احرار الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

احرار الاسلام

منتده اسلامى سياسي و اخبار عاجلة
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 قس بدرجة رئيس !!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعيدعبدالله
Admin



عدد المساهمات : 1012
تاريخ التسجيل : 24/09/2012

قس بدرجة رئيس !!  Empty
مُساهمةموضوع: قس بدرجة رئيس !!    قس بدرجة رئيس !!  Emptyالسبت سبتمبر 29, 2012 10:20 pm

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الخبر: فاز "يواخيم جاوك" القس الألماني برئاسة ألمانيا الاتحادية، بعد أن حاز على غالبية أصوات الجمعية الاتحادية المكلفة بانتخاب الرئيس الألماني.

التعليق:

في تاريخ المجتمعات الأوربية والغربية العديد من أبجديات الثقافة والتفكير الأوربي، هذه الأبجديات مثلت في مجموعها ثوابت المرجعية الفكرية التي حافظ عليه المواطن الأوربي في عقله الجمعي ووعيه الشعوري وفكره الباطني لوقتنا الحالي، يلجأ إليها في أوقات الأزمات والنوازل، ولا يتخلى عنها أبدًا مهما تغيرت الأحوال وطغت النظريات الحديثة والأفكار الوافدة. ومن أهم هذه الأبجديات الدين والهوية المسيحية، والذي يَظنُّ أو يعتقد أن أوربا قد تخلت عن هويتها المسيحية يومًا ما، فهو واهم ولم يطّلع جيدًا على تاريخ القارة العجوز..

فرغم أن العلمانية منتج ثقافي واجتماعي أوربي محض ولد نتيجة ظروف دينية واجتماعية وسياسية واقتصادية في أواسط القرن الثامن العشر الميلادي، إلا أنها كانت بمنزلة انتفاضة النُّخب العلمية والثقافية ضد طغيان الكنيسة وانحرافها وشططها، الذي فاق كل التصورات وجاوز كل الحدود في تحدي المعقولات ومعاداة الكشوف العلمية في شتى مجالات الحياة، كانت بمنزلة التحدي لإصرار الكنيسة على الوصاية على العقول والضمائر، والخلط بين الموروث والمكشوف، حتى أصبحت الكنيسة كابوسًا يؤرق كل الأحرار والعقلاء.

وفي النهاية سقطت الأساطير والخرافات الكنسية، ومن ثَمَّ ظهرت أوربا العلمانية بديلاً عن أوربا النصرانية، ولكن لم يعنِ هذا سقوط الدين بالكُلِّيِّة من حياة الأوربيين والغربيين، بل عاد مؤقتًا لجدران الكنيسة، ليمارس دوره وهيمنته الروحية بعد أن فَقَد دوره السياسي لصالح العلمانية.

أوربا لم تتخلَّ قط عن دينها وهويتها المسيحية، بل قصارى ما قامت به أن حجّمت دوره عندما وجدته معوقًا للتقدم وصادمًا لأبسط الحقائق العلمية، وعندما وجدت أوربا نفسها تحتاج مرة أخرى لعودة الدين في حياتها، بادرت بإفساح المجال لعودته في شتى مناحي الحياة بما في ذلك الجانب السياسي الذي كان عليه معقد المفاصلة مع الكنيسة، وأخذت أوربا في البحث عن إرثها التاريخي مع الدين، وأخذت أصوات المنادين بالعودة إلى الدين تظهر وتعلو، فتشكلت الأحزاب السياسية ذات الخلفيات المسيحية، وذلك في العديد من الدول الأوربية مثل ألمانيا وإيطاليا وفرنسا، وأخذت التيارات المحافظة المنادية بأوربا المسيحية تكتسح الانتخابات في العديد من الدول..

وظهرت أثر الدعوات الدينية في بعض الإجراءات الاجتماعية والاقتصادية التي اتخذتها كثير من الدول الأوربية، مثل السماح بقيام المدارس غير المختلطة؛ للفصل بين الجنسين والقضاء على حالة الميوعة والتهتك والانفلات الجنسي الذي سبَّب مشاكل اجتماعية وصحية ونفسية كثيرة، وحجمت كثيرًا من حريات النوادي الليلية وعلب الليل؛ مما جعل أعداد مرتاديها يقلون بشدة. وطبقت مدينة موسكو نظامًا للمراقبة يشبه نظام الحسبة في الإسلام، وأعلن عمدة موسكو العام الماضي عن مشروع إخلاء موسكو من نوادي القمار خلال عشرة أعوام.

بل ظهرت حركات الغلو والتطرف ضد المسلمين في أوربا ولاقت رواجًا بين أوساط الشباب ودعمًا من الساسة ورجال الكنيسة، ولعل أبرز ما يدل على قوة هذا التوجُّه رفض أوربا المتواصل لانضمام تركيا للاتحاد الأوربي؛ بدعوى الحفاظ على الهوية المسيحية للقارة العجوز من الضياع إذا دخلت دولة مسلمة في هذا الاتحاد.

