[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
أعترف أني لم أكن أفكر يومًا في الدين الذي أنتمي له، فأنا مسلمة فقط لأن أبي مسلم وأمي كذلك.. أما عن اقتناعي بهذا الدين الذي أنتمي له، فقد كنت أظن أن الوقت ما زال مبكرًا للتفكير في هذا الأمر، ربما لأن الموضوع ذاته غير واضح بما فيه الكفاية لأفكر فيه، وأصل لنتيجة ترضيني.. كانت هذه قناعتي، حتى قرأت هذه القصة..
"خديجة إيفانس" هذا هو اسمها الجديد. رحلتها إلى الإسلام بدأتها منذ وقت كبير، فالفتاة تتذكر كيف كانت تكتب خطابًا إلى الله وهي لم تتجاوز العاشرة بعد: "كنتأخفيه في العداد الكهربائي للمدفئة في حجرتي، وكنت أظن أن الله إذا كان موجودًا بالفعل فسيأتي ويسترده، وبعدها سيستجيب لي، ولكن كنت آتي في اليوم التالي لأجد الخطاب كما هو".
السر الفظيع
في السابعة عشرة من عمري تعرفت على بنت أحد الكهنة المسيحيين، وبدأت أذهب معها إلى كنيسة والدها. وعندما اطمأننت لهذا الكاهن أخبرته بسر كنت أحتفظ به لنفسي، وهو أنوالدي اعتاد أن يتحرش بى جنسيًّا منذ السادسة من عمري. فاتفق الكاهن مع والدي أن أعيش مع عائلته على أن يتولى رعايتي مقابل أجر، فوافق والدي.
قضيت أوقاتًا سعيدة في بيتي الجديد، وفي أحد الأيام وبعد قضاء يوم كامل مع عائلتي الأولىعدت إلى بيت الكاهن لأجده خاويًا تمامًا، فاكتشفنا بعدها أنه قد تم ضبطه وهو يختلس من الكنيسة، فترك المدينة مع عائلته على الفور. ونتيجة لهذا الموقف من الكاهن،فقدت كل ما كان لديَّ من إيمان قليل بالله. وبعدها، ولمدة خمسة وعشرين عامًا أصبحتأتأرجح ما بين الإيمان والإلحاد، وما بين طائفة وأخرى من طوائف المسيحية.
أعمى البصر وسليم البصيرة
وفي سن الثانية والثلاثين أصابتني قرحة في قرنية العين، وبعد العلاج أصبحت شبه عمياء،وبسبب الإصابة التي لحقت بالأنسجة لم أستطع أن أجد جراح العيون الذي يؤمن أن القرنية المنزرعة ستستقر بين الأنسجة.
كنت أشاهد في الصغر مواعظ "بات روبرتسن"، واستمعت وأنا شابة بالغة للمبشرالإنجيلي "جيمي سواجرت"، وفي الثلاثينيات كنت أشاهد برامج شبكة التثليث،وكان يملؤني الأمل خلال كل هذه المراحل أن يقول أحد الكهنة شيئًا أجد صداه في عقلي،حتى أعرف في النهاية أن هناك بالفعل إلهًا، ولكن -للأسف- لم يقل أحدهم شيئًا كهذا،بل قال كثير منهم ما أصابني بالحيرة.
11-9.. ميلاد الحقيقة
حتى كان يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001م، كنت أجلس أمام الكمبيوتر، وجهاز التلفاز يعمل بجواري لأستأنس بصوته، وتوافدت الأنباء أن الإرهابيين يضربون برج التجارة العالمي بالطائرات.. ولما كان الإعلام يقول إن الإسلام وراء هذه الأحداث، أردت أن أفهم كيفيمكن لأي دين أن يؤيد هذا العنف، وقررت أن أكتشف الأمر بنفسي..
وبسبب ما أعانيه من ضعف شديد في الإبصار، اعتمدت على الإنترنت فقط للوصول إلى المعلومات؛ نظرًا لإمكانية تكبير الخط التي يتيحها الكمبيوتر. وقمت بعمل بحث على الإنترنت عن الإسلام ووجدت مواقع تعلم مبادئه، وانضممت للمجموعات البريدية الإلكترونية الخاصة بالنساء المسلمات، حيث استطعت أن أسأل، وأن أجد إجابات تأكدت من صحتها مع مزيد منالبحث.
لقد كنت دائمة الشك، وكان من الصعب أن أؤمن بشيء لا أستطيع فهمه. وأثناء دراستي للإسلام علمت أن الله الذي يعبده المسلمون هو نفس إله المسيحيين واليهود، ووجدت أنالإسلام لا يحض على كراهية غير المسلمين، ولا يقبل بقتل الأبرياء.
أسلمت عقلا وقلبا
كنت أتصفح أحد المواقع التي تتناول الأدلة العلمية الموجودة بالقرآن الكريم، وكانت إحدى آيات القرآن الكريم تتحدث عن فناء النظام الشمسي الذي نعيش فيه، إنها آية فيسورة الرحمن: {فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ} [الرحمن: 37].
وكان هناك رابط يؤدي إلى موقع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وعندما ذهبت إلى ذلك الموقع لم تكن لديَّ فكرة عمّا سأجد فيه، ولكن ما رأيته أذهلني، ولم أستطع أن ألتقط أنفاسي، وانسال الدمع من عيني، فقد عرفت وقتها -بما لا يدع لي مجالاً للشك- أن الإسلام هو دين الله الحق، والحمد لله.
لقد رأيت في هذا الموقع ما يشبه حقًّا الوردة الحمراء، رأيت ظاهرة انفجار أحد النجوم، وقد تم التقاط هذه الصورة بأحد أجهزة التليسكوب الحديثة، وقال العلماء: إن هذا هو المصير الذي سيئول إليه نظامنا الشمسي، ويشير المسلمون إلى هذه الظاهرة. وفي يوم الثاني عشر من سبتمبر 2002م، ذكرى يوم ميلادي، وجد العلماء باستخدام ذلك التليسكوب الحديث ظاهرة "الغمامة الوردية" مرة أخرى، ولكن في هذه المرة أطلق عليها العلماء الاسم الحقيقي الذي يستخدمه المسلمون، وذلك عطاء من الله لكل البشرية.
وبعد أن اقتنعت بعقلي وبقلبي أيضًا أن الإسلام هو الدين الحق، عرفت ساعتها أنني مسلمة ولم يبق أمامي سوى إشهار إسلامي.
عائلة مسلمة
لم يكن زوجي يعلم عن المسلمين سوى ما تعرضه وسائل الإعلام عن الإسلام والمسلمين، ولميكن يحب ذهابي للمسجد بهذا الشكل المتكرر وتركه وحده بالمنزل، فجلست معه بهدوءوقلت له: "إنني لن أطلب منك أبدًا أن تمارس دينًا أنت لا تؤمن به، ولكني أريدفقط أن تتعرف على الإسلام حتى تفهم على الأقل ما هذا الذي أؤمن به". وذهبت إلى المسجد، وعند عودتي وجدت مفاجأة مدهشة..
وجدت زوجي بوجه مشرق، ففي هذه الليلة بدأ يتعرف على هذا الدين الجميل. وبعدها بدأ يذهبمعي إلى المسجد، وكان يتحدث مع أحد الرجال هناك ويسأله عن الإسلام، وفي البيت قرأالمزيد على شبكة الإنترنت، وفي الكتب التي استعارها من المسجد، وتناقشنا في كثير من الأمور. وبعد أن جاء اليوم المرتقب، أشهر زوجي إسلامه، وكان ذلك بعد إسلاميبستة وثلاثين يومًا فقط، والحمد لله.
ومنذ أن اعتنقنا الإسلام وجدنا وجهة وهدفًا لحياتنا، لقد وجدنا معنى للوجود، وأدركناأننا حقًّا هنا لفترة قصيرة فقط، وأن ما سيأتي بعد ذلك -إن شاء الله- سيكون أفضل من هذه الملذات الزائلة التي تعرضها لنا الحياة.
المصدر: موقع Islamfortoday.