[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
معركةطريف وقعت في يوم 1 جمادى الأولى سنة 741هـ, حيث التقى الجيش الإسلامي بقيادة السلطانأبي الحسن ملك المغرب ومعه السلطان يوسف بن الأحمر وأهل غرناطة بالجيش الصليبي بقيادةألفونسو الحادي عشر، انتهت بهزيمة وكارثة مدوية للمسلمين, وكانت أولى الضربات الموجعةوالمؤذنة بسقوط الأندلس, فما أحداث وأسباب المعركة؟
بلغ الصراع ذروته بين مملكة غرناطة المسلمةوحليفتها دولة بني مرين في المغرب من جهة وإسبانيا الصليبية من جهة أخرى، وذلك فيالقرن الثامن الهجري وخاصة في نصفه الأول، فلقد حاولت قشتالة وهي أكبر الممالكالصليبية في إسبانيا أن تقضي على مملكة غرناطة التي تمثل الحصن الأخير للإسلامبالأندلس، ولكن الدعم القوي من دولة بني مرين المغربية حفظ الوجود الإسلامي بل حققالمسلمون العديد من الانتصارات الباهرة على صليبـي إسبانيا.
حدثتاضطرابات داخل مملكة غرناطة ذهبت باثنين من سلاطينها الأقوياء هما السلطان إسماعيلبن الأحمر الذي قتل على يد ابن عمه حقدًا وحسدًا وغيرة منه على منصبه، والسلطانمحمد بن الأحمر الذي قتل على يد بعض المتآمرين بسبب إصراره على ملاحقة المفسدينوالخوارج، وهكذا نرى المسلمين يقتل بعضهم بعضًا على أمور الدنيا، ويكفون عدوهممشقة لقائهم في ساحات الوغى، وقد استغل الأسبان هذه الصراعات وقاموا بعدة هجماتناجحة على غرناطة..
فأرسلالسلطان يوسف بن الأحمر يستنجد بسلطان بني مرين أبي الحسن علي بن عثمان ملكالمغرب، الذي أرسل بالإمدادات يقودها ولده الأمير أبو مالك، ولما علم الصليبيونقدوم جيش أبي مالك أخذوا استعدادهم واتحدت الممالك الصليبية في إسبانيا، وعند سهلبجانة سنة 740هـ التقى الجيشان فهزم المسلمون هزيمة شديدة وقُتل أبو مالك نفسه فيالجهاد رحمه الله.
اهتزأبو الحسن ملك المغرب من نكبة المسلمين ومقتل ولده أبي مالك، وقرر العبور بنفسهللجهاد ضد إسبانيا الصليبية، وجهز جيشًا ضخمًا وأسطولاً مثله، ونزل في أوائل سنة741هـ بمنطقة سهل طريف وانضم إليه السلطان يوسف بن الأحمر ومعه خلاصة أهل غرناطةوعلماؤها وقتها وفقهاؤها وسائر أبطالها، وكان النصارى قد استعدوا لمثل هذا اللقاء،فأسرعوا قبل قدوم المسلمين واستولوا على ثغر طريف وتغلبوا على حاميته، ورابط الأسطولالصليبـي في مياه المضيق بين المغرب والأندلس ليمنع قدوم الإمدادات من المغرب،واعتمد الصليبيون على أسلوب المطاولة؛ حتى تنفد مؤن الجيش الإسلامي الكبير.
وفييوم 1 جمادى الأولى سنة 741هـ نشبت بين الفريقين معركة عامة على ضفاف نهر سالادو،وتولى السلطان أبو الحسن قيادة جيشه بنفسه، أما الجيش الصليبي فيقوده "ألفونسوالحادي عشر" وأثناء القتال المشتعل تسللت فرقة إسبانية من الجنوب وانقضت علىمؤخرة الجيش الإسلامي، فدب الخلل إلى صفوفه وسقط معسكر سلطان المغرب الخاص في يدالصليبيين وفيه حريمه وبعض ولده، فذبحوا جميعًا على الأثر بوحشية مروعة، وعم الخللكل صفوف المسلمين، وفر الكثيرون ووقعت هزيمة فظيعة وكارثة مدوية على المسلمين لميشهدوا مثلها منذ موقعة العقاب، وقتل معظم العلماء والفقهاء والصالحين في المعركةحيث لم يفر منهم أحد، وكانت هذه الواقعة أولى الضربات المؤثرة والموجعة والمؤذنةبسقوط الأندلس.
المصدر:موقع مفكرة الإسلام.