في هذا السياق والتوجه العام لأوربا نحو الدين تم انتخاب الرئيس الألماني الجديد "جاوك" بأغلبية كاسحة داخل الجمعية الاتحادية رغم خلفيته الدينية الواضحة، فهو قسّ سابق قضى معظم حياته في العمل الكنسي وإرشاد المواطنين نحو التمسك بالدين في شئون حياتهم، انتخب جاوك ليكون رئيسًا لأكبر دولة أوربية وأكثرها ثراء وقوة ونفوذًا، وأيضًا أكثرها راديكالية وامتلاءً بالحركات المتطرفة ضد المسلمين والمهاجرين؛ لتدشن أوربا بذلك جولة جديدة نحو التوجه للدين والاعتماد عليه في المرحلة الجديدة.

ورغم أن منصب الرئاسة في ألمانيا منصبًا شرفيًّا والسلطات كلها بيد المستشار أو رئيس الوزراء، إلا أن ما حدث يؤكد على قوة هذا التوجُّه الجديد للقارة العجوز.

في المقابل نجد أن العالم الإسلامي ما زال غارقًا في أوهام العلمانية ولم يخرج من أسرها، وما زالت النخب السياسية والثقافية التي تربت وترعرعت على لبان العلمانية ورضعته من أثداء الغرب منذ أيام الاحتلال الأوربي لبلادنا، ما زالت تحارب وتنافح عن العلمانية وترى فيها الحل الأمثل لمشكلات العصر، وهم لم يكلفوا أنفسهم عناء الإجابة عن هذا السؤال:

ماذا قدمت العلمانية للعالم الإسلامي بعد ثمانين سنة من الحكم والسيطرة على بلاد الإسلام؟ هل قدمت لهم غير الخراب والفساد والاستبداد والديكتاتورية والانحلال الأخلاقي والتفسخ الاجتماعي والذل والتبعية والانبطاح للغرب تارة وللشرق تارة أخرى؟! ألم يحن الوقت لأن يُفسح المجال للتيار الإسلامي لأن يحكم ويأخذ دوره الطبيعي في الحكم، وقد ارتضاه الناس واختاروه عبر صناديق الانتخاب؟

إننا نجد حربًا إعلامية ضروسًا يقودها أولياء النظام البائد ومعهم قادة التيارات الليبرالية والعلمانية وكتيبة الأقلام المأجورة وحملة الأفكار المسمومة؛ من أجل تشويه أي مرشح إسلامي للرئاسة في مصر الآن، وملء عقول المصريين بعدم صلاحية هذا المرشح أو ذاك؛ بدعوى أنه شيخ أو داعية أو خلفيته الثقافية إسلامية أو مرجعيته الفكرية إسلامية، ويغضون الطرف عن مؤهلاته العلمية الأخرى أو تجاربه السياسية والاجتماعية، وأن البلد كبيرة عليه، وأن العالم كله سيعادي مصر إذا انتخبت رئيسًا إسلاميًّا، وأن مشاعر الأقباط ستتضرر من هذا الرئيس (لاحظ أن ألمانيا بها أكثر من خمسة ملايين مسلم ولم يقل أحد هناك أن مشاعرهم ستتضرر من انتخاب قسّ للرئاسة)، إلى آخر هذه الترهات التي أريد بها إبقاء مصر وغيرها من دول الربيع العربي أسيرة العلمانية والاستبداد، وشعارهم "إن كان مبارك قد سقط فإن نظامه باق".

العالم الغربي يتجه اتجاهًا حثيثًا نحو الدين وتعظيم دوره في الحياة شيئًا فشيئًا، بل أصبحت قراراته المصيرية مثل شن الحروب وعقد التحالفات تتخذ من منظور ديني، والحرب على العراق وأفغانستان خير دليل على ذلك، في حين ما زال في بلادنا من يعيش في أوهام الماضي، ويلعق أعتاب الطغيان والاستبداد، وينافح أشد المنافحة من أجل إبقاء العلمانية منهجًا ونظامًا لبلادنا حتى بعد سقوط النُّخب العلمانية في بلد مَنْشَئِها..

فالعقلاء فقط هم الذين يحافظون على هويتهم ومرجعيتهم، أما الحمقى والمأجورون فهم الذين ارتضوا بسلوك طريق الهاوية حتى النهاية.

المصدر: موقع مفكرة الإسلام.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saidabdallah.yoo7.com
 
قس بدرجة رئيس !!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رئيس الأساقفة التنزاني أبو بكر موايبوبو
» جونثان بيرت ابن رئيس البي بي سي
» رئيس وزراء بريطانيا ولطمة للعلمانيين !!
» محمد جون وبستر .. رئيس البعثة الإسلامية الإنجليزية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احرار الاسلام :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: ملفات ساخنة :: واقعنا المعاصر-
انتقل الى: