احرار الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

احرار الاسلام

منتده اسلامى سياسي و اخبار عاجلة
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 القضية الفلسطينية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعيدعبدالله
Admin



عدد المساهمات : 1012
تاريخ التسجيل : 24/09/2012

القضية الفلسطينية  Empty
مُساهمةموضوع: القضية الفلسطينية    القضية الفلسطينية  Emptyالسبت سبتمبر 29, 2012 12:15 am

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
لعلَّ من أعجب الأمور في قضية فلسطين أن الكثير ممن يتحرَّكون لها, بل ويُضَحُّون من أجلها لا يفهمونها على الوجه الأكمل! ولا ريب أن أُولَى خطوات العمل هي الفهم, وإلا ففي أي طريق سنسير؟! وبأي شيء سنطالب؟! بل إنَّ الله ذكر في القرآن الكريم طائفة من البشر يدخلون النار مع أنهم كانوا يظنُّون في أعمالهم كل الخير..

قال I: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 103, 104], فكم من المسلمين يجاهد ويُضَحِّي, دون فهم صحيح, أو فقه دقيق لطبيعة القضية وأبعادها, ومن ثَمَّ فإنني أعتبر هذا الدور من أعظم أدوار المسلمين في قضية فلسطين, وهو يسبق كل الخطوات العملية التي ستُتَّخذ بعد ذلك, ومن هنا فإن على المسلمين في هذا الشأن فعل ما يلي:

دراسة الحكم الشرعي للأراضي التي فتحها المسلمون :
وهذا أمر بالغ الأهمية, ولا نعني به أرض فلسطين فقط, بل كل الأراضي التي فتحها المسلمون وحكموها, فهذه الأراضي جميعًا لها حكم في الشرع ليس بيدنا أن نُبَدِّله أو نغيِّره, وقد أفرد له الفقهاء مكانة كبيرة في الفقه, وتجدونه في كتب الفقه تحت عنوان: "باب الأرض المغنومة", وقد أجمع الفقهاء المسلمون على أن الأراضي التي يستولي عليها المسلمون بالقتال من جملة الغنائم([1])؛ وأرض فلسطين بهذه الحيثية أرض إسلامية من أَوَّلها إلى آخرها, لا فرق في ذلك بين الضفة الغربية ويافا, ولا فرق أيضًا بين غزة وعكا, إنما البلد بكامله فُتح على يد المسلمين بدءًا من عام 12 هجرية, وانتهاءً في عام 19 هجرية؛ حيث تم فتح كل أرض فلسطين.

وقد اختلف الفقهاء فيما بينهم في قضية ملكية الأرض المغنومة, وهل تَئُول هذه الأراضي للدولة الإسلامية, أم تُوَزَّع أربعة أخماسها على الجيش الفاتح, فلا خِلافَ بين الفقهاء أنَّ الأراضي الَّتي يستولي عليها المسلمون بالقتال من جملة الغنائم, واختلفوا بِمَ تَنْتَقِلُ الملكيَّة إلى المسلمين([2]).

فقال الحنفيَّة: لا يملكها المسلمون إلاَّ بالضَّمِّ إلى دار الإسلام, أو حيازتها فعلاً, وجعلها جزءًا من دار الإسلام([3]).

وقال المالكيَّة([4]) والحنابلة([5]): يملكها المسلمون بمجرَّد الحيازة; لأنَّها مالٌ زال عنه ملك أهل الحرب بالاستيلاء عليه, فصار كالمباح, تسبق إليه اليد فيتمُّ تملُّكه بإحرازه والاستيلاء عليه, من غير احتياجٍ إلى حُكْمِ حاكمٍ على المعتَمَدِ, ولا تقسم على الجيش كبقيَّة الغنائم.

وقال الشَّافعيَّة: لا يتمُّ انتقال الملكيَّة بالاستيلاء, بل بالقسمة مع الرِّضا بها([6]).

وقال الظاهرية: تُقَسَّم الغنائم كما هي بالقيمة, ولا تباع, وتقسم الأرض وتخمَّس, كسائر الغنائم([7]).

ومع هذا الاختلاف الذي بينهم إلا أنهم اتَّفَقُوا جميعًا على أن هذه الأرض أرض إسلامية خالصة؛ وعليه فلا يجوز التفريط فيها بحال, ولا يجوز للمسلمين أن يتعاهدوا مع الكيان الصهيوني على أخذ جزء من الأرض والإقرار له بالجزء الآخر مهما صغر, إنما يمكن أن تُوقَّع هدنة بين الطرفين لوقف القتال فترة معينة من الزمن, ثم تعود الجهود من جديد لتحرير الأرض الإسلامية السليبة, ومن هنا يظهر بطلان الاعتراف بدولة إسرائيل, وأن هذا البطلان ليس دفاعًا عن حقوق الفلسطينيين المهجَّرين من الأرض فقط, إنما هو حقٌّ من حقوق الله لا يجوز التنازل عنه, وبند من بنود الشريعة لا يحقُّ لنا التلاعب به.

تُرَى كم من المسلمين يفهم هذا الأمر؟! وتُرى كم من المسلمين يقترح أن تُقَام دولتان فلسطينية ويهودية على أرض فلسطين, ويتعايشا في سلم وهدوء؟! بل تُرى كم من المكافحين من أجل القضية الفلسطينية يرغب في ذلك ويتمنَّاه؟!

إن الذي يقترح هذه الأمور كالذي يقترح إنقاص الصلوات اليومية إلى ثلاثة بدلاً من خمسة, أو إلى إنقاص الصيام إلى عشرة أيام بدلاً من شهر كامل! فهذا شرع الله لا يجوز لنا فيه تبديل ولا تحريف, وقد قال : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا} [الأحزاب: 36].

وفي الموضوع تفصيل وفتاوى([8]), ومن أهم أدوار المسلمين أن يبحثوا في أصول هذا الموضوع, ويدرسوه دراسة وافية, ويُعَلِّموه لأبنائهم ومجتمعاتهم؛ لكي نسير في الطريق على بصيرة, فنصل إلى ما أرادنا الله أن نصل إليه.

دراسة الفتاوى التي تُحَرِّم بيع أرض فلسطين :
إذا كان يجوز للمسلم أن يبيع أرضًا مملوكة له في بلد من بلاد المسلمين ليهودي أو نصراني, فإن ذلك لا يجوز في أرض فلسطين! ذلك أن مشروع تهويد فلسطين واحتلالها من قِبَلِ الصهاينة يجعل هذا البيع طريقًا لضياع البلد بكاملها, وأَوَّل من فطن لهذا الأمر كان السلطان عبد الحميد الثاني([9]) رحمه الله, من أواخر سلاطين الخلافة العثمانية, ومن الذين بذلوا جهدًا وافرًا للدفاع عنها, وعلى المسلمين حقيقةً أن يدرسوا قصته, ويتدبَّروا في سيرته, ولقد أصدر السلطان عبد الحميد رحمه الله قانونًا بتحريم بيع الأراضي في فلسطين لليهود([10]), وكان هذا في عام 1890م([11]), وظلَّ معمولاً بهذا القانون حتى عام 1909م, عندما قام حزب الاتحاد والترقِّي العلماني -والمؤيَّد باليهود والإنجليز والفرنسيين- بخلع السلطان عبد الحميد, ومن ثَمَّ سمحوا ببيع الأراضي الفلسطينية لليهود, فحدث هذا على نطاق ضيق جدًّا, كما سنُفَصِّل لاحقًا([12]).

وكانت أُولَى الفتاوى التي ظهرت لتحريم بيع أراضي فلسطين هي فتوى الشيخ أمين الحسيني([13]) مفتي القدس, والذي أفتى بذلك في عام 1922م, ثم توالت الفتاوى بعد ذلك, ولعلَّ من أشهرها فتوى علماء فلسطين والعالم الإسلامي, والتي صدرت في المؤتمر الذي عُقِدَ بالقدس سنة 1355هـ = 1935م, وجاء فيها:

"بعد البحث والنظر فيما نشأ عن بيع الأراضي في فلسطين لليهود؛ من تحقيق المقاصد اليهودية في تهويد هذه البلاد الإسلامية والمقدسة, وإخراجها من أيدي أهلها, وإجلائهم عنها, وتعفية أثر الإسلام منها بخراب المساجد والمعابد والمُقَدَّسات الإسلامية.. فيُعلم من جميع ما قدمناه من الأسباب والنتائج والأقوال والأحكام والفتاوى أن بائع الأرض لليهود في فلسطين, سواءٌ كان ذلك مباشرة أو بالواسطة وأن السمسار والمتوسط في هذا البيع والمسهل له والمساعد عليه بأي شكل مع علمه بالنتائج المذكورة؛ كل أولئك ينبغي أن لا يصلى عليهم ولا يدفنوا في مقابر المسلمين ويجب نبذهم ومقاطعتهم واحتقار شأنهم وعدم التودد إليهم والتقرب منهم, ولو كانوا آباء أو أبناء أو إخوانًا أو أزواجًا؛ هذا وإن السكوت عن أعمال هؤلاء والرضا به مما يحرم قطعًا"([14]).

وكذلك أصدر الأزهر الشريف بمصر فتوى في هذا الصدد قطع فيها بعدم جواز التفريط في شبر من الأراضي الفلسطينية([15]).

وعلى المسلمين أن يقوموا بنشر هذه الفتاوى بعد فقهها واستيعابها.

دراسة الحكم الشرعي عند احتلال البلاد الإسلامية :
وهذه قضية محسومة عند الفقهاء, وليس فيها خلاف بينهم؛ وهي أن تحرير هذه البلاد المغتصبة فرض على المسلمين, ويُبْذَل في ذلك كل وسيلة شرعية ممكنة, وعلى رأس هذه الوسائل يأتي الجهاد في سبيل الله, ولا يُنْظَر في ذلك إلى فَقْدِ الأرواح والأموال؛ فإن فقد البلاد المحتلَّة تفريط في الدين, وفي سبيل حفظ الدين يُضَحَّى بكل غالٍ ونفيس, ودراسة هذا الحكم تُطَمْئِن قلوب المسلمين إلى أن الأرواح التي نراها تُفقد على أرض فلسطين في سبيل التحرير لم تذهب هباءً منثورًا, كما أنه لا يمكن تحرير البلاد بغير بذلها, وهذا أمر يظهر لنا من خلال دراسة القرآن والسُّنَّة, كما يظهر كذلك من خلال دراسة التاريخ, وفقه الواقع الذي نعيشه.

ولعلَّ من المناسب جدًّا أن يتعمَّق المسلمون بشكل عامٍّ في دراسة هذا الحكم, حتى يتكلَّموا به في منتدياتهم, ومن ثَمَّ نَرُدُّ على الهجمات التثبيطية التي تنهى المسلمين عن التضحية من أجل تحرير فلسطين وغيرها من البلاد المحتلَّة.

ولعلنا إذا راجعنا النصوص التي جاءت في كتب الفقهاء نفهم بشكل أكبر مَدَى وُضوحِ الرؤية عند عامَّة الفقهاء في هذه القضية, وبالتالي يَتَرَسَّخ الأمرُ في وجداننا بشكل أكبر, وأهم هذه الآراء:

الأحناف: قال صاحب (مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر) مقرِّرًا أحكام الجهاد في مذهب الأحناف: ولقوله : "الْجِهَادُ مَاضٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"([16]).

وإن تركه الكلُّ أثموا.. فإن غلب العدو على بلد من بلاد الإسلام, أو ناحية من نواحيها ففَرْض عَيْنٍ, فتخرج المرأة والعبد بلا إذن الزوج والمولى, وكذا يخرج الولد من غير إذن والديه, والغريم بغير إذن دائنه([17]).

وفي كتاب البحر: امرأة مسلمة سُبِيَتْ بالمشرق وجب على أهل المغرب تخليصها ما لم تدخل حصونهم وحرزهم([18]).

المالكية: وقال صاحب (بلغة السالك لأقرب المسالك في مذهب الإمام مالك): الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله تعالى كُلَّ سَنَة فرضُ كفاية, إذا قام به البعض سقط عن الباقي, ويتعيَّن -أي يصير فرض عين كالصلاة والصوم- بتعيين الإمام, وبهجوم العدو على محلَّة قوم, فيتعيَّن عليهم وعلى مَنْ بقربهم إن عجزوا, ويتعيَّن على المرأة والرقيق مع هذه الحالة, ولو منعهم الوليُّ والزوج والسيد ورب الدَّيْنِ إن كان مَدِينًا, ويتعيَّن -أيضًا- بالنَّذْر([19]), وللوالدين المنع في فرض الكفاية فقط([20]).

الحنابلة: وفي (المغني) لابن قدامة الحنبلي قال: والجهاد فرض على الكفاية, إذا قام به قوم سقط عن الباقين, ويتعين في ثلاثة مواضع:

أ- إذا التقى الزحفان وتقابل الصفَّان حَرُم على مَنْ حضر الانصرافُ, ويتعيَّن عليه المقام.

ب- إذا نزل الكُفَّار ببلدة تعيَّن على أهله قتالهم ودفعهم.

ج- إذا استنفر الإمامُ قومًا لزمهم النفير معه([21]).

فهم الخصوصية الإسلامية لفلسطين :
إذا كان الشرع يفرض على المسلمين تحرير أية أرض إسلامية يحتلها العدو؛ فإن لأرض فلسطين خصوصية إسلامية تُضاعف الهمم لتحريرها, وتُلهِب الأشواق للاستشهاد على ترابها؛ فأرض فلسطين ليست كبقية أراضي المسلمين: فهي الأرض التي بارك الله فيها للعالمين, فيها المسجد الأقصى أولى القبلتين, وثالث الحرمين, ومسرى رسول الله , وفي أكنافها يُرَابط المجاهدون الصادقون إلى يوم القيامة؛ فعن أبي أُمَامة قال: قال رسول الله : "لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ, لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ, لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلاَّ مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لأْوَاءَ([22]) حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ". قالوا: يا رسول الله, وأين هم؟ قال: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ, وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ"([23]).

وهي أرض المحشر والمنشر؛ فعن ميمونة([24]) مولاة النبي قالت: قلتُ: يا رسول الله, أَفْتِنَا في بيت المقدس. قال: "أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ"([25]).

وليس ذلك فقط, ولكن هذه الأرض الطيبة بُذِلَتْ في سبيل فتحها ثم تحريرها دماءٌ غالية, ولقد قاتل فوقها صحابة كرام عظام؛ أمثال أبي عبيدة بن الجراح([26]), وخالد بن الوليد([27]), وعمرو بن العاص([28]), وشُرَحْبِيل ابن حَسَنة, ويزيد بن أبي سفيان, ومعاوية بن أبي سفيان([29]), وغيرهم , كما زارها الفاروق عمر بن الخطاب , وأتم فتح القدس كما هو معلوم, وعلى أرضها دارت مواقع إسلامية خالدة؛ مثل: أجنادَيْن وبَيْسَان, ثم بعد ذلك مواقع التحرير الكبرى؛ مثل: حطين وعين جالوت.

إنها ليست أرضًا عادية, وليست كبقية البلاد, إنما لها خصوصية تجعل العمل من أجل تحريرها له متعة خاصَّة لا يُدركها إلا الصالحون.

دراسة النماذج المعاصرة والقديمة للتجارِب المماثلة :
وليس الغرض في هذا الدور التعمُّق في دراسة تجارب التحرير المختلفة؛ فقد يكون هذا دور العلماء والباحثين, لكن المطلوب من عموم الأمة أن تفهم الوسيلة المتوَقَّعة على الأغلب في تحرير البلاد المحتلَّة؛ وذلك حتى تُدرك الأمة مَن مِن أبنائها يسير على الطريق الصحيح, ومَن انحرفت به الأهواء, وتشعَّبت به السبل.

إن الذي يدرس هذه التجارب الإنسانية السابقة - مُسْلِمَة كانت أو غير مسلمة - سيجد أن غالب الجيوش التي تحتلُّ البلاد لا تخرج منها إلا بالقوة, وأن أسلوب التفاهم والإقناع لا يُجْدِي شيئًا.

ودراسة هذه التجارِب أمر ضروري لكي يفهم المسلمون طبيعة الأحداث, فإن القواعد النظرية قد تُقْنِع البعض ولا تقنع الآخرين, ولكن التجارِب العملية, والمشاهد الواقعية تُؤَثِّر في الناس بشكل كبير, وعلى ذلك فدراسة التجرِبة الجزائرية مثلاً -وخروجها من الاحتلال الفرنسي بعد كفاح مائة وثلاثين سنة, وتقديم أكثر من مليون شهيد- أمر ضروري لمعرفة طريق التحريروكذلك ينبغي دراسة التجارِب الليبية والمصرية والسورية, وغيرها من التجارِب الإسلامية الناجحة, ولا يجب أن يَتَوَقَّف الأمرُ عند هذا الحدِّ, بل ينبغي أن ندرس التجارِب الإنسانية في التحرر, حتى لو لم تكن إسلامية؛ مثل تجربة شعب فيتنام في طرد الاحتلال الأمريكي بعد تقديم ما يقرب من أربعة ملايين إنسان فيتنامي, كذلك ينبغي دراسة تجربة تحرُّر كوريا من أمريكا, وتجربة تحرُّر فرنسا من ألمانيا, وكذلك تحرُّر الصين من اليابان, وغير ذلك من التجارب التي تُعَرِّف المسلمين بسُنَنِ التحرُّر, وآليات الخروج من الأزمة.

ودراسة هذه التجارِب لن تفيد المسلمين في معرفة طرق تحرير البلاد فقط, ولكنها في الوقت نفسه ستُقَدِّم الحُجَّة العقلية والمنطقية لغير المسلمين, عندما نتحاور معهم بشأن الجهاد على أرض فلسطين, وسيرى العالم عندئذٍ أن الذين يُتَّهمون بأنهم إرهابيون, هم في واقع الأمر أبطال في أعراف كل الأمم التي سعت قبل ذلك للتحرُّر, ويكفي أن تقول للفرنسيين: ما رأيكم في الرموز التي قادت الحرب ضدَّ الألمان عندما احتُلت فرنسا؟ هل تعتبرونهم إرهابيين, أقدموا على قتل الألمان وإصابتهم, أم تعتبرونهم أبطالاً دافعوا عن حقوق بلادهم, وضَحَّوْا بأرواحهم لتسعد بقية شعوبهم؟!

إن الحوار بهذه الطريقة يفتح آفاقًا جديدة أمام المسلمين وغير المسلمين, ويُعِيدُ فهم القضية بشكل آخر غير الذي اعتاد عليه عامَّة الناس.

استيعاب المنهج التوسعي للصهاينة وفقه فكرة إسرائيل الكبرى :
هذا من أهم أدوار المسلمين في هذه المرحلة؛ حيث لا يلتفت كثير من المسلمين إلى أطماع اليهود الدائمة في التوسُّع, وإلى عدم قناعتهم بما احتلُّوه من أراضٍ في فلسطين, والشواهد على أطماع اليهود كثيرة, ولها أصول نظرية, كما أن لها تطبيقات واقعية كذلك.

فاليهود يقولون: إن الرب قد منحهم الأرض الواقعة بين نهري النيل والفرات, وذلك كما جاء في توراتهم المحرَّفة: "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَطَعَ الرَّبُّ مَعَ أَبْرَامَ مِيثَاقًا قَائِلاً: لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ, مِنْ نَهْرِ مِصْرَ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ, نَهْرِ الْفُرَاتِ"([30]).

وهذه العقيدة مترسِّخَة في وجدانهم, وهم لا يُخْفُونها بل يتحدَّثون عنها في محافلهم, وفي المحافل العالمية كذلك, وهذه الدولة التي يطمحون في إقامتها تضمُّ عِدَّة دول إسلامية بشكل كامل, وهي فلسطين ولبنان وسوريا والأردن, كما تضمُّ أجزاءً كبيرة من مصر والعراق والسعودية وتركيا, وقد ضمَّنها تيودور هرتزل في مُذكِّراته([31]), وتحدَّث عنها زعماء اليهود في مواقف كثيرة؛ ومنهم بن جوريون أول رؤساء الكيان الصهيوني([32]), وعندما احتلَّ اليهود سيناء قال موشى ديان: "لقد حَرَّرْنَا سيناء".

في إشارة واضحة أنه يعتبر سيناء جزءًا من إسرائيل الكبرى, كذلك قال: "لقد اتخذنا القدس.. ونحن الآن في طريقنا إلى يثرب (المدينة المنورة), وبابل"([33]), ولا يُستبعد أن يكون الخطَّان الأزرقان اللذان في علم إسرائيل يرمزان إلى النيل والفرات خاصة وأن اليهود يعشقون الرموز.. وهناك إشارات يُؤَكِّدُ عليها اليهود للدلالة على الفكرة نفسها؛ منها تعليق خريطة إسرائيل الكبرى في الكنيست الصهيوني, ومنها كذلك رسم هذه الخريطة على عملتهم "الشيكل"([34]), إلى غير ذلك من الإشارات والتصريحات التي يصعب جمعها لكثرتها.

ولعلَّ ما حدث في عام 1956م من احتلال لقطاع غزة وسيناء, ثم ما تكرَّر في عام 1967م من احتلال لسيناء وغزة والضفة الغربية والجولان, ثم ما حدث في عام 1982م من احتلال لجنوب لبنان, لعلَّ في كل هذه الخطوات ما يُؤَيِّد قناعة اليهود بهذه الفكرة, وسعيهم الحثيث لتطبيقها.

إننا لا نسرد كل هذه الدلائل من باب الترف الفكري, أو المعرفة النظرية, إنما نعني بذلك توضيح الخطورة الحقيقية للكيان الصهيوني على كثير من الدول العربية والإسلامية, وفي مقدمتها مصر والأردن وسوريا ولبنان, وفي حالة الصمت العربي والإسلامي فإن الخطر سيتعدَّى إلى السعودية والعراق وتركيا, وليس ببعيد إذا وقعت هذه البلاد أن تَتَّسِعَ أطماع اليهود إلى ما هو أبعد من ذلك, وقد رأينا مؤخَّرًا في يناير 2009م هجوم الطائرات اليهودية على دولة السودان, وضرب عِدَّة مواقع بها, واعترفت بذلك المخابرات الأمريكية([35]), كما أننا نعلم جميعًا التعاون بين قيادات المتمرِّدين في جنوب السودان مع الكيان الصهيوني؛ مما يضمُّ السودان إلى الدول المتعرِّضة للخطر, وأكثر من ذلك فقد ضربت الطائرات اليهودية مكاتب منظمة التحرير أعوام 1985 و1988 و1991م في دولة تونس([36]), وكذلك هدَّدت بضرب المفاعل النووي الباكستاني([37]).

