[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
مرة أخرى يطلع علينا دعاة الفتنة والإساءة للمقدسات بفيلم جديد يسيء مجددًا للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لكن هذه المرة من بعض ما يسمون أنفسهم بـ"أقباط المهجر" في الولايات المتحدة، والمعروفين بتاريخ طويل من الكراهية وتأليب للنصارى داخل مصر، في توقيت له مغزى كبير، حيث يبدو أنهم يريدون لهذا البلد الفوضى في وقتٍ تقترب من الاستقرار في ظل حكم أول رئيس إسلامي.
هذا الاستفزاز أعلنت عنه بعض الشخصيات المحسوبة على أقباط المهجر ومنهم موريس صادق وعصمت زقلمة بالتعاون مع القس الأمريكي المتطرف تيري جونز "حارق" القرآن، وبدعم أيضًا من حزب المحافظين الجدد الأمريكي اليميني الشديد التطرف من خلال فيلم لم يتم عرضه بعدُ يتجرءون فيه على نبي الإسلام ويدعون فيه إلى "محاكمته"!!
واستغرق إنتاج الفيلم 3 سنوات، وتم تصويره في مدينة هوليود الأمريكية وهو باللغة الإنجليزية وتم دبلجته باللغة العربية، حيث من المقرر عرضه في دور العرض الأمريكية والأوربية في وقت قريب، ويزعم الفيلم المسيء أن الدين الحنيف كان سببًا في هجمات 11 سبتمبر 2001 ووراء سفك الدماء، غافلاً بالطبع ما تعرض له ملايين المسلمين على يد الغزاة والمحتلين مثل الصليبيين والدول الاستعمارية والصهيونية من جرائم خلال مئات السنين.
ولقي الإعلان عن هذا الفيلم إدانات كبيرة من جانب المنظمات والجهات الإسلامية والمسيحية في مصر، بل أيضًا وصل الأمر إلى أقباط المهجر أنفسهم الذين تبرءوا من هذه الشخصيات، مطالبين بمحاكمة المسئولين عن هذه الفتنة بتهمة ازدراء الأديان.
شخصيات إسلامية كثيرة من إخوان وسلفيين فطنت إلى توقيت هذا التأليب، حيث لفتوا إلى أن أقباط المهجر اختاروا توقيتًا يتولى فيه الرئيس الإسلامي محمد مرسي الحكم وأعلنوا عن هذا الفيلم المسيء للإسلام وللرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؛ لما له من مرجعية إسلامية وكمحاولة منهم لإثارة الشغب والفوضى.
وذهب بعض هذه الشخصيات إلى اتهام أيادٍ صهيونية بالوقوف وراء الفيلم المسيء لتأجيج الفتنة الطائفية في مصر، وذلك ظاهر من خلال مشهد في الفيلم يتحدث عما تُسمى بـ"أرض الميعاد" لليهود، مطالبين إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتطبيق قوانين منع العنصرية والتحريض على الكراهية في بلد يشهد تمييزًا شديدًا بحق المسلمين والرموز الإسلامية.
واستنكرت أيضًا المراكز الحقوقية مثل مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز الفيلم المسيء، معتبرين أن هؤلاء الأقباط المتطرفين يحاولون بشتى الطرق تقسيم مصر، والنيل من استقرارها وإثارة الفتنة الطائفية بين عنصري الأمة، من خلال الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم.
وبحسب المركز، فإن هؤلاء وعلى رأسهم عصمت زقلمة، الداعي إلى تقسيم مصر ورئيس الدولة القبطية المزعومة، وموريس صادق الذي يهاجم مصر والأزهر في كل المحافل الدولية ويؤلب الدول الخارجية ضدها، ومعهما القس المتشدد تيري جونز الذي أحرق المصحف أكثر من مرة، دأبوا خلال الفترة الماضية على استفزاز مشاعر المسلمين.
ويعتبر هؤلاء عملاء لجهات مشبوهة ويروِّجون للغرب أن اضطهادًا منظمًا في مصر يحدث ضد الأقباط، وكلما وُئِدت فتنة طائفية أو ما شابه في مصر حاولوا إحياءها من جديد، وهم يحاولون الآن وهذا ليس بالأمر الخافي على أحد - إثارة الفوضى وإدخال البلاد في دوامة جديدة من العنف، خاصة في عهد الرئيس مرسي.
ومن ثَمّ ينبغي على المصريين الآن -مسلمين ومسيحيين- التصدي لهم من خلال التكاتف في الرفض والاستنكار من جهة، وهو ما ظهر واضحًا خلال المظاهرات الحاشدة أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة والتي ضمت مسيحيين ومسلمين من جهة، واستخدام سلاح المقاطعة من جهة أخرى للدول التي ترعاهم.
المصدر: موقع المسلم.