[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
يا الله ما لنا غيرك يا الله..! هكذا أطلقتها حناجر السوريين يوم أن تبيّنت لهم الحقائق، بعد البحث شرقًا وغربًا عن ناصرٍ ومعين على ذاك الطاغية الجبّار وعصابته النصيرية.. أما الشرق فإمّا عملاء وإمّا مكبلين أو عندهم ما يشغلهم من مصائب عن إخوانهم، باستثناء بعض الدول التي اتخذت موقفًا صريحًا وواضحًا من القضية السورية. وأما الغرب فمواقفه مرهونة بمصالحه، فهو يدور معها حيث دارت.
يا الله ما لنا غيرك يا الله..! بعد أن خذلنا القريب والبعيد وانصرفوا عنا، ولم يرُعهم دمنا الذي سُفك حتى صار أنهارًا تجري على أرضنا.. لم تستثر نخوتهم وتوقد حميتهم الأعراض التي انتهكت، وصرخات الحرائر التي لا مجيب لها.
يا الله ما لنا غيرك يا الله! بعد أن قُصفت بيوتنا ومساجدنا ومآذننا وهُدمت على رءوسنا، فُدفن تحتها الأطفال والنساء والشيوخ والمصلين.
يا الله ما لنا غيرك يا الله! بعد أن مُنع عنّا الطعام والشراب والدواء والكهرباء، ولم يبق لنا من سُبل الحياة شيء، حتى أضحى الخبز والماء عندنا من الكماليات.
يا الله ما لنا غيرك يا الله! بعد أن أصبحنا لاجئين مشردين في البلاد.. نعيش حياة البؤس والشقاء والغربة وفَقْد الأهل ومحاضن الصبا ودفء الوطن والأهل.
يا الله ما لنا غيرك يا الله! وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من اتخذ شيئًا من الطيور غرضًا، ونحن نُرمى من كل جهة، وأصبحنا حقل تجارب لأسلحة محرمة دولية.. وحُرمة دم المسلم أعظم عند الله من الطير، بل ومن الكعبة المشرفة!
هذا حال إخواننا في سوريا بعد أن بطش بهم بشار وعصابته النصيرية، كانوا -ولا يزالون- لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمة. وقد قالوا قديمًا: من شابه أباه فما ظلم. دائمًا وأبدًا سيظل الشيعة وفرقهم -على اختلافها- خنجرًا مسمومًا في ظهر الأمة الإسلامية يسومونها سوء العذاب وصنوفه، مما لم تتوقعه حتى من أعدى أعدائها.. ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية الذي أفتى أنهم أشد خطرًا على الإسلام من اليهود والنصارى.
يبدو أن هذا هو قدر هذا الجيل المبارك أن يكون وقودًا لتحرر البلاد الإسلامية والعربية من الطغاة والجبارين ممهدًا الطريق أمام الأجيال القادمة، لتمكّن لهذا الدين وتحرر مقدساته وأراضيه.. فلا بد أن يدفع أحد ثمن سنوات التخاذل والضياع التي عاشتها الأمة وأتت لنا بمثل بشار وغيره من المجرمين، الذين تسلطوا عليها وباعوها لأعدائها، وانحرفوا بها عن نهجها وغاية وجودها.
لذا فإنه بقدر ما يحزننا صور الشهداء ليل نهار، فإننا نحسب أنهم وقود التمكين والعزة، وقد فازوا بما يتمناه كل مسلم، نحسبهم كذلك والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحد.. فإن حزننا أعظم وأشد، وهو حزنٌ يدمي القلوب ويفتت الأكباد مما نلمسه من تخاذل المسلمين عن نصرة إخوانهم في بلاد الشام وغيرها، وهذه الاستهانة بسفك دماء الأبرياء.
أما آن للمسلمين أن يعلموا أن رفعتهم وتمكينهم في اعتصامهم بدينهم ووحدتهم، وأن الغرب وحلفاءه من الشيعة لن يرحموا يومًا صرختهم، ولن يتورعوا أبدًا عن إزهاق أرواحهم.
قامت جيوش الإسلام يومًا من أجل استغاثة امرأة واحدة!! واليوم تُقتل عوائل بأكملها ولا يتحرك جندي واحد من جيوش المسلمين.. أخبرونا أهل الإسلام لماذا إذن هذه الجيوش والطائرات والدبابات؟! متى تتحرك؟!.. إننا لم نرها إلا موجهة إلى صدور المسلمين والشعوب الثائرة على الظلم والطغيان.
وما شأن المآذن أن تُقصف؟! وما شأن الأطفال أن تقتل؟!
إنها عقيدة الحقد والانتقام التي يتربى عليها النصيرية للتقرب إلى إلههم بدم النواصب من أهل السنة -كما زعموا-.
إننا نبشر الشعب السوري الأبي بأن النصر قريب، وإنّا لنراه على بُعد خطوات بإذن الله.. لن يحرركم إلا الركون إلى الله سبحانه وتعالى، ثم سواعدكم المتوضئة.. ودعوكم من الشرق والغرب؛ فدولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى قيام الساعة.
قد سقط من كان يُظن أنه أقوى وأشدُّ من بشار وعصابته بأقل من ذلك، ولكن الله أراد أن يتخذ منكم شهداء، ويضاعف لكم الأجر، وبعظمه يكون عظم البلاء، فاصبروا ورابطوا وأروا الله من أنفسكم خيرًا، ولا يفتنّ في سواعدكم ما ترونه من التخاذل عن نصرتكم، فمن كان مع الله كان الله معه، ولينصرنَّ الله من ينصره، وإنما النصر صبر ساعة.
أطلقوها بكل ما أوتيتم من قوة: يا الله ما لنا غيرك يا الله؛ فقد آويتم إلى ركنٍ شديد، وكفى بالله ناصرًا ومعينًا.
المصدر: موقع لجينيات.