احرار الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

احرار الاسلام

منتده اسلامى سياسي و اخبار عاجلة
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 تسريبات ويكيليكس.. وسلاح المعرفة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعيدعبدالله
Admin



عدد المساهمات : 1012
تاريخ التسجيل : 24/09/2012

تسريبات ويكيليكس.. وسلاح المعرفة  Empty
مُساهمةموضوع: تسريبات ويكيليكس.. وسلاح المعرفة    تسريبات ويكيليكس.. وسلاح المعرفة  Emptyالسبت سبتمبر 29, 2012 9:01 pm

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
رأينا جميعًا في الأشهر القليلة الماضية كيف استطاع موقع إلكتروني من بين ملايين المواقع على شبكة الإنترنت أن يحظى بشهرة توازي أكبر الصحف والفضائيات ووكالات الأنباء العالمية..

فمن منا الآن لم يلفت نظره اسم موقع "ويكيلكس"؟!

ومن منا لا يتابع أخبار مؤسسه " جوليان أسانج" الذي حصل على لقب شخصية عام 2010م في استبيان صحيفة التايم الأميركية الشهيرة؟!

فما السر وراء هذه الشهرة التي حققها موقع ويكيلكس؟ وما هي الأسرار التي قام جوليان أسانج بكشفها؟

بداية..

يعتبر موقع ويكيليكس -كما يقول القائمون عليه- موقعا للخدمة العامة مخصصا لحماية الأشخاص الذين يكشفون الفضائح والأسرار التي تنال من المؤسسات أو الحكومات الفاسدة، وتكشف كل الانتهاكات التي تمس حقوق الإنسان أينما وكيفما كانت.

اسم ويكيليكس (Wikileaks) جاء من دمج كلمة "ويكي" التي تعني الحافلة المتنقلة مثل المكوك من وإلى مكان معين، وكلمة "ليكس" وتعني بالإنجليزية "التسريبات". ومعناها "تسريبات الويكي"..

وتم تأسيس موقع ويكيليكس في يوليو 2007 وبدأ منذ ذلك الحين بالعمل على نشر المعلومات، وخوض الصراعات والمعارك القضائية والسياسية من أجل حماية المبادئ التي قام عليها، وأولها "مصداقية وشفافية المعلومات والوثائق التاريخية وحق الناس في خلق تاريخ جديد".

وانطلق موقع ويكيليكس بداية من خلال حوار بين مجموعة من الناشطين على الإنترنت من أنحاء متفرقة من العالم مدفوعين بحرصهم على احترام وحماية حقوق الإنسان ومعاناته، بدءا من قلة توفر الغذاء والرعاية الصحية والتعليم والقضايا الأساسية الأخرى.

ومن هذا المنطلق، رأى القائمون علي موقع ويكيليكس أن أفضل طريقة لوقف هذه الانتهاكات هو كشفها وتسليط الضوء عليها[1].

وتعود أهمية موقع ويكيليكس في كشف الأسرار بالعديد من القضايا ذات البعد الإنساني، منها على سبيل المثال -كما تقول الصفحة الرئيسية للموقع- الأعداد الحقيقية للمصابين بمرض الملاريا الذي يقتل في أفريقيا على سبيل المثال مائة شخص كل ساعة.

ويؤكد القائمون على موقع ويكيليكس أن أهمية ما يسربونه من معلومات تفيد في كشف سوء الإدارة والفساد بالدول التي تعاني من هذه الأزمات كالملاريا مثلا، لأن الدواء متوفر لمعالجة هذا المرض.

ويعتمد موقع ويكيليكس في أغلبية مصادره على أشخاص يوفرون له المعلومات اللازمة من خلال الوثائق التي يكشفونها، ومن أجل حماية مصادر المعلومات يتبع موقع ويكيليكس إجراءات معينة منها وسائل متطورة في التشفير تمنع أي طرف من الحصول على معلومات تكشف المصدر الذي وفر تلك التسريبات.

ويتم تلقي المعلومات إما شخصيا أو عبر البريد، كما يحظى ويكيليكس بشبكة من المحامين وناشطين آخرين للدفاع عن المواد المنشورة ومصادرها التي لا يمكن -متى نشرت على صفحة الموقع- مراقبتها أو منعها.

وقد أدت سياسة موقع ويكيليكس إشكاليات كبيرة مثل حجبه بالعديد من الدول وعلى رأسها الصين، لكنه نجح في وضع عناوين بديلة يمكن من خلالها الوصول إلى صفحته وقراءة محتوياتها بفضل إمكانيات التشفير التي يوظفها خبراء لصالح منع حجب الموقع.

وتتم عملية النشر بموقع ويكيليكس بطريقة بسيطة حيث لا يحتاج الشخص سوى تحميل الوثيقة التي يريد عرضها وتحديد اللغة والبلد ومنشأ الوثيقة قبل أن تذهب هذه المعلومات لتقويم من قبل خبراء متخصصين، وتتوفر فيها شروط النشر المطلوبة. وعند حصولها على الضوء الأخضر، يتم توزيع الوثيقة على مزودات خدمة احتياطية داعمة.

يعتبر موقع ويكيليكس -كما يقول القائمون عليه- موقعا للخدمة العامة مخصصا لحماية الأشخاص الذين يكشفون الفضائح والأسرار التي تنال من المؤسسات أو الحكومات الفاسدة، وتكشف كل الانتهاكات التي تمس حقوق الإنسان أينما وكيفما كانت. من أبرز القائمين على الموقع الناشط جوليان أسانج.

وقد استطاع موقع ويكيليكس في الآونة الأخيرة جذب انتباه العالم أجمع عن طريق نشره لسيل دافق من آلاف الوثائق السرية التي طالت العديد من دول العالم، والتي تلقفتها بدوره وسائل الإعلام العالمية لتوقع قوى كبرى في حرج شديد نتيجة لتسرب هذه المعلومات..

تسريبات ويكيليكس في وسائل الإعلام
تحت عنوان "ويكيليكس يكشف تفاصيل حمام الدم في العراق" نشرت صحيفة الأسبوع المصرية في 24 أكتوبر 2010م تقريرًا يكشف الوضع البشع في العراق المحتل[2] وجاء فيه:

فجر موقع "ويكيليكس" علي الانترنت فضيحة جديدة هزت الرأي العام العالمي، أبطالها ثلاثة خصوم - أو هكذا أوهمونا- اجتمعوا علي شيء واحد هو إبادة الشعب العراقي الأعزل بدم بارد, وتحويل أرض الرافدين إلي شلال من الدم عبر اغتيال وقتل 109 ألف شهيد من الشيوخ والنساء والأطفال والرجال جلهم من العراقيين السنة هذا غير مئات الآلاف من المشردين والمعتقلين والمهجرين .

حرب إبادة جماعية حقيقية اشتركت فيها قوات الاحتلال الأمريكي مع النظام الإيراني مع ما يسمي بحكومة العراق العميلة للاحتلال ولإيران علي حد سواء، وشرعوا منذ عام 2003 في حرق الأخضر واليابس في ارض الرافدين.

400 ألف وثيقة سريه للجيش الأمريكي حول الحرب في العراق نشرها موقع ويكيليكس رغما عن الضغوط التي مارسها البنتاجون لإيقاف النشر, ولعبت قناة الجزيرة القطرية دورا محوريا في نقل الجريمة إلي الرأي العام العربي والعالمي بمساهمتها في نشر محتوي الوثائق.

جوليان اسانج مؤسس ويكيليكس صرح لشبكة سي ان ان الأميركية أن الملفات الأميركية السرية التي كشفها موقعه تتحدث بالتفصيل عن "حمام الدم" الذي يمثله النزاع في العراق.

وردا علي سؤال للشبكة الأميركية حول كشف هذه الوثائق، أكد أسانج إن الملفات صورة للوضع في العراق أكمل من الوثائق التي كشفت من قبل حول النزاع في أفغانستان.

وقال إن "هذه الوثائق تكشف ست سنوات من النزاع بتفاصيل قادمة من الميدان ـ القوات المنتشرة وتقاريرها وما كانت تراه وتقوله وتفعله".

وتشير الملفات التي نشرت الي مقتل حوالي 109 آلاف شخص خلال سنوات ـ مقابل عشرين ألفا في أفغانستان كما كشفت الوثائق التي نشرها الموقع من قبل.

وأضاف اسانج ان "عدد القتلي اكبر بخمس مرات في العراق ويمثل حمام دم حقيقياً بالمقارنة مع أفغانستان".

