[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
لم تعد هناك حاجة للتستر والتخفي، ولا يحتاج الوضع السوري ولا يتحمل أن يظل الدعم الإيراني لسوريا في طيّ الكتمان أو في ستر الخفاء! ولا تحتاج إيران أن تجمل صورتها التي باتت مكشوفة في حربها الطائفية ضد السنة في سوريا بالاشتراك مع القوات الفاجرة لبشار الأسد، وأصبحت اللعبة الآن مكشوفة للعيان. وبهذا تلقي إيران الكرة في ملعب كل العرب والمسلمين السنة المتاخمين لسوريا وغيرهم، وكأنها تعلن أن على مَن يريد التصرف والتدخُّل أن يعلن الآن تدخله.
إذ تنقل العديد من المواقع والشبكات الإخبارية أن قوات تُقدَّر بخمسة عشر ألفًا من قوات "النخبة" من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني مسلحين بعتادهم العسكري، اتجهوا من طهران إلى دمشق للمشاركة في قتل المسلمين السُّنَّة هناك، ولدعم النظام المجرم الذي لا يشبع من سفك دماء الشعب السوري.
وقالت التقارير: إن قائد فيلق القدس العميد قاسم سليماني قد نقل مقر إقامته إلى دمشق؛ لكي يشرف بنفسه على عمليات القتل والسحق للسوريين، وينقل مركز العمليات إلى قلب المعركة المزعومة بين جيش مدجَّج بالسلاح ويمده جيش آخر، وبين شعب أعزل ليس له من القوة العسكرية شيء.
ويذكر موقع "الصحافيين الخضر" الإيراني إمدادات إيرانية بأربع طائرات تحمل عتادًا وأسلحة للمرة الثانية خلال شهر واحد، وذلك عن طريق المطار المدني؛ حتى لا تتعرض لرصدٍ من أية جهة عسكرية.
وقال الخبير العسكري الأهوازي ناهي ساعدي على قناة العربية معلقًا على تلك المعلومات: "ليس من المستغرب أن ترسل إيران هذه الأعداد من قواتها لنجدة النظام السوري، فالمتوقع أكبر؛ حيث سترمي طهران بكل ثقلها العسكري والأمني والاقتصادي إلى جانب النظام السوري مهما كلفها الأمر؛ لأنها تنظر إلى هذه المعركة إلى أنها معركة مصيريَّة، لا تحدد مصير النظام السوري فحسب بل مصير النظام الإيراني أيضًا".
وفي هذا الحدث عدة دلالات بالغة الأهمية:
أولاً: يدل ذلك الدعم المتواصل على أن النظام السوري بات يلفظ أنفاسه الأخيرة -وذلك منذ فترة بعيدة- لولا ضخ الأسلحة والمقاتلين من إيران، وأن النظام السوري معزول تمامًا عن الشعب، وأن سبب بقائه الوحيد الآن هو ذلك الدعم المعلن أو المستتر من إيران وحزب الله.
ثانيًا: يدل اعتماد النظام السوري على الدعم الإيراني العسكري والبشري والمالي، وعلى الدعم البشري والعسكري أيضًا من جانب حزب الله اللبناني - أننا أمام حرب شيعيَّة بكل المقاييس، هدفها تثبيت أركان نظام شيعي وإنقاذه بكل القوى الممكنة من الانهيار، ومساعدته في القضاء على أكبر عدد ممكن من المسلمين السنة في سوريا؛ ولهذا نجد كل هذا التجبُّر والبشاعة في سفك الدماء للأطفال والنساء والشيوخ وهدم المنازل فوق الرءوس.
ثالثًا: تدل حاجة الجيش السوري للأسلحة والمقاتلين على صحة الأنباء -التي تنفيها دومًا القيادة السورية- عن الانشقاقات في الجيش، وتحولهم لما سمي بالجيش السوري الحر، الذي يبدو أنه أصبح من القوة التي تستلزم طلب بشار باستمرار للدعم الإيراني. ويبدو أن الانشقاقات أثرت تأثيرًا شديدًا على الجيش النظامي، لدرجة أن بشار أصدر أوامره بأن يكون الجنود داخل الدبابات مقيدين من الأرجل -حسبما ذكرت الجزيرة نت-؛ حتى لا يتمكنوا من الهروب والانضمام للجيش الحر.
رابعًا: يدل انتقال ذلكم الفيلق بالخصوص -الذي لم يكن اختياره هباءً للذهاب لقتل المسلمين السنة في سوريا- على الهدف الحقيقي الذي أُنشئ ذلك الجيش من أجله، وهو جيشٌ لقتل المسلمين السنة فقط وليس له من علاقة بالشأن الفلسطيني من قريب أو من بعيد، وأن كل الهالة الإعلامية الكاذبة حول اهتمام إيران بالقضية الفلسطينية ما كانت إلا نوعًا من التملق للمسلمين في وقت سابق كانت تحتاج فيه للتملُّق للعالم الإسلامي..!
والآن لم يعد لهم حاجة لتملُّق أحد بعد قرب امتلاكهم للقنبلة النووية -إن لم تكن قد امتلكتها فعلاً-، فكشفت عن دوره الحقيقي الذي أُنشِئ من أجله.
خامسًا: يدل ذلك الدعم العسكري المتواصل وانشغال إيران بقضية سوريا والسوريين على أن الخلاف بين إيران والغرب وما يتبعه من تهديدات بنشوب حرب بين إيران وأيٍّ من أمريكا أو "إسرائيل" أو كليهما - ما هو إلا خديعة كبرى، وأنه لا يوجد خلاف حقيقي بينهم؛ لأن أي دولة براجماتية -مثل إيران- لو كانت تتعرض لشبح نشوب حرب حقيقية لادخرت قُوَاها، وما تدخلت في صراع آخر خارجي؛ يتسبب في الإضرار بموقفها العسكري.
سادسًا: ويدل تدخُّلها في سوريا أيضًا على تقصير شديد في الجانب العربي السني، الذي اكتفى بالتحركات الدبلوماسية وإرسال المراقبين والذهاب لمجلس الأمن وطرد السفراء -وإن كانت كل هذه التحركات محمودة في ذاتها- لكنها لا تجدي نفعًا وتضيِّع الوقت، بينما ينشغل غيرنا ويربحون الوقت في القضاء على المسلمين!
وحينما تفكر أية قوة في التدخل، يكون بشار ومن معه من الشيعة قد قضوا على الشعب السوري السني المسلم.
سابعًا: دلت هذه الإمدادات العسكرية أيضًا عن أن دولة إيران لا تلقي بالاً لمن ينتقدها، وتفعل من تراه متوافقًا مع مصالحها وأيدلوجيتها، بصرف النظر عن العواقب، ولم تفكر في لحظة أن ما تفعله الآن هو عين ما نقمت به على قوات درع الجزيرة التي ساندت الحكومة البحرينية فقط تجاه المتظاهرين الشيعة، مع أنها لم تتورط في سفك الدماء ولا هذا القتل الهمجي المجرم، وهو ما ردتْ عليه إيران بعنف وقالت: إنها لن تقف مكتوفة الأيدي، وطالبت الحكومة البحرينية عدم التعامل بعنف مع المتظاهرين، وهو ما تمَّ من الحكومة البحرينية وقوات درع الجزيرة.
فهل تفعل ما سبق أن انتقدته؟!!
وسؤال أخير: ألا يمكن أن يكون لقوات درع الجزيرة دور في هذه الأحداث بعد التدخل الإيراني السافر؟
المصدر: موقع المسلم.