احرار الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

احرار الاسلام

منتده اسلامى سياسي و اخبار عاجلة
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 العبور.. من ميدان التحرير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعيدعبدالله
Admin



عدد المساهمات : 1012
تاريخ التسجيل : 24/09/2012

العبور.. من ميدان التحرير  Empty
مُساهمةموضوع: العبور.. من ميدان التحرير    العبور.. من ميدان التحرير  Emptyالأحد سبتمبر 30, 2012 12:10 am

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
أتابع بألم بالغ وحزن ممض ما يجري في ميدان التحرير هذه الأيام، وثورة الشباب المبارك تصنع التاريخ في أكبر ميادين قاهرة المعز.

والغريب أن الحاكم اليوم في أرض الكنانة أصبح في مواجهة شعبه، بعدما خرجت مصر عن بكرة أبيها تعلن العبور من عصر حكم الفراعنة إلى عصر حكم الشعوب.

لقد ودعت الشعوب أيام الصمت والخوف، وعبرت إلى الضفة الأخرى بكل شموخ لتعلن أنها لن تعود إلى عصر الحاكم الفرد الذي يرى أن الأقدار لم تخلق له مثيلاً، وأن العناية الإلهية اصطفته وحده منقذًا ومخلصًا! إن هذا العصر قد ولّى إلى غير رجعة، ولن تصدق الجماهير بعد اليوم سحرة فرعون، ولا بطانة قارون.

واللحظات الكبرى في تاريخ الأمم تحتاج إلى الحماسة الدافقة، والعواطف الملتهبة؛ لأن قيادة الجماهير نحو هدفها النبيل لا يتم إلا بلغة مُحلّقة، واستنفار مدوّ, والجموع المحتشدة أسهل ما تكون انقيادًا حينما ترن في آذانها كلمات الحق والحرية والعدالة, فتعبر إلى ضفاف العدل وشواطئ الأمان.

إن صيحات الشباب المعتصم في ميدان التحرير جددت للأمة شبابها، وأزالت عنها هواجس الخوف التي تمكنت منها عبر عقود في "جمهوريات الخوف" التي قامت بعد رحيل الاستعمار على "استحمار" الشعوب وإذاقتها ألوان الاستعباد والبطش والإفناء!.

ومن العجيب أن أغلب هؤلاء الشباب ولد في عهد حكم مبارك، ولا يذكر إلا كلمة "الريس"، و"حكمة الريس" و"إنجازات الريس" و"بابا مبارك" و"ماما سوزان"..

ولكن غاب عن فكر الحاكمين أن الشباب الثائر لا تغريه هذه الألقاب، لأنه نفذ بسلطان العلم في أجواز الفضاء، فأتقن أدوات التواصل، ووسائل الاتصال التي عصفت بجميع الأفكار البالية التي حشدت في نصوص المنظومات المدرسية، ومناهج التعليم، وشعارات الأحزاب، وصفحات الجرائد، ونشرات الأخبار, وحلّقت بهم بعيدًا نحو عالم أفضل حيث الحرية والكرامة والانعتاق..

إنها ليست ثورة "الجياع" كما يحب البعض أن يصفها فليس الخبز هو الذي أخرج هذه الجموع، وألهب الغضب في نفوسها، ودوّى السخط من حناجرها، بل هو وجع الظلم الذي يشعل الشرر من تحت الرماد..

ومن مهازل الدهر أن يواجه النظام المترنح -الذي يلتقط آخر أنفاسه- ثورة النت والفيس بوك والتويتر واليوتيوب بالجمال والبغال والخيل والليل والبيداء تعرفني! ولكن صدق من قال: "وكل إناء بالذي فيه ينضح!".

وبما أن "النصر صبر ساعة" فكل القوى المحلية والإقليمية والدولية تراهن على عنصر الزمن ليفشل هذا العبور فتعرقل مسيرته، وتلقي بأصحابه من فوق الجسور العالية حتى لا يعبروا إلى الضفة الأخرى.

ولكن يبدو أن الإرادة القوية والعزم الصليب هو من يحرك عزائم الشباب الثائر، وسوف يصبرون على "العض" ليصرخ النظام البائس أولاً، وعندها يفرح المؤمنون بنصر الله.

ما أجمل أن ترى أطياف الشعب كلها تقف صفًّا واحدًا، صغيرهم وكبيرهم، نساؤهم ورجالهم، أغنياؤهم وبسطاؤهم, يعلنون بصوت واحد رفضهم للشمولية والديكتاتورية ويؤذنون بأن دولة الظلم إلى زوال.

لقد كانت جمعة "الرحيل" بالأمس فيصلاً قاطعًا بين زمنين، وحدثًا فارقًا بين عهدين إعلانًا بأن العبور قد بدأ، وآية ذلك أن النظام الغارب بدأ يلقي ببعض رجالاته من على سفينة النجاة، فيعلن منع سفر عدد من الوزراء ورجال الأعمال وقيادات الحزب الحاكم والتحفظ على أموالهم, إن هذه أولى ثمرات الثورة المباركة، والقائمة لا تزال مفتوحة..

والواقع أن إمهال الرئيس إلى نهاية ولايته سوف يعطي الفرصة الكافية للفاسدين في النظام أن يسووا وضعياتهم، ويهربوا أموالهم في أمان، ويضمنوا مستقبلهم ومستقبل ذويهم, بل قد يشتروا ذمم القضاة والمحققين، ليفلتوا من المحاسبة والعقاب, والمدة كافية لأن يفعلوا ذلك كله..

إن الثورة فاجأت الجميع، وأربكت حسابات الساسة والمراقبين، وخلطت أوراقهم التي كانوا يظنون إلى عهد قريب أنها رُتبت بعناية فائقة..

وقد عجبت عندما قرأت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" بدأ ينزل من عليائه، ويتعاطى بشكل مختلف مع المحاصرين في القطاع، ويتحدث للمرة الأولى عن رفع المسئولية الإسرائيلية عن البنية التحتية في قطاع غزة، والدفع بمشاريع دولية تتعلق بالصرف الصحي والكهرباء والماء، وتعزيز الوضع الاقتصادي لدى الفلسطينيين في الضفة الغربية.

من أجبر هذا المتغطرس أن يقدم كل هذا، إنهم صُناع التاريخ في ميدان التحرير الذين يرسمون ملامح مرحلة قادمة، سوف تفقد فيها إسرائيل -لا محالة- حليفها القديم, وتتهافت كل ما بنته بدعم أمريكا على مدى ثلاثين عامًا، ظنّت فيها أن الديكتاتور باق لن يرحل، وأن روح المقاومة قد ماتت إلى الأبد.

إن الأمر لا يحتاج إلى كثير من التمحيص والنظر في أن الشعوب العربية تحت هذه الأنظمة التسلطية ملكية أو ثورية أو إقطاعية لا تزال خارج التاريخ والعالم من حولها يتغير، وأنها سُجنت طوال عقود داخل أوهام من الزعامات الكاذبة التي اكتشفنا أنها تسقط في اللحظات الأولى من هبة الشعوب وثورتها..

ها هي وثائق "ويكليكس" فضحت لنا عن نظم حكم في وطننا العربي تتحكم في شعوبها بسلوك عصابات وهي مستعدة للتفريط في سيادة أوطانها وكرامة محكوميها في سبيل الحفاظ على بقائها.

إن في كل بلد عربي "ميدان للتحرير" والشعوب قررت -بلا رجعة- أنها مستعدة أن تضحي بالغالي والنفيس، وأن تستعيد كرامتها وحقها، وأن أبناءها لن يحرقوا أنفسهم بعد اليوم، بل يلقون في النيران بجلاديهم، وينصبوا لهم المشانق في الميادين..

فليعوا الدرس قبل فوات الأوان، فالاستبداد والإقصاء والتهميش والتدجين لن يفيد، فالجيل الجديد مسلح بالعلم، والعلم وحده هو الذي يرسم معالم نهضة حضارية شاملة يتحقق في ظلها الحلم العربي الجميل.

المصدر: موقع التاريخ.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saidabdallah.yoo7.com
 
العبور.. من ميدان التحرير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مشاهد من ميدان التحرير
» معركة الأمة في ميدان التحرير
» الحرب النفسية في معركة ميدان التحرير
» الثورة المصرية بعد مذبحة ميدان التحرير
» ابتكارات المسلمين في ميدان الحرب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احرار الاسلام :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: ملفات ساخنة :: ثورة مصر-
انتقل الى: