احرار الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

احرار الاسلام

منتده اسلامى سياسي و اخبار عاجلة
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الجهاد في سبيل الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعيدعبدالله
Admin



عدد المساهمات : 1012
تاريخ التسجيل : 24/09/2012

الجهاد في سبيل الله  Empty
مُساهمةموضوع: الجهاد في سبيل الله    الجهاد في سبيل الله  Emptyالسبت سبتمبر 29, 2012 12:06 am

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الجدية وإحياء روح الجهاد في الأمة :
يظنُّ كثير من المسلمين أنه إذا فُتِحَ باب الجهاد في فلسطين فإن الجموع ستخرج إلى هناك، لكن واقع الأمر أن القضية ليست بهذه البساطة، فقرار الجهاد قرار صعب لا يقوى على أخذه إلا أعاظم المؤمنين، وليس أدل على ذلك من وصف الرسول للجهاد بأنه ذروة سنام الإسلام[1]، أي أعلى ما فيه، وليس منطقيًّا أن يصل الإنسان إلى أعلى الشيء دون أن يمرَّ على ما قبله من خطوات..

والجهاد فيما أراه جائزة وهدية تُعْطَى لمن بذل كثيرًا، وعَمِل طويلاً، وعاش لقضيته، دون تفريط أو إهمال؛ ولذلك فإن حياة المجاهد تختلف كثيرًا عن حياة عموم الناس، ولها سمات مميزة تشير إلى أنه سيخرج فعلاً للجهاد في يوم ما، كما أنه سيثبت في هذه الفتنة الكبيرة، والتي لا يثبت فيها إلا الصادقون من المؤمنين.

ولعل هذه الأدوار التي سنذكرها تساعد المسلم ليكون جادًّا في حياته بصورة تُؤَهِّله إلى الجهاد في سبيل الله.

التقليل من أوقات اللهو :
لا شكَّ أن الترويح عن النفس باللهو المباح أمر سمحت به الشريعة، بل حَضَّت عليه، ولكن الذي ينبغي على المسلم ألا يُفْرِطَ في هذا اللهو المباح؛ لأن هذا الإفراط يُضَيِّع الكثير من الأعمال الواجبة، التي يُكلَّف بها المسلم في حياته، كما أنه يعكس نفسية غير جادة، لا تهتم بشئونها، ولا شئون مجتمعها وأُمَّتها.. فإذا كان ينبغي لنا ألا نُسرف في اللهو المباح في الأوقات العادية، فما بالكم والأمة تعاني من أزمات كثيرة، وآلام متعددة، وليست النائحة كالثكلى..

فلو كُنَّا نعاني حقيقةً من المصائب التي تمرُّ بها أمتنا لانعكس ذلك على أسلوب حياتنا، ولَمَا ضاعت مِنَّا الساعات والأيام أمام شاشات التليفزيون، أو في ملاعب الكرة، أو على المقاهي والمتنزَّهات، أو على منتديات الإنترنت، أو غير ذلك من وسائل ترفيهية، خاصة أنه قد يتخلل كل ذلك لون من الحرام بشكل أو بآخر؛ مما يُضْعِف النفس، ويُقَوِّي الشيطان عليها، وليست هذه صورة المجاهدين في سبيل الله.



عدم الإكثار من المزاح :
كما ذكرنا في اللهو المباح فإن الشرع كذلك يُبيح المزاح المباح، وقد روت كتب السيرة عدة مواقف للرسول الأكرم يمزح فيها مع الصحابة؛ لكن الذي لا نلتفت إليه هو أن هذه المواقف تُعتبر قليلة جدًّا بالقياس إلى فترة البعثة النبوية، حتى تكاد تكون أقلَّ من عشرين موقفًا، موزعةً على ثلاث وعشرين سنة من الدعوة!

وهذا يعني أن غالب حياته كانت خالية من المزاح، وهذا للصعوبات الكثيرة التي مرَّ بها رسول الله في حياته، وللمهام الضخمة التي كان يحملها، وهو لنا قدوة في ذلك، ونحن لا نريد من المسلم أن يتكلَّف الجدية، وأن يترك المزاح آسفًا، إنما نريده أن يشعر بصدق بهموم الأمة، وعندها لن يجد في نفسه الطاقة للمزاح المتكرر، أو المزاح الخارج عن آداب الإسلام، ولقد كان نور الدين محمود رحمه الله ممتنعًا عن الضحك في مواقف كثيرة من حياته؛ لأن المسجد الأقصى لم يُحَرَّر بعد، وكان يقول: "إني لأستحيي من الله تعالى أن يراني مبتسمًا والمسلمون محاصرون بالفرنج"[2].

ولا يخفى علينا أنه لم يكن يتكلف ذلك، ولم يكن يُغَالِب نفسه ليُكْرِهَها على ترك المزاح، إنما كان يفعل ذلك بشكل تلقائي طبيعي؛ لأنه متألم بصدق لحال الأقصى والقدس وفلسطين بكاملها، وهذه الروح الجادة هي التي أهَّلته ليَثْبُتَ في أرض الجهاد، ويُحَقِّق النصر.

ولا يفهم أحدٌ أننا نريد من المسلم أن يكون كئيبًا، مُنَفِّرًا للناس في معاملاته؛ فقد كان رسول الله أكثر الناس تبسُّمًا[3]، على الرغم من كامل الجدية في حياته كلها، إنما نريد له سمتًا هادئًا وقورًا؛ يتناسب مع المهام الجليلة التي يحملها على أكتافه.

استغلال الأوقات :
الحياة الجادة حياة لا تضيع فيها لحظة، إنما تسير وَفق برنامج محدَّد معلوم، وخُطَّة متقنة مدروسة، فلكل شيء فيها وقت، وهي تحتاج إلى إعداد جيد يتناسب مع طبيعة حياة كل مسلم أو مسلمة، ومن ثم فعلى كل فرد أن يُحَدِّدَ ملامح خطته، وأولوياته، ومهامه التي يحب أن يُنجزها، شاملاً في ذلك دوائر عمله، وأسرته، ورحمه، وجيرانه، ومجتمعه، وأُمَّته، مع فهم دقيق أن كل ذلك داخل في إطار العبادة التي أرادها الله من البشر..

قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]؛ فالصلاة والقيام، والدعوة إلى الله، والعمل في الوظيفة، وصلة الرحم، والترفيه الحلال، والاهتمام بقضايا المسلمين كل ذلك ألوان من العبادة، ولكنها كثيرة إلى الدرجة التي لا يُتَوَقَّعُ أن تُقْضَى على درجة عالية من الدقة بغير خطة أو منهج؛ ولذا أصبح لزامًا على كل مسلم ومسلمة أن يضع خطة واضحة يستغل فيها كل أوقاته، ويحسن إدارتها؛ حتى يصل إلى النتائج التي يتمناها.

التزام الدقة في المواعيد :
من أبرز ملامح الجدية في حياة المسلم والمسلمة الالتزام التامُّ في المواعيد، ولا ينتظر لمن يخلف مواعيده أن يُحسن العمل من أجل تحرير فلسطين، أو غيرها من البلاد الإسلامية المحتلَّة، فخُلْف الوعد علامة من علامات النفاق، وهي لا تتفق أبدًا مع وصف المؤمنين المجاهدين، كما أن إخلاف الموعد يُضَيِّع أوقاتًا على المسلمين، فقد ينتظر أحد المسلمين ساعة أو أكثر دون فائدة، وهذا كله وقت مهدر، وحياة ضائعة، فضلاً على أنه يوغر الصدور، ويُشعر بعدم الاهتمام، وهذا كله يُحدث صدعًا في المجتمع يُؤَثِّر ولا شكَّ على مسيرة الأمة نحو النجاح.

ولا يفوتنا في هذا المقام أن نلفت الانتباه إلى أن أهم المواعيد -التي يجب أن نلتزم فيها- هي مواعيدنا مع الصلاة؛ فالصلاة على أول أوقاتها[4] من أحب الأعمال إلى الله ، والالتزام فيها دليل على نقاء النفس، وطهارة القلب، وسرعة التلبية لأوامر الله ، وهي كلها صفات لازمة لمن أراد المساهمة في تحرير فلسطين.

عدم السعي وراء الرُّخَص :
يعتاد كثير من الناس على تَتَبُّع الرخص المختلفة في كل المذاهب؛ ليفعل أسهل شيء حتى وإن ضعف دليله، وهذا سلوك لا نرضاه للمسلم، فضلاً عن المجاهد في سبيل الله، ولا نعني بذلك أننا سنخالف القاعدة الإسلامية الأصيلة التي سطرها رسول الله عندما قال: "إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ"[5].

ولكن ما نعنيه هو أن نلتزم بالرأي المؤيَّدِ بدليل قويٍّ، بل ولا مانع من أن نأخذ النفس بالعزيمة في بعض الأمور، حتى نُرَبِّيَها على المشقَّة، وعلى مغالبة الهوى، وهذا كله دليل على صدق الإيمان، وحُبِّ العمل لله ، وما أروع المواقف التي ينقلها لنا التاريخ عن رجال ونساء أخذوا أنفسهم بالعزيمة فجاهدوا وثبتوا! ومن هؤلاء عمرو بن الجموح، الذي أصرَّ على الجهاد على الرغم من إصابته بالعرج[6]، وعلى الرغم من وجود رخصة له في القعود، ولكنه أخذ بالعزيمة، وجاهد في سبيل الله حتى نال الشهادة في سبيل الله..

