[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
حضارة لاهية وحريات مزعومة، وأيام ماضية وسنوات معدومة، فكيف تحسب من عمر الإنسان؟ له أم عليه؟! وما الذي يقضي على قيمه وفطرته السوية.. هل هو الإنسان ذاته؟ أم طبيعة الحياة التي تغتال منه العمر وهو لا يدري؟!
رحلة "لامان" رحلة غير عادية في سبيل طريق الهداية التي مر بها، بحيث إنها غريبة ومثيرة في بعض الأوقات لتعدد المنحنيات التي مر بها في حياته، ومن حيث تخبطه في الاحتكاك ما بين تربيته في المسيحية والتقائه بأمه، إلى أن وصل إلى ما هو عليه الآن من هدى وإيمان.
نشأة لامان بول
توفي والده وهو في سن الخامسة من عمره وتركه مع أمه، لتتذوق وبال العيش من بعده، وتتكبل محطات الوصول إلى بر الأمان وهي بين حضارة لا تعترف بالوسيلة، ولكنها تعترف بالغاية فقط؛ فالغاية في الغرب تبرر الوسيلة، والنجاح المرجو بأية طريقة قادرة على تحقيقه.
تركت الأم المسلمة ابنها "لامان" وهي في ذلك الوقت لم تكن تعي مفهوم الإسلام حتى تستطيع أن تقف أمام أعاصير الرياح التي ستواجهها؛ ولذلك سلمت ابنها وفلذة كبدها وهو في سن البراءة وهو عجينة طرية لينة قابلة للتغير حسب ما ترشده طبيعة من حوله إلى جديه، وهي تعلم أنهما مسيحيان، ولكن هذا مصيرها، وبحكم اندماج المرأة في العمل الغربي وخروج المرأة للعمل ندًّا بند إلى جانب الرجل، وتلبية لمتطلبات الحياة كانت الدوافع الأساسية الرامية لترك "لامان" عند جديه لتربيته.
جداه كانا متمسكين بتعاليم الكنيسة والتقاليد الغربية وحرية التصرف في كل شيء دون أخذ مشورة من يهمه أمر لامان "والدته"، ترعرع ونشأ في أحضان جديه، ومارس حياته كطفل مسيحي والأمر ليس بيده، وتشكلت طبيعته على حسب ما يسير جديه وعلى نمط حياتهما، بين عبادة الكنيسة وترانيمها والذهاب إليها، وبين خروجهما وسيرهما على التقاليد والعادات الغربية التي هي بعيدة عن الإسلام كل البعد؛ فبُعده عن حضن أمه ليس الإنساني فحسب، بل الحضن الفكري أيضًا هو الأهم، والأفضل للإنسان أنه إذا ولد لأبوين غير مسلمين وتربى في حضن المسلمين ويصبح مسلمًا، لكان خيرًا له من أن يولد لأبوين مسلمين ويُربى في حضن غير مسلم.
بين تهافت الغربيين على زيف التقدم والحضارة المزعومة أصبح "لامان" فريسة اليتم"، ونشأ نشأته غير مسلم خلافًا لمولده، وإن لم ينصِّرْه أبواه أو يهودانه، لكن هذا قدر مكتوب، وإرادة الله سيّرته هكذا.
لامان مسيحي
أصبح "لامان" بعيدًا عن أبويه وتوارت آثار فطرته الإسلامية وراء تربيته لولوجه في الطقوس المسيحية، ولكنه لم يكن مهتمًّا بشخصه تجاه الدين المسيحي في صغره، فطبيعة الأحداث هي التي جعلته مسيحيًّا دون تمسك منه أو قيد حيال هذه الديانة؛ ولذلك لم يبحث في يوم من الأيام عن طبيعة خالقه أو ما هو هذا الدين، إذ كان يذهب للكنيسة قبل إدراك الوعي وقبل سن النضوج، فكان غير مبالٍ بما يراه أمامه من تصرفات عبادية أو عقائدية، وكان يرى أن ذهابه مع جديه، هو مجرد خروج لنزهة ترفيهية أو لحفلة كما يقول، وليس هناك فائدة ترجى من وراء ذلك سوى إشباع النفس لهوًا ولعبًا فقط.
سن النضوج
بلغ "لامان" سن السادسة عشرة من عمره وهو بين هذه الأهواء، ولم يدرِ أي طريق يسلك، واندمج بحكم سن المراهقة في حياته الشبابية هذه مع طبيعة الجو الذي يحيط به، من خلال الذهاب إلى الحانات والبارات وممارسة كافة أنواع اللعب والبذخ وشرب المسكرات وغيرها، حياة كحياة غالبية الشباب الغربي مع عدم الإهمال في الوسائل التي تؤدي إلى تحقيق الرغبات في التقدم نحو النجاح في الدراسة أو غيره، بيد أنه في هذه الفترة مرحلة الانتقال من الثانوية إلى الجامعة، وصلت معنوياته إلى أدنى درجة منخفضة.
وإلى هذه السن لم يعرف عن الدين شيئًا، ولم يعرف من هو إلهه أو أي عقيدة يتبع، بدأ التفكير فيما يجري من حوله من أمور؛ فأبواه مسلمان، وجداه اللذان تربى في أحضانهما مسيحيان، وهو لا يعرف أي انتماء له، ولا يعرف حتى نفسه، في ذاك الوقت كانت أمه قد تزوجت من رجل مسلم مصري الجنسية، وبزواجها من هذا الرجل اكتسبت جرعة علمية عن الإسلام وفوائده، كانت بمنزلة الدافع القوي لها في تنمية دينها الإسلامي، فبعد ذلك الزواج أسست هي وزميلة لها مركز إسلامي مصغر، وجمعت فيه كافة تعاليم الإسلام من تعريف بالقرآن الكريم والسنة النبوية والفقه الإسلامي أيضًا ومبادئ وأخلاقيات التربية الإسلامية، بحيث يقوم هذا المركز بتعليمها لمن يرغب في تعلمها، وأصبحت رؤية الإسلام متضحة أمام والدته بعد إهمال طال لفترة ما بين وفاة زوجها الأول وتزوجها بالثاني، وذلك بعد إنشاء هذا المركز، ولهذا الحين لم يكن يعرف عن الإسلام شيئًا، أو حتى عن وجود الله تعالى.
البحث عن الذات
بعد أن افتتحت أمه المركز الإسلامي وأيقنت ما فيه ابنها من ضلال، أرادت أن تنتشل ابنها من مستنقع الغرق ودأبت في التحرك لضمه إليها، رغم أنه في المرحلة الجامعية، ولكنه يحتاج في هذا الوقت بالذات لكنف أمه، وخاصة أنها أمست قادرة على تغير حياته جذريًّا لما وصلت إليه من معرفة بالدين الإسلامي وممارسة العمل الديني.
التقته أمه وكأنه طفل في المهد وضمته إليها بعد طول هذه السنوات مع أنها كانت تراه، ولكن هذه المرة تختلف عن غيرها من اللقاءات بعدما عرفت ما عليها من واجبات أمام ابنها الضائع، وأيقنت أنها شاركت في ما وصل إليه من ضلال بعيد عن حضنها، كانت تبكي بحرقة مريرة، وفؤاد أم غاب عنها ابنها سنوات عدة غيابًا وجدانيًّا وليس فراقًا، لأول مرة يشعر "لامان" بحنان الأم ودفء حضنها، وكأنه رضيع ومن هذه اللحظة بدأ البحث عن الذات، حيث إنه استفاق ولم يعد صغيرًا، وملَّ من الحياة بلا معنى.
كان "لامان" في هذه المرحلة يعرف جيدًا أنه لا بد من تحقيق النجاح واجتياز كل الصعاب للوصول إليه، رحل مع والدته إلى "لندن" بعدما تقرب منها، واطمأن على نفسه معها، ويبدو أن أمه ضمته بنصائح زوجها ووقوفه إلى جانبها، وعلى أساس أن تكون ناجحة في العمل الإسلامي الذي سلكته مع زميلتها المسلمة.
وإلى الآن لم يعرف "لامان" حقيقة وجود الله تعالى في الكون أو طبيعة الدين إلا كلامًا فقط من والدته دون إقناع.