وتابع ان الوثائق "لا تقدم مجرد فرضيات مثل 'قتل كثيرون في الفلوجة' بل تتحدث عن كل وفاة مع إحداثيات جغرافية محددة والظروف التي قتل فيها الأشخاص".

وأكد اسانج ان "الأمر الجديد بالنسبة لنا هو أن هؤلاء الموتى الذين كانوا مجهولين لم يعودوا كذلك".

ويعد كشف هذه الكمية من الوثائق "اكبر عملية تسريب لوثائق عسكرية سرية في التاريخ".

وكشفت الوثائق المسربة أن مئات المدنيين قتلوا علي الحواجز الأميركية في العراق وان الجيش الأميركي تستر علي أعمال التعذيب الذي تمارسه قوات الأمن العراقية.

وأفادت وثائق ويكيليكس أن "الولايات المتحدة كانت علي علم بأعمال التعذيب هذه لكنها أمرت جنودها بعدم التدخل".

كما كشفت الوثائق ان "مئات المدنيين قتلوا علي حواجز تسيطر عليها القوات الأميركية" وذلك بالرغم من أن التصريحات الرسمية الأميركية تنفي ذلك. ووصل عدد هؤلاء القتلى إلى 700،وتؤكد الوثائق ان "عدد القتلي المدنيين في العراق أكثر بكثير مما هو معلن".

وتكشف "الملفات السرية التي حصل عليها موقع ويكيليكس أن القوات الاميركية كانت تحتفظ بتوثيق للقتلى والجرحى العراقيين، رغم إنكارها علنياً لكل ذلك".

وتكشف أيضا عن وجود 285 ألف ضحية عموماً بينهم 109 آلاف قتيل علي الأقل". و أن 63% من القتلى هم مدنيون.

وتؤكد الوثائق أن "شهر ديسمبر 2006 كان الأكثر دموية حيث قتل 5183 في ذلك الشهر وحده، وصنف 4000 منهم بأنهم مدنيون".

وتشير وثائق ويكيليكس أيضا إلى "تورط" رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي "في إدارة فرق للقتل والتعذيب".

وتصور هذه الوثائق "وجهاً خفياً للمالكي وهو يقود فرقاً عسكرية تنفذ أوامره في الاغتيالات والاعتقالات".

وتكشف الوثائق العسكرية الأميركية أيضا عن "دور إيراني سري في تمويل وتسليح الميليشيات الشيعية".

كذلك نشرت هيئة الإذاعة البريطانية في 29 نوفمبر 2010م لأهم ما تضمنته الدفعة الثانية من وثائق ويكيليكس[3] عندما بدأ موقع ويكيليكس في نشر 250 ألف رسالة سرية أرسلتها البعثات الدبلوماسية الأمريكية جاء فيها:

الوضع في باكستان
تعبر الرسائل عن القلق حول المواد المشعة الموجودة في المحطات النووية في باكستان وإمكانية استخدامها في هجمات إرهابية. ويتضح من الرسائل أن الولايات المتحدة كانت تحاول نقل يورانيوم عالي التخصيب من مفاعل للأبحاث في باكستان منذ عام 2007.

وقالت البرقية أن الولايات المتحدة حاولت سرا إقناع باكستان بالسماح لها بإزالة اليورانيوم بسبب مخاوف من أن تتم سرقة هذه المواد النووية أو تحويلها للاستخدام في أداة نووية.

لكن باكستان رفضت زيارات خبراء أمريكيين وفقا لما جاء في تقرير أعدته السفيرة الأميركية السابقة آن باترسون في مايو 2009 لأنه إذا "علمت وسائل الإعلام المحلية بنبأ إزالة الوقود فمن المؤكد أنها ستصور الأمر على أن الولايات المتحدة تسحب أسلحة باكستان النووية."

وفضلا عن مخاوف واشنطن بشأن المواد النووية الباكستانية كشفت برقيات أخرى متعلقة بباكستان عن أن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز تحدث بقسوة بالغة عن الرئيس اصف علي زرداري ووصفه بأنه أكبر عقبة في طريق تقدم البلاد ونقل عنه قوله انه إذا كان الرأس فاسدا فإنه يؤثر على الجسم بأسره.

وفي يوليو 2009 قال الشيخ محمد بن زايد أن زرداري "قذر لكنه ليس خطيرا وأن رئيس الوزراء السابق نواز شريف خطير لكنه ليس قذرا وهذا هو حال باكستان".

تجسس أميركي على الأمم المتحدة
وتحدثت بعض الوثائق الأخرى عن عمليات تجسس أميركية على مسؤولين في الأمم المتحدة ضمنهم الأمين العام بان كي مون.

وقالت الوثائق إن أوامر أرسلت إلى دبلوماسيين أمريكيين بتفويض من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بضرورة جمع معلومات عن بان كي مون ومسؤولين آخرين رفيعي المستوى في المنظمة الدولية خاصة مساعدي الأمين العام وقادة مهام حفظ السلام.

وتشمل المعلومات المطلوبة كلمات سر وبيانات خاصة مثل البصمة الوراثية وبصمات الأعين والأصابع.

كما جاء في الوثائق أن هناك قلق حول تنامي مستوى استخدام الحكومة الصينية للقرصنة الالكترونية، ويتضح من برقيات دبلوماسية أمريكية أن الحكومة الصينية قد استخدمت شبكة من قراصنة الانترنت وخبراء في شركات أمن خاصة منذ عام 2002 وأنها استطاعت من خلالهم النفاذ إلى حواسيب حكومية أمريكية وشركات وكذلك حلفاء غربيين وحاسوب الدالاي لاما.

وتضمنت الرسائل أيضًا مناقشة مسؤولين أمريكيين وكوريين جنوبيين لتوحيد الكوريتين في حال انهيار النظام في كوريا الشمالية.

تسريبات ويكيليكس بأقلام المحللين
كتب المحلل السياسي محمد بن المختار الشنقيطي مقالاً بعنوان "ويكيليكس وصراع المعرفة والسلطة"[4] جاء فيه:

كشفت وثائق الدبلوماسية الأميركية السرية التي نشرها موقع ويكيليكس منذ أيام عن جوانب من (طبائع الاستبداد) المزمن في بلداننا العربية، ووجهه القبيح الذي لم تعد مساحيق الدعاية تكسبه بريقا، ولا تمنحه رونقا.

كما كشفت جوانب من (مصارع الاستعباد) الأميركي للشعوب، حيث ظهرت الولايات المتحدة في هذه الوثائق قوة متهالكة، تلهث وراء أوهام هيمنة عالمية لم تعد تملك مقوماتها. لكن الدرس الأعمق لهذه الوثائق هو تبدل العلاقة بين المعرفة والسلطة لصالح المعرفة، في عالمنا الذي قضى فيه الإنترنت على احتكار المعلومات.

وقد لاحظ الكواكبي في كتابه (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد) منذ أكثر من مائة عام تلك الصلة المنطقية بين استبداد الحاكم وجهل المحكوم. فخصص فصلا لطيفا من الكتاب عن (الاستبداد والعلم)، لاحظ فيه أن "المتأمل في حالة كل رئيس ومرؤوس يرى كل سلطة الرئاسة تقْوَى وتضعُف بنسبة نقصان علم المرؤوس وزيادته"، وأن "الاستبداد والعلم ضدان متغالبان، فكل إرادة مستبدة تسعى جهدها في إطفاء نور العلم، وحصر الرعية في حالك الجهل"، وأنه "ما انتشر نور العلم في أمة قط إلا وتكسرت فيها قيود الأسر، وساء مصير المستبدين، من رؤساء سياسة أو رؤساء دين".

ومن دقة نظر الكواكبي بيانه أن المستبد لا يخشى كل أصناف العلوم أو أنماط العلماء، بل هو يعرف كيف يستغل بعض العلوم وبعض العلماء في إضفاء شرعية أخلاقية على استبداده وفساده. وإنما "ترتعد فرائص المستبد" -حسب تعبيره- من العلوم ذات الصلة بـ"حقوق الأمم، وطبائع الاجتماع، والسياسة المدنية... ونحو ذلك من العلوم التي تكبِّر النفوس، وتوسٍّع العقول، وتعرِّف الإنسان ما هي حقوقه، وكم هو مغبون فيها، وكيف الطلب، وكيف النوال، وكيف الحفظ".

إن كل سلطة مستبدة، سواء كانت محلية تسعى إلى البقاء، أو دولية تسعى إلى الهيمنة، تحتاج إلى تشريع ذاتها وأفعالها، من خلال التبرقع بأي برقع أخلاقي، مهما يكن شفافا. وكلما أوغلت السلطة في الاستبداد والفساد كانت حاجتها إلى هذا البرقع الأخلاقي أشد، وحرصها عليه أكبر، وهو ما يضعها في موقف نفاقي تتستَّر عليه على الدوام. ولم يغب ذلك عن بال الكواكبي في فصل من كتابه، خاص بـ(الاستبداد والأخلاق)، حيث أوضح أن "أقل ما يؤثره الاستبداد في أخلاق الناس أنه يرغم حتى الأخيار منهم على إلفة الرياء والنفاق، ولبئس السيئتان".

كذلك وتحت عنوان "ويكيليكس وأحرار العالم" كتب الباحث السياسي نبيل شبيب[5] متسائلاً:

ما هي الأسئلة التي يطرحها مسلسل كشف الأسرار بإخراج "ويكيليكس" والتعامل معه ومعها؟.. هل ينبغي ضبط حماية ما يصنّفه صانعو القرار في خانة "أسرار" حماية أكبر؟.. هذا في مقدمة ما أثير الجدل حوله في الأوساط الغربية.

هل ينبغي على الساسة والدبلوماسيين انتقاء عباراتهم بحذر أكبر في محادثاتهم "السرية"؟.. هذا في مقدمة ما يُطرح في تعامل الدول الصغرى مع الدول الكبرى في العلاقات الدولية الراهنة.

هل أصاب الحكومةَ الأميركية الحرج تجاه حلفائها وأصدقائها وأتباعها؟.. هذا ما تنفيه التصريحات الرسمية الأميركية بلهجة متعجرفة كان يُفترض أنّها غابت مع انتهاء حقبة بوش الابن.

هل تنجح ملاحقات صاحب الموقع بأساليب ملتوية متعددة لإسكات صوته وصوت موقعه، وإطلاق رسالة تحذير إلى من قد يحذو حذوه؟.. هذا ما توحي به المعطيات الحالية دون ظهور ما قد يمنع من تحقيق الهدف.

هل تُستخدم الوثائق التي لم تعد سرية أدلةً لملاحقة قضائية دولية تستهدف المسؤولين عن جرائم ارتكبت في ساحات الحروب الأميركية، أو تستخدم حجة لدى المسؤولين في بلدان متضررة دبلوماسيا لتعديل علاقاتها بالدولة الأميركية؟.. هذا ما لا توجد مؤشرات عليه حتى الآن.

فإذا كان كشف الأسرار على طريقة "ويكيليكس" جريمة كما تقول مصادر غربية سياسية ومن يرتبط بها، فالتكتم على ارتكاب الجرائم جريمة أكبر، وارتكابها والتواطؤ عليها ابتداءً هو الجريمة الأصل التي لا ينبغي أن تُلفت الأنظار عنها عبر متاهات إثارة الجدل حول ما صنعه موقع "ويكيليكس" وكيف صنعه، وما حجم الأضرار التي يسببها لأولئك الذين أماط اللثام عما يرتكبونه ويقولونه وراء ستار، وعما يصنعونه جهارا نهارا ثم ينكرونه بأساليب التمويه والتلفيق.

لقد وضعت الوثائق بين يدي العالم، وأحرار العالم، والمنظمات المدنية غير الحكومية في أنحاء العالم، ووسائل الإعلام، والمفكرين والمثقفين، ما يُفترض أنهم في حاجة إليه، فما يقولون به اعتمادا على "قرائن" حتى الآن أصبحت له قيمة مكتسبة إضافية فعالة باعتماده على "أدلة قاطعة" و"اعترافات موثقة".

أخيرًا..

وبعد أسابيع من الاختفاء، ظهر جوليان أسانج، مؤسس موقع «ويكيليكس»، في محكمة بوسط لندن الثلاثاء 7 ديسمبر، لدقائق قليلة، قبل أن يتم اعتقاله..

وعلى الرغم من أن الأسباب المعلنة لتوقيفه لا تتعلق بتسريبات «ويكيليكس»، بل بتهم اغتصاب امرأتين في السويد، فقد أكد محاميه أن القضية التي رفعت ضده في استوكهولم، تحركها أهداف سياسية. وفور صدور القرار البريطاني بإبقائه قيد الاعتقال، علق وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس، على خبر اعتقاله، ووصفه بأنه «خبر سار»، عندما سأله صحافيون أميركيون يرافقونه في رحلة إلى أفغانستان عن رد فعله.

