[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الملف السوري أصبح -وللأسف- حقلاً للتجارب، وميدانًا لتصفية الحسابات، والمتضرر الأول والأخير هو الشعب السوري.
والتجارب التي تُجرى على الشعب السوري هي تجارب مكررة؛ مما يدل على مؤامرة حقيقية على ثورة الشعب السوري، وفشل في الرؤية الدولية تجاه هذه القضية.
فمهلة عنان ليست أكثر من استنساخ روسي لمهلة الجامعة العربية، الغرض الأول والأخير منها هو إركاع الشعب السوري، وجرّه إلى كرسي المفاوضات مع النظام السوري القاتل.
ولكنّ حمق النظام السوري، وتصعيده الطائفي يفشل التواطؤ العالمي معه حول الثورة السورية.
فاليوم أسقطت الحولة القناع الأخير عن مبادرة عنان، وظهر لكل من عنده ذرة من ضمير أن النظام السوري لا ذمة له ولا عهد، وأنه -نتيجة للشعور الطائفي الذي يسيطر على عقليته- سوف يجر كل مؤيديه ومناصريه إلى اللاإنسانية واللاأخلاقية..
بل سيجر المجتمع الدولي كله إلى هذه المرحلة، إذا استمر في السكوت.
قتل الشهداء في الحولة تم بثلاث طرق:
الأولى: الذبح بالسكاكين.
الثانية: الطعن بالحراب حتى الموت.
الثالثة: الضرب على الرأس بأدوات حادة حتى الموت.
وحشية لم تعرفها بغداد لما اجتاحها المغول التتر! ولكن مغول دمشق أشد وأنكى، إنهم العلويون النصيريون يا صاحبي.
كي نقرأ الذي حصل في الحولة في إطاره الصحيح يجب أن ننتبه إلى أمور:
الأول: معظم ضحايا المجزرة هم الأطفال الذين ذبحوا مكبلين، وتأتي هذه المجزرة في الذكرى الأولى لاستشهاد الطفل حمزة الخطيب على أيدي الكلاب الطائفية.
الثاني: المجزرة تأتي بعد أيام من العملية النوعية التي أدت إلى اغتيال المجرم الثالث في النظام الشبيحي، وهو آصف شوكت، الذي اغتيل على الأرجح في تلك العملية النوعية، وجاءت هذه المجزرة انتقامًا له.
الثالث: مجزرة الحولة دليل دامغ جديد على الحرب الطائفية التي يشنها النظام على أبناء البلد، من خلال التحشيد الطائفي لدى العلويين ضد أهل السنة.
الرابع: المجزرة تحكي شعور الإحباط لدى النظام الذي صار يضرب بكل مكان، ضرب رجل لم يبق لديه ما يخسره.
الخامس: هي كذلك عبارة عن إعلان عملي لفشل مهمة عنان، وعلى الشعب السوري أن يعلنها مدوية في كل مكان وبكل زاوية.
عنان الآن يتحمل وزر هذه المجزرة، وعليه أن يعلن فشل مهمته إذا كانت لديه إنسانية، أو بقايا إنسانية!!
وإذا لم يفعل فهو مشارك في قتل الشعب السوري، وما أكثر المشاركين!!
أقترح أن يُسمى يوم غد: اذهب يا عنان أنت وخطتك إلى الجحيم.
لقد أججت مجزرة الحولة الحراك الثوري، وأصبحت مفصلاً مهمًّا في تاريخ الثورة السورية؛ فسوريا الطبيعية اليوم كلها انتفضت على هذا النظام الفاسد، وعلى هذه الزمرة الطائفية.
بتوقعي.. سوف نذكر مجزرة الحولة على أنها البوابة التي دخلنا منها إلى النصر؛ فمسألة الحسم أصبحت قاب قوسين أو أدنى، وساعة الصفر على الأبواب.
المصدر: مدونة د. أحمد السلوم.