إن كل هذه الدلالات تُشير إلى أن الأمن القومي للبلاد العربية والإسلامية يتطلَّب مساندة المجاهدين في أرض فلسطين؛ فهم خطُّ الدفاع الأول, وهم رأس الحربة, وإذا حدث -لا قَدَّر الله– ضَعْفٌ لهم أو انهيار, فإن العاقبة ستكون وخيمة على العالم الإسلامي بأسره, وعندها لن ينفع ندم, ولن يُجْدِيَ صُراخ!

الحذر من تجزئة القضية :
وهذا أيضًا من أعظم أدوار المسلمين الآن, فقد يتعب المناضلون بعد فترة, ومن ثَمَّ يقبلون بحلول جزئية للقضية, وبشكل نهائي, وهم يعتقدون أن في المستقبل يمكن أن تتبدَّل الأمور وتتحسَّن, ولكن هذا خطر كبير, فإن بعض الأجيال تُحَمِّل الأجيال اللاحقة لها عبئًا كبيرًا عندما تتعاقد أو تتعاهد على أمور يصعب الفكاك منها, والأخطر من ذلك هو التغير الفكري الذي يحدث للأمة عندما نضغط في اتجاه تنفيذ حلٍّ جزئي, دون توضيح جليٍّ لكامل الحقوق, وخطة استعادتها.

ولتوضيح الأمر بشكل أكبر فإنَّا نضرب على ذلك أشهر الأمثلة في هذا الصدد, وهي كلها ذات خطورة كبيرة إن لم تُوضَع في الإطار العامِّ لقضية فلسطين:

المثال الأول: إبراز أهمية وجود دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة دون وضع ذلك في إطار أهمية تحرير فلسطين بكاملها, فقد يقنع جيل بهذه الدويلة فقط, ومع مرور الوقت تُنسى القضية الأشمل, وهي قضية كل فلسطين.

المثال الثاني: الحديث عن القدس فقط دون الحديث في الوقت نفسه عن فلسطين بكاملها, فيترسَّخ بذلك عند المسلمين أهمية القدس القصوى دون نظر إلى أهمية المدن الفلسطينية الأخرى, ويساهم في ذلك أن الكيان الصهيوني يرفع جدًّا هو الآخر من قيمة القدس؛ حتى يمكن أن يساوم عليها بعد ذلك, وقد يعطيها فعلاً للفلسطينيين في مقابل ترك بقية الدولة, وفي مرحلة أخرى من مراحل الضعف قد ينشغل المسلمون بقضية "القدس الشرقية", وينسون القدس الغربية, ولا أنسى أنني قرأت عنوانًا رئيسيًّا لإحدى الصحف العربية الكبرى يقول: "لا تفريط في القدس الشرقية"([38])! وهذا يعني بشكل صريح أن هناك تفريطًا في القدس الغربية, بل وبقية فلسطين, بل إن بعض بنود معاهدة أوسلو 1993م قد نصَّت على أن تُقام بعض الأحياء في شرق القدس يُطلق عليها اسم القدس ويأخذها الفلسطينيون, بينما تبقى مدينة القدس الأصلية في يد اليهود, ويُطلق عليها أورشليم([39])!.

المثال الثالث: التجزئة الكبرى عندما ينادي المسلمون بامتلاك المسجد الأقصى والإشراف عليه, دون وضع هذا في المنظومة المتكاملة لتحرير كل فلسطين, فلا شكَّ أن الأقصى هو أعظم دور العبادة في الأرض بعد البيت الحرام بمكة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة, ولا شَكَّ أن قيمته في الشريعة الإسلامية عالية جدًّا, لكن المسألة لا تتوقَّفُ عند امتلاكه وتحريره, بل إن الأمر أوسع من ذلك, فالقلب وإن كان أهمَّ أعضاء الجسد, إلا أن حفظ القلب دون النظر لحفظ بقية الجسد أمرٌ لا يُقْبَل عقلاً ولا شرعًا, ومن ثَمَّ فعلى المسلمين أن يستخدموا الأقصى كرمز, وكذلك القدس, ولكن دون إهمال للقضية الشاملة, وهي تحرير كل الأراضي الفلسطينية.

إن وضع الرؤية بهذا الشكل يجعل الحلَّ ممكنًا, ويُوَضِّح لنا أن أحد الأجيال قد يبدأ المسيرة, فيُكملها آخر, أو ثالث, أمَّا تجزئة القضية فقد تجعل أحد الأجيال يُضَيِّع على مَنْ بعده فرصة الحلِّ, فعلى المسلمين الانتباه والحذر.

فهم طبيعة العدُوِّ :
هناك صفات مشتركة يَتَّصف بها كل الظالمين والفاسدين بشكل عامٍّ, وجدناها في كل المحتلِّين السابقين من صليبيين, أو تتار, أو أوربيين في العصر الحديث, أو أمريكا, أو غيرهم, ولكن هناك صفات خاصة باليهود كشعب, ذكرها الله U في كتابه الكريم, وأشار إليها كذلك رسولنا الأكرم r, ورأيناها في تجاربنا وتجارب غيرنا مع العدو الصهيوني, ولا بُدَّ لكي نفهم أبعاد القضية من دراسة طبيعة عدونا, وطرق تفكيره, والمرجعيات التي تحكم تَصَرُّفاته.

ومن هذه الصفات التي اشتهر بها اليهود الكذب, والخيانة, وخلف الوعد, والغش, والظلم, والحياة بوجهين, والتآمر الدائم, والتعامل بالربا, وتوريط الناس في المشاكل, والإباحية, وإثارة الفتن, وغير ذلك من أمور اشتهروا بها([40]), ولا يُنكرها أحد؛ لا من المسلمين ولا من غيرهم, ولا يستقيم لنا أن نحاربهم, أو أن نتعاهد معهم دون أن نعرف هذه الخلفية التي ستحمينا من الوقوع في أخطاء كثيرة.

فهم العلاقات بين الغرب والصهاينة :
يظهر بوضوح للمسلمين المساندة الغربية المستمرَّة لليهود, وخاصة من أمريكا, وقبلها الإنجليز, ولعلَّ هذا يكون أمرًا محيرًا عند الكثيرين, فيلجئُون إلى تبرير ذلك باتفاق المصالح بين الطرفين, ولكن واقع الأمر أن جذور العلاقة أعمق من ذلك بكثير, فالمصالح أحد أهمِّ أطراف العلاقة بين الصهاينة والغرب, ولكنها ليست الطرف الوحيد؛ فهناك الضغط اليهودي السياسي والإعلامي, الذي يمارسه اليهود في أمريكا وأوربا باقتدار, وهم يُسيطرون على الكثير من جماعات الضغط السياسية, كما يُسيطرون على وسائل الإعلام الكبرى في العالم, وعن طريق هذا الضغط المستمرِّ يُوَجِّهون سياسات الدول إلى حيث يُريدون, وبالإضافة إلى هذا الضغط فهناك السيطرة الاقتصادية على الكيانات التِّجَارية الكبرى في العالم؛ مما يُؤَثِّر كذلك بقوة على قرارات كثير من الدول..

وغير هذا وذاك هناك الجذور الدينية, والتي تجعل النصارى المنتمين إلى البروتستانت يَتَحَمَّسون بقوة لإقامة وطن قومي لليهود في أرض فلسطين؛ أملاً في ظهور المسيح عندئذٍ كما يعتقدون, وهم يرون اليهود أمة مقدسة؛ لذلك ينصرونها بكل طاقاتهم, والبروتستانت يتركَّزُون في العالم في أمريكا وإنجلترا في الأساس, وهذا الذي يُفَسِّر المساندة القصوى من هاتين الدولتين لليهود, ولعلَّ الرجوع إلى هذه الخلفية يُوَضِّح للمسلمين أنه لا فائدة مطلقًا من حمل ملف القضية الفلسطينية إلى أمريكا أو إلى إنجلترا؛ لأن ارتباط هاتين الدولتين باليهود الصهاينة ارتباط عقائدي وليس ارتباط مصالح فقط, وقد فصَّلتُ في جذور هذه العلاقة في عِدَّة مقالات على موقعي بالإنترنت "قصة الإسلام"([41]), وكذلك في الجزء الثاني من كتابي "بين التاريخ والواقع"([42]), فلْيُرْجَع إليها هناك للاستزادة, كما أنوي قريبًا -بإذن الله- أن أُصْدِر كتابًا عن قصة اليهود من أَوَّلها إلى الآن؛ حتى نفهم بجلاء طبيعة هذا العدو, ومواقفه السابقة في التاريخ, وجذور العلاقة بينهم وبين القوى العالمية المعاصرة.

هذه هي بعض المفاهيم الخاصة بقضية فلسطين, ولا شكَّ أن التفصيل فيها ضروري جدًّا, كما أن هناك الكثير من المفاهيم التي لم نتطرَّق إليها في هذه العجالة, ولا بُدَّ للمسلمين أن يصرفوا جزءًا كبيرًا من وقتهم للقراءة بشكل عامٍّ, وللقراءة في قضية فلسطين بشكل خاصٍّ؛ فالفهم يسبق العمل, ولا تحرير لفلسطين بغير إدراك كامل لكافة أبعاد القضية, وبشكل شرعي سليم.

([1]) علي بن نايف الشحود: المفصل في شرح الشروط العمرية 1/330.

([2]) علي بن نايف الشحود: المفصل في شرح الشروط العمرية 1/ 330, وانظر: الموسوعة الفقهية الكويتية 31/32.

([3]) للمزيد انظر: ابن نجيم المصري: البحر الرائق شرح كنز الدقائق 13/ 330, والكليبولي: مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر 4/ 298.

([4]) للمزيد انظر: أبو البركات الدردير: الشرح الكبير 2/189.

([5]) وللمزيد عن حكم الأرضين المغنومة انظر: المرداوي: الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الإمام أحمد بن حنبل 4/137, وعبد الرحمن بن قدامة المقدسي: الشرح الكبير على متن المقنع10/ 538.

([6]) للمزيد انظر: السيوطي: الأشباه والنظائر ص 113, والخطيب الشربيني: مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج 4/ 234.

([7]) ابن حزم: المحلى 7/ 341.

([8]) للاستزادة في هذا الموضوع راجع: الشوكاني: نيل الأوطار 8/116, وسيد سابق: فقه السنة 2/691.

([9]) السلطان عبد الحميد: هو عبد الحميد بن عبد المجيد, خليفة المسلمين لمدة (33 عامًا), وُلد في (16 شعبان 1258هـ = 22 سبتمبر 1842م), بُويع بالخلافة في (9 شعبان 1293هـ = 31 أغسطس 1876م), وكان في الرابعة والثلاثين من عمره, طرح شعار الجامعة الإسلامية لتوحيد العالم الإسلامي, وأنشأ سكة حديد الحجاز, حاول الصهيوني هرتزل في (المحرم 1319هـ = مايو 1901م) عرض ملايين الليرات عليه ليسمح بتوطين اليهود في فلسطين, ولكنه أبى وطرد هرتزل من مجلسه, وبعد كثير من الاضطرابات تولت جمعية الاتحاد والترقي الحكم في جمادى الآخرة (1326هـ = يوليو 1908م) وأعلنت تطبيقها لمبادئ الثورة الفرنسية, وأبعد عبد الحميد عن العرش عام 1909م وأقام تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته في (28 ربيع آخر 1336هـ = 10 فبراير 1918م).

للمزيد عن السلطان عبد الحميد الثاني, انظر: رفيق شاكر النتشة: السلطان عبد الحميد وفلسطين (السلطان الذي خسر عرشه من أجل فلسطين), مكتبة مدبولي. مذكرات السلطان عبد الحميد الثاني, ترجمة محمد حرب, دار القلم – دمشق, الطبعة الرابعة (1419هـ = 1998م). يلماز أوتونا: تاريخ الدولة العثمانية, منشورات مؤسسة فيصل للتمويل – تركيا, الطبعة الأولى (1410هـ = 1990م).

([10]) للمزيد محمد محمد إبراهيم زغروت: دور يهود الدونمة في إسقاط الخلافة العثمانية, دار التوزيع والنشر الإسلامية.

([11]) محمد حرب: السلطان عبد الحميد الثاني ص88, وانظر أيضًا: عمر فاروق يلماز: السلطان عبد الحميد خان الثاني المفترى عليه دراسة من خلال الوثائق ص 133.

([12]) انظر: عاشرًا دراسة تاريخ فلسطين (واجبات عموم الأمة), ص79.

([13]) أمين الحسيني: هو محمد أمين الحسيني, وُلد في القدس عام 1897م, والده هو طاهر الحسيني مفتي القدس, انتُخب مفتيًا للقدس سنة 1921م خلفًا لشقيقة كامل الحسيني, أعاد تنظيم المحاكم الشرعية في فلسطين, أسس الكلية الإسلامية, ترأس لجنة إعمار وترميم المسجد الأقصى وقبة الصخرة, والمؤتمر الإسلامي العام, جهَّز وأشرف على التنظيمات المسلحة وجيش الجهاد المقدس, وظل يدعم الجهاد المسلح لتحرير فلسطين حتى وفاته سنة 1975م, ودفن في مقبرة الشهداء في بيروت.

للاستزادة عن الحاج أمين الحسيني, انظر: عوني جدوع العبيدي: صفحات من حياة الحاج أمين الحسيني, مكتبة المنار - الزرقاء, الأردن1405هـ = 1985م. حسني أدهم جرار: الحاج أمين الحسيني.. رائد جهاد وبطل قضية, دار الضياء – عمّان - الأردن, 1407هـ = 1987م, وعبد الله العقيل: من أعلام الحركة والدعوة الإسلامية المعاصرة, مكتبة المنار الإسلامية - الكويت, 1422هـ = 2001م, ومحمد رجب البيومي: النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين, دار القلم - دمشق, 1415هـ = 1995م, وأحمد طربيق: فلسطين في خطط الصهيونية والاستعمار, معهد البحوث والدراسات العربية - القاهرة, 1972م.

([14]) سالم أحمد سلامة: فتاوى علماء المسلمين في تحريم التنازل عن أي جزء من فلسطين أو عن حق العودة إليها ص26.

([15]) السابق نفسه, ص63.

([16]) الحديث روي بلفظ: "... وَالْجِهَادُ مَاضٍ مُنْذُ بَعَثَنِي اللهُ إِلَى أَنْ يُقَاتِلَ آخِرُ أُمَّتِي الدَّجَّالَ, لا يُبْطِلُهُ جَوْرُ جَائِرٍ, وَلا عَدْلُ عَادِلٍ, وَالإِيمَانُ بِالأَقْدَارِ". رواه أبو داود: كتاب الجهاد, باب في الغزو مع أئمة الجور (2532), وأبو يعلى (4311), وقال الألباني: صحيح. انظر: صحيح الجامع (2532).

([17]) انظر: الكليبولي: مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر 2/407, 408.

([18]) الكليبولي: مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر 2/409, وانظر: ابن نجيم الحنفي: البحر الرائق 5/79, وابن عابدين: حاشية رد المحتار على الدر المختار 4/126, 127.

([19]) يقصد إذا نذر أن يجاهد, وقد بيَّن حكم النذر في الصفحات السابقة على كلامه هذا.

([20]) الصاوي: بلغة السالك 2/176, 177.

([21]) عبد الرحمن بن قدامة المقدسي: الشرح الكبير على متن المقنع 10/368.

([22]) اللأْواء: الشدة وضيق المعيشة, وقيل: القَحْط. انظر: ابن منظور: لسان العرب, مادة لأى 15/237.

([23]) أحمد (22374), والطبراني: المعجم الكبير 8/ 145, 20/ 317, وقال الهيثمي: رواه عبد الله وجادة عن خط أبيه والطبراني ورجاله ثقات. انظر: الهيثمي: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 7/230.

([24]) ميمونة بنت الحارث العامرية الهلالية زوج النبي , تزوجها سنة 7هـ, توفيت (51هـ) بسَرَف في الموضع الذي بنى بها فيه رسولُ الله , وصلى عليها ابن عباس. انظر: ابن الأثير: أسد الغابة 6/275.

([25]) ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها, باب ما جاء في الصلاة في مسجد بيت المقدس (1407), وأحمد: (27667), وأبو يعلى (7088) وقال حسين سليم أسد: إسناده صحيح.

([26]) أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح, من صحابة النبي , ومن السابقين الأوّلين إلى الإسلام, وأحد العشرة المبشرين بالجنة, وأمين هذه الأمة, ولاه عمر قيادة جيش المسلمين في الشام بعد أن تولى الخلافة, وتوفي في طاعون عمواس سنة 18هـ.

([27]) خالد بن الوليد بن المغيرة القرشي, يُكَنَّى أبا سليمان, كان أحد أشراف قريش في الجاهلية, وكان إليه أَعِنَّة الخيل فيها, وشهد مع قريش الحروب إلى الحديبية, ثم أسلم في سنة سبع, وكان على أحد الجيوش الأربعة التي فتحت مكة, وقد نجَّى الله به المسلمين في معركة مؤتة بعد أن قُتِل الأمراء الثلاثة, وسماه الرسول سيف الله المسلول, ثم كانت له اليد الطُّولى في فتح فارس والشام. توفي سنة 21هـ. ابن الأثير: أسد الغابة 1/673.

([28]) عمرو بن العاص بن وائل القرشي السهمي. كان معدودًا من دهاة العرب وشجعانهم وذوي آرائهم, وهو الذي أرسلته قريش إلى النجاشي ملك الحبشة ليرُدَّ عليهم مَن هاجر مِنَ المسلمين إلى بلادهم. أسلم قبل الفتح سنة 8هـ وفتح مصر في عهد عمر بن الخطاب, وَوَلِيَ إمرتها مرتين, مات وهو والٍ على مصر في يوم الفطر سنة 43هـ ودُفِنَ بالمقطم. انظر: ابن الأثير: أسد الغابة 3/740.

([29]) معاوية بن أبي سفيان بن حرب: صحابي, أسلم يوم الفتح وروي أنه أسلم يوم القضية, وهو من كتّاب الوحي, ولاه عمر الشام بعد موت أخيه يزيد, وأقرّه عثمان عليها حتى موته, ثم كانت الفتنة بينه وبين سيدنا علي, ثم آلت إليه الخلافة بعد موته وتنازل الحسن بن علي عنها, ومات سنة 60هـ=680م. انظر: ابن الأثير: أسد الغابة 4/416.

([30]) سفر التكوين 15: 18

([31]) Theodor Herzl, Zionistisches Tagebücher, 1895-1899, edited by Johannes Wachten, Chaya Harel, (Berlin: Ullstein, 1983), vol. 2, p. 650.

([32]) Nahum Goldmann, Le Paradoxe juif, édition Stock, Paris, 1976, p. 121.

للمزيد: ليفيا روكاش: إرهاب إسرائيل المقدس.. من مذكرات موشي شاريت, مكتبة الشروق الدولية – القاهرة, 2008م.

وراجع أيضًا: رفعت سيد أحمد: مذكرات زعماء صهيون: قراءة في أوراق ناحوم جولدمان تيرنس بيرتي وليم كوانت, مكتبة رجب – القاهرة, 1998م.

([33]) Sa`d al-Bazzaz, Gulf War: The Israeli Connection, transl. Namir Abbas Mudhaffer (Baghdad: Dar al-Ma'mun, 1989).

([34]) La Repubblica, Apr. 3, 1990.

([35]) وكالة فوكس نيوز الأمريكية, 26مارس 2009م: [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] صحيفة الاستقلال الأمريكية, 27 مارس 2009م, صحيفة ها آرتس الصهيونية, 29مارس 2009م.

([36]) الموسوعة الفلسطينية, هيئة الموسوعة الفلسطينية 4/ 3313-3326.

([37]) صحيفة الحياة اللندنية, باكستان تحت المجهر الإسرائيلي, 14 فبراير 2008م.

([38]) صحيفة الشرق الأوسط الدولية, العدد 7933, 16 جمـادى الأولـى 1421هـ = 17 أغسطس 2000م.

([39]) أحمد صبري الدبش: الوضع القانوني للقدس في ضوء اتفاقات أوسلو وما تلاها من اتفاقات, مجلة القدس, العدد العاشر, أكتوبر 1999م. تقترح إسرائيل توسيع حدود المدينة الكبرى (القدس) لتشمل أحياء وقرى أبو ديس والعيزرية وسلوان وتستطيع السلطة الفلسطينية فيما بعد أن تتخذ من الأحياء الجديدة المستحدثة عاصمة ومركزًا إداريًّا يصبح اسمه "القدس" بالعربية واللاتينية, بينما تسمى بقية أنحاء المدينة بحدودها البلدية القائمة حاليًا "أورشليم".

([40]) راجع صفات اليهود في الكتب التالية: سامي خضرا: صفات اليهود, دار الرسول الأكرم, بيروت, 1998م, وابن قيم الجوزية, هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى, الجامعة الإسلامية - المدينة المنورة, وعبد المتعال الجبري: العقلية والثقافة العربية في الجاهلية: الفصل الثالث: اليهود في الجزيرة العربية, دار التوزيع والنشر الإسلامية, 2000م, ومحمد عبد الفتاح المهدي: سيكولوجية الصهيونية, البيطاش للنشر والتوزيع, الإسكندرية, مصر, 2001م, وصلاح أبو إسماعيل: اليهود في القرآن الكريم, دار الصحوة, القاهرة, 1998م, وعبد الوهاب المسيري: من هو اليهودي؟!, دار الشروق, القاهرة, 2001م, وغير ذلك كثير..

([41]) [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]

([42]) بين التاريخ والواقع, الجزء الثاني, مقال: مصلحة أمريكا أم مصلحة اليهود, ص172, ومقال: الإعلام اليهودي وقيادة أمريكا, ص178, ومقال: هل للدين أثر على علاقة اليهود بأمريكا, ص190.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saidabdallah.yoo7.com
 
القضية الفلسطينية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الانتفاضة الفلسطينية
» مستقبل المصالحة الفلسطينية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احرار الاسلام :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: فلسطين :: واجبنا تجاه فلسطين-
انتقل الى: