[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
عندما تتزامن عمليات القتل والذبح والحرق في ولاية أراكان بدولة ميانمار (بورما)، مع أخرى في ولاية آسام الهندية، ويترافق معها أوامر الحزب الشيوعي الصيني بحظر الصيام والصلاة في تركستان الشرقية المحتلة.
إثنيّات الماغ والبودو والهان على الترتيب في تلك البلدان هي جميعها بوذية، يلاقي المسلمون على أيديها العذاب والهوان، وتأتمر بشكل واضح بأوامر من الحكومة الشيوعية الصينية في نهاية المطاف، وهي الحكومة التي تزوِّد اليوم النظام النصيري المناهض للمسلمين في سوريا بالسلاح وتسانده سياسيًّا في مجلس الأمن.
غير بعيد؛ فاختصار سبب هذا السلوك العدواني على المسلمين من قِبل جماعات بوذية، تجدونه في سطر واحد {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة: 82]، لكن سببًا آنيًّا يدفع إلى رفع وتيرة هذه العداوة ويفضي إلى زيادة معدلات الجرائم والآثام بحق المسلمين من قِبل المشركين (عبدة بوذا)، وهو ضعف قوة الردع الإسلامية، ولا نعني هنا بالضرورة القوة العسكرية؛ فالدبلوماسية والاقتصاد وإثارة القضايا الحقوقية دوليًّا يمثل ضغطًا تراكميًّا على دولة تحسب للاقتصاد ألف حساب.
آلاف من الأراكانيين المسلمين يُقتلون ويحرقون ونساء يغتصبن، ويهجر نحو 400 ألف في ولاية آسام الهندية من قبل بوذيين وبمساندة من الهندوس، وفي الحالين فإن بكين لديها نفوذها الطاغي الذي يمكنه إيقاف كل هذا لو أرادت، وهي لا تريد حقيقة، بل تزيد الوضع تعفنًا بالإساءة الدينية البالغة لمسلمي تركستان المحتلة الذين يمنعون من أداء فروضهم، ويجبرون على الإفطار بشكل مقنن عبر فروع الحزب الشيوعي المنتشرة في بلدهم المحتل.
وفي الوقت الذي يلهو أطفال المسلمين العرب بـ"فوانيس الصين" المستوردة، فإن الأموال الموردة لتُجّارها تصل في النهاية إلى صانع السلاح الصيني الذي يوفر للطاغية بشار أطنانًا من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة؛ من أجل سحق أطفال مثلهم في أرض الشام.. تلك الفوانيس التي أضحت عنوانًا على علاقة الاستغفال التي تمارسها الصين ضد المسلمين في العالم، وضد العرب خصوصًا.
يبادل العرب الصين تجاريًّا ما يربو على المائتي مليار دولار سنويًّا، معظمها بطبيعة الحال سلع مستوردة من الصين، من دون أن يترك أي أثر معبِّر عن تقدير هذه الدولة لمشاعر مئات الملايين من العرب الذين يضخون في خزائنها ما يجعلها في حالٍ اقتصادية مستقرة، والخليج خصوصًا يبلغ نصف هذا المقدار من الوارد الصيني.. وثلث هذا الأخير تستحوذ عليه الإمارات وحدها التي أقامت مرارًا سوق التنين الصيني بدبي، وهو أكبر سوق صيني خارج الصين في العالم.
إن البوذية الشركية الصينية تعاندنا في العالم، ونحن نملك أوراقًا كثيرة ليست قاصرة على الاقتصاد ولا نفعلها، والسبب أننا لا نملك "إرادة"، ولا قوة معنوية تدفعنا إلى هذا المسلك.. ولكي نملك، لا بُدَّ أولاً أن "نفعِّل" دورنا الشعبي القائد لحراك الحكومات، وهذا يعني أن شئون الأقليات لا بد أن تحظى باهتمام أكبر من مؤسسات ومنظمات المجتمع الأهلي في بلداننا، وأن نوجد للأقليات المسلمة المضطهدة بشكل مريع في العالم ما يجعلها في وضع أفضل، ما دامت الحكومات العربية والإسلامية "سجينة" الحسابات ورهينة الموازنات وأسيرة التبعية.. وهذا ما نأمل أن يحظى بتفكير أُولي النُّهَى في عالمنا الإسلامي والعربي.
المصدر: موقع المسلم.