بعد أن أحضرت له أمه كتبًا خاصة كانت تحتفظ بها منذ أن كانت متزوجة بأبيه، وهي كتب عن الفلسفة والطبيعة، وما يتعلق بالحقائق الكونية من إعجازات علمية وغيرها على مر الدهر، بدأ عقله يستفيق وتنقشع من على قلبه الغشاوة والتيه والضلال، فكان يسأل نفسه كثيرًا حتى يعرف الصواب من الخطأ، من بين هذه الأسئلة: أين أنا من نفسي؟ ما الذي أراه أمامي الآن؟ وهل هذه حقائق بالفعل؟ ومن هو رب هذا الكون؟ وكيف خلق الله الكون؟ وآيات عديدة بدأ يسأل نفسه عنها بعدما تفتحت عينيه على كتب أبيه.
اتجاهه نحو القرآن الكريم
هذه التساؤلات وغيرها الكثير كانت جديرة بأن تفرض عليه قراءة القرآن الكريم وتفسيره، والذي كان من بين كتب أبيه، حيث إنه الآن في كنف أمه المسلمة وحتى يعرف كل الحقائق دينية كانت أو علمية وكما يقول:
"بدأت أقارن الحقائق الدينية الموجودة في القرآن الكريم بالحقائق العلمية التي توصل إليها العلم في القديم والحديث، وكلما زاد بحثي وتطلعاتي أكتشف أحداثًا وحقائق مذهلة ومفاجئة مطابقة لما ينص عليه القرآن الكريم ويدل على صدقه، ولم يحدث أن واجهت خطأ أو مخالفة في القرآن لطبيعة الكون وما فيه".
سبحان الله العظيم! نعم إنه القرآن كتاب الله المنزل على رسوله الأمين محمد ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، من حكم به عدل، ومن اهتدى به هُدي إلى صراط مستقيم {قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المائدة: 15، 16].
بدأت الأفكار الإيمانية تدب إلى عقل "لامان" باتجاه نحو الدين الإسلامي، ورغبته أخذت طريق الاستقامة.
من خلال تطلعاته وبحثه في القرآن الكريم عرف "لامان" من هو خالقه I الذي لا إله إلا هو، خالق كل شيء وهو على كل شيء قدير، خلق البحار فأجراها، والسماء وما بناها، والأرض وما طحاها، والجبال كيف أرساها، وأنه هو الذي خلقه فسواه فعدله، في أي صورة ما شاء ركبه، وأنه جعل له عينين ولسانًا وشفتين.
الإسلام دين ارتضاء
كلما أشرقت شمس الإسلام على أرض الكفر أنارتها وبدلت ظلماتها نورًا وكفرها إيمانًا، وبالتأكيد إن هذه الشمس أشرقت على قلب "لامان" لتذيب من عليه جليد الكفر، وتنير له دروب الإيمان، وتثنيه عن دروب الشك والضلال الذي أحاطته من جراء جديه وتربيتهم له، نعم وقد نشبت فيه روح التوحيد، وأنارت فكره، وجعلت أمامه الجو ربيعًا صافيًا لرؤية الحقيقة.
ولأنه كان لا يتمسك بعقيدة معينة أو محددة، وكانت العلمانية طاغية على عقله، ومن خلال المقارنة والوصول إلى الحقائق التي تؤكد وجودية الله تعالى في الكون، وكثرة الآيات الدالة على قدرته. فهذه الآيات والحقائق تجعل الإنسان في رضا تام مع نفسه، من حيث يقين العقل وتصديق القلب ورؤية العين لما هو موجود أمامها.
لحظات الإيمان
بينما هو جالس ذات ليلة من الليالي مع نفسه لا يوجد معه غير القرآن العظيم أنيسًا، والله يشهد عليه أنه لصادق، وفي لحظة حولت مجرى حياته من الشك والأوهام، ومحت صور الكنيسة والخزعبلات العالقة في ذهنه إلى إيمان صادق ويقين عقلي، لقد شهد على نفسه -والله يشهد عليه من قبله- "أنه قد آمن بوجود الله وتوحيده بأن الله واحد لا شريك له في الكون I".
يقول لامان: "كانت الحجرة التي أجلس بها مغلقة والليل أرسى سكونه وأنا وحيد لم يكن معي إلا الله، اتجه إحساسي في هذه اللحظة نحو الاعتراف بوجود الله I مع نفسي، وأخذ قلمي يتجه ناحية أوراقي، وبه كلمات من نور، وأخذ يكتب (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله). بعدها أخذت تنهيدة طويلة النفس، ثم استراحت جوارحي وهمدت أنفاسي، وقمت بالتوقيع أسفل الشهادتين على الورقة التي أضاءت لي طريق الهداية، وكان الله شهيدًا على ذلك".
{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 257].
أثر ذلك في أصدقائه
من بين أصدقائه كان له صديق مسلم عربي من تونس، ولكن صداقته به جاءت متأخرة، وجاءت أثناء البحث عن الصراط المستقيم، فعندما علم هذا الصديق التونسي بما حدث من "لامان" مع نفسه ومع ربه، أخذ يكبر ويهلل ويحمد الله أن مَنَّ على صديقه بالهداية واحتضنه، وبدأ يصطحبه إلى المساجد بداية من أول صلاة جمعة، وكانت أول صلاة له يصليها داخل المسجد هو وصديقه هذا، بعدها سرى الإيمان في قلبه، ولم يعد يترك صلاة داخل المسجد، وربما كانت أغلب الأوقات يصليها مع هذا الصديق في البداية.
إشهار إسلامه علانية
بعد أن مَنَّ الله عليه بالإسلام بينه وبين ربه، وبعد معرفة أصدقائه بما حدث منه، أراد أن يكون إشهار إسلامه علانية، وبمساعدة صديقه التونسي الذي جاء به إلى مجموعة من أصدقائه واصطحبوه جميعًا إلى أحد المراكز الإسلامية وتم إشهار إسلامه رسميًّا، ودوَّن اسمه ضمن المهتدين الجدد للإسلام بهذا المركز بلندن، ومن ثَم نال شهادة إشهار الإسلام.
أثر الصلاة في نفس لامان
الصلاة هي الصلة بين العبد وربه، بحيث إنها تنمي الإسلام لدى المهتدين، فأول ما يفعله المسلم الجديد بعد هدايته إقامة الصلاة وعليها تنمو زيادة الإيمان لدى المهتدي، عن طريق الحفاظ عليها وتأديتها في أوقاتها، وقد كان لها الأثر العظيم في نفس "لامان"، من حيث إنها أسبغت عليه أخلاقيات الإسلام، وبها أصبح مراقبًا لربه I، ووجد نفسه التي كانت ضائعة، لما رأى تحقيق الهدف الذي خلق من أجله في هذه الفريضة، وابتغاء مرضاة الله تعالى في كل شيء.. {تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح: 29].
فعن طريق الصلاة استطاع "لامان" التغلب على هفوات نفسه ونزواتها، وطرأ على حياته تغيرًا جذريًّا بفضل التمسك بالصلاة، وبات من الذين يؤمنون بربهم حق الإيمان، مُنقادًا لأمر الله {وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43].
حياة لامان الجديدة بعد الهداية
هناك عوامل عدة طرأت على حياة "لامان" بعد الهداية" اجتماعيًّا ودينيًّا وعمليًّا:
اجتماعيًّا: تحولت حياته جذريًّا من حيث الانعزال عن حياة الترف واللعب والإباحيات التي يقرها المجتمع الغربي في صورة الحرية.
دينيًّا: أصبحت حياته ثمينة، ورسم لها أهدافًا يجب تحقيقها، وأول هذه الأهداف "هي عبادة الله"، حيث إنها الهدف الأسمى الذي خلق الإنسان من أجله {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].
والتعمق في تفسير حقائق القرآن الكريم، ودراستها، ومعرفة قراءته بالعربية؛ حتى يتسنى له الحفظ الجيد.
عمليًّا: بعدما مرت به قبل إسلامه ظروف اليأس وضعف المعنويات، كاد أن يهوي إلى السقوط في الفشل، غير أن اتجاه أمه نحوه ساعده كثيرًا في الخروج من تلك الوهلة، ولهذا رأى في نفسه بعد إسلامه واستقرار فكره أنه لا بد من اجتياز كل الصعاب التي تواجهه، والوصول إلى النجاح، وتحقيق الأهداف التي يطمح في الوصول إليها.
بعد هذه المستجدات التي طرأت على حياة (لامان) وجد لنفسه قيمة في هذه الحياة، ويجب العمل من أجل تحقيق الذات، وعلى إثر ذلك كانت المرحلة الجامعية قد انتهت، ونال شهادة في خدمة الإسلام.
تأسيس صفحة بالإنترنت
بعدما أنهي دراسته الجامعية بدأ بتأسيس صفحة بالإنترنت عن الإسلام خاصة به، تشرح وتوضح بعض الأمور والتساؤلات المثيرة عن الإسلام، واكتشاف الشبهات، ووضعها بصفحته.
وكان من بينها حقوق المرأة في الإسلام، وكذلك الإسلام، ومفهوم الإرهاب، وهذه النقاط كانت تطرح العديد من الاستفسارات. وقد تفاعل الكثيرون معه، واكتسب العديد من الذين يريدون الدخول في الإسلام، وبما أنه كان في بداية حياته الإسلامية لم يكن عنده القدرة على الردود والإجابات، فكان يحولها إلى الجمعيات الإسلامية في أمريكا (اكنا) وفي بريطانيا، وكل هذه الأسئلة أغلبها كيف يمكن لنا الدخول في الإسلام.
الالتحاق بشبكة إسلام أون لاين
عن طريق علاقته بالمركز الإسلامي ببريطانيا "نيو مسلم اوجيكت"، والخبرة التي اكتسبها في هذا المجال وإتقان مهارات الإدخال ووضع البيانات، وكثرة العمل في الدعوة الإسلامية، فكان هذا المركز هو همزة الوصل بينه وبين إسلام أون لاين، واجتاز الاختبارات، وأصبح من خلال ذلك المشروع "داعية إسلامي"، وها هو الآن تستضيفه الجمعيات الإسلامية لخدمة مشاريعها في مجال الدعوة بالإنترنت، وقد أحدث تقدم في أسلوب الدعوة يخدم الإسلام في شتى أنحاء العالم.
نظرة الإعلام الغربي للإسلام كما يراها لامان
الإعلام الغربي بشكل عام يعتمد اعتمادًا كليًّا على المادة وعلى ما تحتاجه الناس غالبًا ما يكون ذلك، أي أنه إذا كانت المعلومات مؤثرة أو قوية ستجذب الناس حولها أكثر، ومن هذا المنطق تعتمد الوسائل الإعلامية الغربية على إثارة السلبيات ناحية الإسلام، وتعمد تشويه صورته، فكلما ذكرت الأمور السلبية مضخمة حدث إنجاز أكثر.
وهذه هي الفكرة التي يعتمد عليها الإعلام الغربي بالنسبة للإسلام، بمعنى إظهار الإسلام بصورة سلبية.
الصعوبات التي تواجه المسلمين في الغرب
بالنسبة لي، لم يكن لدي صعوبات أو أي مشاكل بالمعنى والحمد لله، ويذكر "لامان" أنه في أثناء اجتماعه مع إحدى المؤسسات في بريطانيا، وأذّن المؤذن، ومن ثَم قام بالاستئذان وذهب للصلاة، فوجد ترحيبًا واحترامًا. ولكن بعض المسلمين يواجهون صعابًا في بعض الدول التي تعارض حجاب المرأة المسلمة، ويفصلون الدين عن مجال العمل، سواء كان في العبادة أو في الفكر أو أي مجال آخر؛ لذلك فإن المسلمات اللاتي يرتدين الحجاب يفصلن عن العمل دون تعارض، وبعضهن تم فصلهن من العمل والقانون ردهن مرة أخرى من خلال ذلك المبدأ.
المصدر: موقع موسوعة الإعجاز العلمي.