ورفض القاضي هاورد ريدل إطلاق سراح أسانج بكفالة، على الرغم من تقدم 5 أشخاص لكفالته، بينهم نافذون في المجتمع البريطاني، وقرر القاضي إبقاءه قيد الاعتقال حتى يوم الثلاثاء 14 ديسمبر، حيث ستنعقد جلسة جديدة للبحث في تسلميه إلى السويد.

في نفس الوقت أعلنت شركة «فيزا»، بعد شركة «ماستر كارد» وقف تحويل أموال التبرعات إلى موقع «ويكيليكس» بسبب «خرقه لقواعد التشغيل». وقالت شركة «فيزا» في بيان، بحسب وكالة «أسوشييتد برس»: «اتخذنا خطوات لوقف تحويل الأموال إلى موقع (ويكيليكس) للتحقيق في طبيعة العمل، وما إذا كان يتناسب مع قواعد التشغيل الخاصة بنا».

وكانت شركة «ماستر كارد» قد أصدرت بيانا مشابها، وقالت إنها علقت كل التحويلات «لغاية حل المشكلة». حيث يعتمد موقع «ويكيليكس» على التبرعات لكي يستمر في العمل. جاء ذلك بعد أن أعلن خدمة «باي بال» الشعبية للتحويلات عبر الإنترنت، وقف تعاملها مع «ويكيليكس». كذلك أعلنت السلطات السويسرية إغلاق حسابات أسانج المالية، وجمدت عشرات آلاف اليوروات.. لكن لا يزال الموقع يتلقى تبرعات عبر مصرفين في آيسلندا وألمانيا، إضافة إلى عنوان بريدي في ملبورن.

ولكن إلى متى سيتمكن «ويكيليكس» وصاحبه أسانج من المواجهة؟ وهل يكون اعتقاله بداية النهاية؟

في رأيي أن موقع ويكيليكس أوقد شمعة وسيتبعه الكثيرون في إضاءة الكثير والكثير من الشموع التي ستؤدي حتمًا إلى إزاحة ظلام الاستبداد والخيانة في حق الشعوب والأوطان لصالح فئة قليلة تتكسب وتعيش على معاناة الشعوب وتتاجر في آلامها بعد أن تناست العديد من القيادات السياسية في عالمنا المعاصر أن مهمتها الأصيلة والأساسية هي تحقيق الرخاء والأمن لشعوبها!!

ولنحمد الله كثيرًا على ما نعيشه من ثورة حقيقية في عالم الاتصالات والمعلومات التي انتهى فيها عصر الأسرار السياسية؛ فثورة الاتصالات الإلكترونية قضت على احتكار المعلومات، وتلك خطوة جبارة نحو تحرر البشر من سطوة الاستبداد المحلي والاستعباد الدولي.

كما نود أن نلفت إلى مدى السهولة واليسر في الحصول على المعلومة، التي كان يبذل أجدادنا أعمارًا كاملة في سبيل الحصول عليها، بينما الآن وبمجرد ضغطة زر يمكننا معرفة ومتابعة أحوال المسلمين في أقصى الأرض وبشكل يومي، إلى جانب التعرف على آخر ما أنتجته المكتبات العالمية وتوصلت إليه العلوم الإنسانية في شتّى بقاع كوكبنا في ثوان معدودة -ولتسألن يومئذ عن النعيم-.

فلنحافظ على هذه النعمة ونستخدمها في كل خير لديننا ودنيانا، وننفع بها المسلمين وسائر البشر في كل مكان..

ولا يستصغرن أحدًا منا نفسه ويقلل من قدراته بعدما رأينا فرد واحد يدعى "جوليان أسانج" يهدد ويتوعد بل ويتسبب فعليًّا في إحراج العديد من الزعماء والقادة فقط بإيمانه بقضيته واستخدامه لإمكانات عصره..

روابط مفيدة
- مدونة تنشر ترجمات لتسريبات ويكيلكس
- موقع ويكيلكس
- قناة الجزيرة - برنامج بلا حدود - حلقة: مستقبل ويكيليكس في ظل محاكمة أسانج

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saidabdallah.yoo7.com
 
تسريبات ويكيليكس.. وسلاح المعرفة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احرار الاسلام :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: ملفات ساخنة :: واقعنا المعاصر-
انتقل الى: