[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
شرعت في كتابة هذه السطور الساعة 11.15م الاثنين 7 فبراير وأنا في غاية الحزن والغضب، فور الانتهاء من متابعة حوار تليفزيوني أجرته السيدة المذيعة القديرة منى الشاذلي في قناة دريم2 في برنامجها "العاشرة مساء" مع الشاب وائل غنيم المدير الإقليمي لشركة جوجل في مصر، عقب الإفراج عنه من مباحث أمن الدولة.
لقد أبكانا البطل وائل غنيم وهو يحكي ما جرى له على مدى 12 يوم وهو معصوب العينين، وأكثر ما آلمه أن أسرته لم تعلم عنه شيئًا طوال هذه المدة، واتهامه بالخيانة والعمالة..!!
وقد عرضت القناة صور الشباب أبناء مصر, الذين قُتلوا في مظاهرات التعبير عن الرأي أو هي الثورة المباركة, لقد بكى وائل غنيم عند عرض هذه الصور وانفعل وغادر الاستوديو، وبكى معه المصريون.
لقد قتلوا بنيران صديقة.. برصاص غادر من الشرطة المنوط بها حمايتهم وتأمينهم.. لم أستطع النوم قبل تفريغ شحنة الغضب في هذه السطور.. ماذا نفعل؟
أوجه نداءً عامًّا إلى جميع المصريين، وخاصة المقيمين في الخارج، بأن يلجأوا إلى المحافل الدولية والمجتمع الدولي لإثارة هذه القضية.. لا سبيل أمامنا غير ذلك.
تقدموا بالشكاوى إلى السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة, وطالبوه بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق, على غرار اللجنة التي شكلها لتقصي الحقائق في حرب إسرائيل على غزة برئاسة القاضي اليهودي الجنوب إفريقي "جولدستون" الذي أعد تقريره بكل شجاعة وأمانة ونزاهة, وقرر فيه أن إسرائيل قد ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
لقد ارتكبت السلطات المصرية في الأحداث الأخيرة التي بدأت يوم 25 يناير جرائم ضد الإنسانية في حق الشعب المصري: ترهيب وتخويف وترويع، اعتقال وتعذيب، قتل وتشريد، دون خشية أو خوف..
لا تسكتوا وإلا سوف يتعرض أولادكم لما تعرض له خالد سعيد ووائل غنيم والشباب الذين قُتلوا..
اعقدوا مؤتمرات وادعوا إليها أجهزة الإعلام الأجنبية..
افتحوا خطوط الاتصال مع منظمات حقوق الإنسان في بلادكم وكونوا وسائل ضغط على الحكومات.
هيجوا الدنيا في منظمات حقوق الإنسان في أوربا وأمريكا وغيرها..
لا بد من محاكمة المسئولين عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ضد الشعب المصري الأعزل, إنها خيانة عظمى من قيادات الدولة..
لا بد من التحقيق الذي يؤدي إلى تحديد المسئول, ولا بد من محاكمته والقصاص والعقاب.. إنه قتل عمد مع سبق الإصرار عقوبته الإعدام (مادة 230 عقوبات), والمشاركون في الجريمة يعاقبون أيضًا بالإعدام (مادة 235 عقوبات), والاشتراك يكون بالتحريض أو التسهيل أو المساعدة (مادة 40 عقوبات).
إن إطلاق البلطجية والجمال والكلاب والخيول على الناس لترويع المتظاهرين في ميدان التحرير، وإطلاق البلطجية لإحراق المتحف المصرى والممتلكات العامة والخاصة, وغير ذلك كثير مما شاهدتموه يشكل جرائم بلطجة.. ترويع وتخويف بمقتضى (المادة 375 مكرر عقوبات).
لا يلزمنا التحقيق الذي ينتهي بقيد جريمة إطلاق النار عمدًا لقتل الناس ضد مجهول.. مع التلميح بإمكانية رمي قرشين لذويهم على سبيل التعويض.
لا بد من محاكمة دولية.. لا بد من إحالة مجرمي الحرب إلى المحكمة الجنائية الدولية.. لا بد من إعدام الخونة المخططين لتلك المؤامرة على الشعب..
إلى إخواننا الموجودين داخل مصر:
من استطاع منكم أن يرفع شكواه إلى أي محفل دولي فليفعل.. الجأوا إلى القضاء, ابعثوا بشكاواكم إلى مكاتب الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية في مصر، إلى وسائل الإعلام المحلية والعالمية الأجنبية (دع عنكم وسائل الإعلام الحكومية)..
صدقوني يا أبناء مصر في الداخل والخارج أنكم في حالة دفاع شرعي عن أنفسكم وأولادكم وكيانكم بل ووجودكم ذاته وإلا سيأتي الدور عليكم, والله سيأتي الدور عليكم وعندئذ ستقولون: لقد قتل أولادنا يوم قُتل خالد سعيد وشباب الثورة..
لا تنتظروا شيئًا من المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر.. هذا المجلس يهيج وتراه منخضًا إذا حدث اعتداء على المسيحيين (نجع حمادي - كنيسة القديسين) أو على منازل البهائيين, فهنا فقط يهب المجلس بالاجتماعات الطارئة, وتشكيل لجان "المنظرة" المشهورة باسم لجان تقصي الحقائق..
أما إذا تعلق الأمر بالذين قاموا بهذه الثورة الشعبية، فالجميع يعطونها الطارشة لأنهم مسلمون.
عندما حدث انفجار عند كنيسة القديسين في الإسكندرية منذ أسابيع قليلة, قبضت الشرطة على المئات من المسلمين في الإسكندرية دون ذنب أو جريرة، ولم يتحرك المجلس، وها هي الأيام تثبت أن المسلمين أبرياء من هذه القصة بالكامل، وأصابع الاتهام الآن تشير إلى وزير الداخلية السابق نفسه، وهذا منشور على شبكة الإنترنت نقلاً عن مصادر في المخابرات البريطانية التي لم تنف ذلك حتى الآن.
لا يهم الدكتور بطرس غالي رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان ما يجري للمسلمين, ونحن أيضًا لا يهمنا موقف بطرس غالي هذا ولا مجلسه، فالشيء من معدنه لا يُستغرب, كان الأولى به أن يستقيل، ولكن لماذا يستقيل هو أو غيره من أعضاء المجلس؟ إن الدولة هي التي عينتهم وتجزل لهم العطاء الشهري، فهو سببوبة لأخذ الهبرة الشهرية..
يا أيها الشباب الذين فارقوا الحياة برصاص الحكومة، نحن صلينا عليكم ودعونا لكم.. نحتسبكم عند الله من الشهداء في جنات الفردوس الأعلى..
يا أيتها الأم الثكلى ويا أيها الأب الحزين.. احتسبوا أولادكم عند المولى واعلموا أن الله يسمع ويرى، سبحانه هو المنتقم الجبار.
اللهم انتقم من الظالمين المجرمين كما انتقمت من فرعون وهامان وجنودهما..
اللهم أرنا فيهم آياتك.. وسلط عليهم جنودَك التي لا يعلمها إلا أنت..
اللهم سلط عليهم العَمَى والبَرَص والجنون.. والسرطان والجذام حتى إنهم يتمنون الموت فلا يجدونه..
اللهم صادر الأموال التي نهبوها من الشعب وأعدها إليه..
سبحانك يا نعم المولى ويا نعم النصير.. قولوا آمين..
المصدر: موقع طريق الإسلام.