتحقَّق على مستوى الأفراد كمرحلة أولى لتحقيقه على مستوى الجماعات.
تكوين كيانات وَحْدَوِيَّة داخل الأمة :
لا ينبغي للمسلم أن يكتفي بجهده الفردي في خدمة القضية الفلسطينية, وغيرها من قضايا العالم الإسلامي, وعليه أن يعلم أن يد الله مع الجماعة وقد قال رسول : "فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ"([13]).
ومن ثَمَّ تجب المبادرة بالاشتراك مع غيرك من المهتمين بالشأن الإسلامي في تكوين كيانات تجمع الجهود, وتُوَحِّدها في اتجاه واحد؛ لتقوية أثرها, وزيادة نفعها, أو الانضمام إلى الكيانات المقامة بالفعل؛ مثل: الجمعيات الخيرية, والنقابات, والمجموعات الإصلاحية, والأسر الطلابية, واعتماد مبدأ التكتل لتحقيق أحد الأهداف, سواء كان الهدف دينيًّا خالصًا, أو دنيويًّا صالحًا([14]).
ترسيخ مبدأ الشورى في المجتمع :
أمر الله نبيَّهُ باعتماد الشورى كمنهج حياة للمسلم, حتى في أحلك الظروف؛ فقال بعد ما حدث في أُحُد: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} [آل عمران: 159], رغم كون هؤلاء قد كادوا يتسبَّبُون في كارثة كبرى في تاريخ الأمة, وقد أخذ النبي بالشورى, في مواقف كثيرة, منها أخذه برأي الحباب بن المنذر في النزول عند بئر بدر, وأخذه برأي أبي بكر في أسرى بَدْرٍ, وأخذه بمشورة سلمان الفارسي في الخندق, وإنفاذ مشورة أم سلمة([15]) في الحديبية.
ولكي تصبح الشورى منهجًا لعلاج أمور حياتنا؛ فعلينا اتخاذها مبدأً في الحياة الأسرية والعملية, والحرص على تطبيق القرارات الناتجة عنها بشكل فعلي, وتعويد زملاء العمل وجيران الشارع على اعتماد هذا المبدأ, وتعويد الأبناء على الشورى, وأخذ رأيهم والاهتمام به وتطبيقه قدر الإمكان.
كما يجب أن نعلم الفوائد التي يجلبها الالتزام بالشورى؛ مثل: الاستفادة من التنوُّع الفكري, وتبادل الآراء, وتقليب الأمور على كل وجوهها أثناء الاختلاف, وكذلك الثقة في القرارات التي تصدر بعد العديد من المناقشات والحوارات البَنَّاءة, والقُدْرَة على اختيار البديل الأفضل من بين عدَّة بدائل واقتراحات, إضافة إلى ما يحصل عليه الرأي الناتج عن الشورى من تبنِّي الجميع له واستعدادهم للتضحية في سبيل تنفيذه, على عكس الرأي الفردي الذي لا يحظى إلا بدعم صاحبه([16]).
دراسة نماذج الوحدة في التاريخ الإسلامي :
لكي يستوعب المجتمع ثقافة الوحدة؛ لا بُدَّ أن يعرف ماذا سيجني منها, ولعلَّ دراسة ونشر نماذج لما نتج عن التمسُّك بالوحدة من خيرٍ في تاريخنا العظيم يُحَقِّق هذه الفائدة؛ مثل قصة عام الجماعة عندما تنازل الحسن لمعاوية عن الحُكْم, واجتمع المسلمون, وقويت شوكتهم, ومثل توحيد عماد الدين زنكي للموصل وحلب, وتوحيد نور الدين محمود لكل الشام, وتوحيد صلاح الدين الأيوبي لمصر والشام قبل قيامه بتحرير فلسطين من براثن الاحتلال الصليبي.
دراسة نماذج الوحدة العالمية :
يجب على المسلم المهتم بأمر إخوانه المسلمين في فلسطين, وفي سائر دول العالم الإسلامي الواقعة تحت الاحتلال, أن يدرس النماذج التي نجحت في تحقيق الوَحدة والتكتُّل في كيانات تجمعها - حتى وإن كانت من تجارب غير المسلمين - فالحكمة ضالة المؤمن, وعليه أن يتدبَّر - مثلاً - في تجربة اتحاد الولايات المتحدة الأمريكية وما نتج عنه من تجميع كامل طاقات هذه الولايات -52 ولاية- في دولة واحدة, وأيضًا تجربة الاتحاد الأوربي الذي نجح في توحيد معظم دول قارة أوربا على ما كان بينهم من حروب مدمِّرَة وما بينهم من اختلافات في الثقافة واللغة, والعادات والمستوى الاقتصادي؛ ولا ريب أن هذه التجارِب وغيرها تحتوي على الكثير من الدروس والمعاني الملهمة لمن أراد خدمة الإسلام والمسلمين([17]).
دراسة آليات العمل المشترك وأهمية روح الفريق :
ينبغي لكل مسلم عَلِم بأهمية العمل الجماعي أن يعرف الأساسيات التي يجب توافرها لنجاح العمل ضمن فريق؛ مثل: توافر الثقة والاحترام بين أعضاء فريق العمل, وتوافر الرغبة في التعاون لتحقيق الهدف, وتعيين قائد للفريق, والاتفاق على نظام للثواب والعقاب, بجانب الإحساس المشترك بالمسئولية تجاه المهامِّ المطلوب إنجازها, وغير ذلك من المفاهيم الإدارية التي تُيسّر السبيل لإتمام العمل بنجاح.
([1]) الحاكم: كتاب العلم (318) وقال: وقد احتج البخاري بأحاديث عكرمة واحتج مسلم بأبي أويس وسائر رواته متفق عليهم. ووافقه الذهبي.
([2]) البخاري عن أبي موسى الأشعري: أبواب المساجد, باب تشبيك الأصابع في المسجد وغيره (467), ومسلم: كتاب البر والصلة والآداب, باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم (2585).
([3]) البخاري: كتاب الأدب, باب رحمة الناس والبهائم (5665), ومسلم عن النعمان بن بشير: كتاب البر والصلة والآداب, باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم (2586) واللفظ له.
([4]) البخاري: كتاب المناقب, باب ما ينهى من دعوى الجاهلية (3330), ومسلم: كتاب البر والصلة والآداب, باب نصر الأخ ظالمًا أو مظلومًا (2584).
([5]) بيبرس العلائي البندقداري الصالحي, (625 - 676 هـ= 1228 - 1277م): مولده بأرض القپچاق, وأُسر فبيع, فاشتراه الأمير علاء الدين أيدكين البندقدار, وبقي عنده, فلما قبض عليه الملك الصالح (نجم الدين أيوب) أخذ بيبرس, فجعله في خاصة خدمه, ثم أعتقه. ولم تزل همته تصعد به حتى كان (أتابك) العساكر بمصر, في أيام الملك (المظفر) قطز, وقاتل معه التتر في فلسطين, ثم تولى سلطنة مصر والشام (سنة 658 هـ) توفي في دمشق سنة 658هـ.
([6]) مسلم: هو الإمام الحافظ حجة الإسلام مسلم بن الحجاج, أبو الحسين القشيري النيسابوري, ولد سنة 204هـ, وهو صاحب الصحيح الذي يلي صحيح البخاري عند أكثر العلماء. توفي سنة 261هـ بنيسابور.
([7]) الخوارزمي: عاش في بغداد فيما بين 164ـ 235 هجرية (780-850م) وبرز في عهد المأمون, ونبغ في الرياضيات والفلك, وطور الفكر الرياضي وذلك بإيجاد نظم لتحليل كل من معادلات الدرجة الأولى والثانية ذات المجهول الواحد بطرق جبرية هندسية, لذا يعتبر الجبر والمقابلة للخوارزمي هو أول محاولة منظمة لتطوير علم الجبر على أسس علمية.
([8]) للمزيد عن فقه قبول الآخر, انظر: ممدوح الشيخ: ثقافة قبول الآخر, مكتبة الإيمان, المنصورة, مصر, 2007م, وسالم البهنساوي: أدب الحوار والخلاف, المكتب المصري الحديث, الإسكندرية, 2005م, وعائض القرني: أدب الحوار, مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع, بيروت, 2004م, وسعيد إسماعيل علي: الخطاب التربوي الإسلامي.. كيفية التعامل مع الآخر التربوي, سلسلة كتاب الأمة (100).
([9]) للمزيد انظر: محمد بن نصر المروزي: اختلاف العلماء, تحقيق السيد صبحي السامرائي, عالم الكتب, ط1, 1405هـ= 1985م.
([10]) طه جابر العلواني: أدب الاختلاف في الإسلام ص50, 51.
([11]) البخاري: كتاب الجهاد والسير, باب من أخذ بالركاب ونحوه (2827), ومسلم: كتاب الزكاة, باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف (1009).
([12]) أبو داود: كتاب الأدب, باب في إصلاح ذات البين (4919), والترمذي (2509) وقال: هذا حديث صحيح. وأحمد (27548), وصححه الألباني, انظر: السلسلة الصحيحة (2639).
([13]) أبو داود: كتاب الصلاة, باب في التشديد في ترك الجماعة (547), والنسائي (847), وأحمد (27554), وابن حبان (2101), والحاكم (3796), وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي, وحسنه الألباني, انظر: صحيح الجامع (5701).
([14]) للاستزادة عن الوحدة الإسلامية, انظر: محمد أبو زهرة: الوحدة الإسلامية, دار الفكر العربي- القاهرة.
([15]) أم سلمة: أم المؤمنين, هند بنت أبي أمية, عُرف أبوها بزاد الراكب لشدة كرمه, صحابية من بني مخزوم, كان زوجها أبي سلمة بن عبد الأسد صحابي من السابقين إلى الإسلام, فتوفي عنها؛ فتزوجت رسول الله , كانت أول مهاجرة تصل إلى المدينة المنورة, وتوفيت أم سلمة سنة 60 وقيل سنة 59 للهجرة, وصلى عليها أبو هريرة .
([16]) للمزيد عن الشورى في الإسلام انظر: محمود شيت خطاب: الشورى في الإسلام, ثلاثة أجزاء, المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية, عمان- الأردن, 1989م, وعبد العزيز خياط: وأمرهم شورى, المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية, عمان- الأردن, 1993م.
([17]) للمزيد انظر: مالك بن نبي: فكرة كمنويلث إسلامي, ترجمة الطيب الشريف, دار الفكر العربي المعاصر بيروت, دار الفكر دمشق, ط2, 2000م.