ومثله أم عمارة رضي الله عنها، والتي حملت السيف وقاتلت دفاعًا عن رسول الله في أُحُد، حتى أصيبت في جسدها إصابات عديدة[7]، مع أنه ليس مطلوبًا منها أن تفعل ذلك، ولكنها النفس القوية التي تجاوزت مرحلة الفرائض، وسَعَتْ إلى فضائل الأعمال، وهذه هي نفوس المجاهدين.



نشر ثقافة الجهاد في المجتمع :
نتيجة ضغوط إعلامية كثيرة فإن عموم المسلمين أصبح يخاف من كلمة "الجهاد" لاعتبارات شتى، ومن ثَمَّ يُصبح عرض أمر الجهاد كَحَلٍّ عملي لتحرير فلسطين أمرًا عجيبًا مستغربًا عند كثير من المسلمين، ومن هنا وجب علينا جميعًا أن نُعيد تناوُل أمر الجهاد من منطلقه الشرعي؛ فهذا أمر عظيم جدًّا، لدرجة أن رسول الله لما سُئِلَ عن عمل يعدل الجهاد قال: "لا أَجِدُهُ".

ولما كرَّر الرجل السؤال قال: "هَلْ تَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ الْمُجَاهِدُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ، فَتَقُومَ وَلا تَفْتُرَ، وَتَصُومَ وَلا تُفْطِرَ". قال: ومن يستطيع ذلك[8].

ومن هنا فإن الكلام عن الجهاد بكثرة سيجعله أمرًا مقبولاً في النفس، ومنطقيًّا بين الحلول،

ولا نعني بنشر ثقافة الجهاد في المجتمع أن هذا يخصُّ الرجال فقط، بل عموم الأمة من الرجال والنساء، بل والأطفال، فلا بُدَّ من تجهيز المرأة نفسيًّا وعلميًّا واجتماعيًّا حتى تقبل أن يغادر ابنها، أو زوجها، أو أبوها إلى الجهاد دون أن تجزع، أو تخرج عن الضوابط الشرعية، بل على العكس تُصبح قوة دافعة لذويها للجهاد في سبيل الله، وكذلك الأطفال إذا نشئوا على هذه المعاني؛ فإن الأمر يهون عليهم جدًّا إذا تَعَرَّضُوا له عند شبابهم، ولنراجع سير أطفال الصحابة الذين كانوا يتسابقون إلى الجهاد في سبيل الله مع صغر سنهم ونعومة أظفارهم.

[1] عن معاذ بن جبل أن النبي قال: "... أَوَلا أَدُلُّكَ عَلَى رَأْسِ الأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ؛ أَمَّا رَأْسُ الأَمْرِ فَالإِسْلاَمُ فَمَنْ أَسْلَمَ سَلِمَ، وَأَمَّا عَمُودُهُ فَالصَّلاَةُ، وَأَمَّا ذُرْوَةُ سَنَامِهِ فَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ". رواه أحمد 22121، والطبراني: المعجم الكبير 16853، والحاكم 2408 وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وقال الألباني: صحيح. انظر: صحيح الجامع 5136.

[2] ابن كثير: البداية والنهاية 12/261، وأبو شامة المقدسي: الروضتين في أخبار النورية والصلاحية 1/194.

[3] عن عبد الله بن الحارث الزبيدي، قال: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ". رواه الترمذي: كتاب المناقب، باب في بشاشة النبي 3641 وقال: حديث حسن غريب. وأحمد 17740، وقال الألباني: صحيح. انظر: مختصر الشمائل 194.

[4] عن عبد الله بن مسعود قال: سألت النبي : أي العمل أحب إلى الله؟ قال: "الصَّلاةُ عَلَى وَقْتِهَا". البخاري: كتاب مواقيت الصلاة، باب فضل الصلاة لوقتها 504، ومسلم: كتاب الإيمان، باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال 85.

[5] البخاري: كتاب الإيمان، باب الدين يسر 39، والنسائي 5034، وابن حبان 351، والبيهقي: السنن الكبرى 4929.

[6] راجع القصة كاملة في ابن هشام: السيرة النبوية 2/90، 91، وابن كثير: السيرة النبوية 3/73، 74، وابن قيم الجوزية: زاد المعاد 3/208، 209، والذهبي: تاريخ الإسلام 2/215، 216.

[7] راجع القصة كاملة في ابن هشام: السيرة النبوية 2/81، وابن كثير: البداية والنهاية 3/ 67، 68.

[8] البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب فضل الجهاد والسير 2633، ومسلم: كتاب الإمارة، باب فضل الشهادة في سبيل الله تعالى 1878.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saidabdallah.yoo7.com
 
الجهاد في سبيل الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الجهاد بالمال
» حكم الجهاد في فلسطين
» الجهاد بالمال من أجل فلسطين
» العودة إلى الله
» وجوب الجهاد لإنقاذ فلسطين وحماية المسجد الأقصى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احرار الاسلام :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: فلسطين :: واجبنا تجاه فلسطين-
انتقل الى: