احرار الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

احرار الاسلام

منتده اسلامى سياسي و اخبار عاجلة
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الجمال الإنساني في حسن الخلق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعيدعبدالله
Admin



عدد المساهمات : 1012
تاريخ التسجيل : 24/09/2012

الجمال الإنساني في حسن الخلق  Empty
مُساهمةموضوع: الجمال الإنساني في حسن الخلق    الجمال الإنساني في حسن الخلق  Emptyالثلاثاء سبتمبر 25, 2012 3:21 am

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]حسن الخلق هو المعنى الذي بحثت عنه البشرية كثيرًا، وتطلعت إليه منذ ظهور الفلاسفة في القديم، وتخيلوا أن يسود هذا المعنى، فكتبوا مثلاً عن (المدينَة الفاضلة)، ولما بدا لهم أنها حُلم مستحيل، اكتفى العالم الآن أن يسمِّي هذا المعنى بـ (الإنسانية).

ولفظ (الإنسانية) في المعنى الغربي يقترب في القاموس الإسلامي من معنى "الرحمة"، والرحمة كلها ليست إلا جزءًا من حسن الخُلق في الإسلام؛ لأنه أعم من ذلك؛ فمنه الصبر واحتمال الأذى ومساندة الحق، يقول الحارث المحاسبي: "ومن علامة حسن الخلق احتمال الأذى في ذات الله، وكظم الغيظ، وكثرة الموافقة لأهل الحق على الحق، والمغفرة والتجافي عن الزِّلَّة"[1]. بل الإمام الغزالي يقول: "وليس حسن الخلق كف الأذى، بل احتمال الأذى"[2].

فضل حسن الخلق
مدح الله تعالى رسوله بحُسن خلقه فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].

وقد جعل النبي التفاوت في الإيمان بين المسلمين هو حُسن الخلق، حتى إن أحسنهم أخلاقًا هو أكملهم إيمانًا؛ روى البزار عن أنس بن مالك أن النبي قال:"إِنَّ أَكْمَلَ الْـمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَإِنَّ حُسْنَ الْـخُلُقِ لَيَبْلُغُ دَرَجَةَ الصَّوْمِ وَالصَّلاةِ"[3].

** ولذلك كان أحبَّ الناس إلى النبيِّ وأقربهم منه مجلسًا يوم القيامة أحسنُهم خُلُقًا، "إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَىَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّى مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا"[4].

** وكان حُسن الخلق أثقل شيء في الميزان يوم القيامة "مَا مِنْ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي الْـمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْـخُلُقِ"[5].

** وحسن الخلق أكثر شيء يُدخِل الناس الجنة "أَكْثُرُ مَا يُدِخْلُ النَّاسَ الْـجَنَّةَ تَقْوَى اللهِ وَحُسْنُ الْـخُلُقِ، وَأَكَثْرُ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ الْفَمُ وَالْفَرَجُ"[6].

بل إن النبي لخَّص كل مهمته في الدنيا في قوله: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ"[7].

"فكأنَّ الرسالة التي خطَّتْ مجراها في تاريخ الحياة، وبذل صاحبها جهدًا كبيرًا في مدِّ شُعاعها، وجمع الناس حولها لا تنشد أكثر من تدعيم فضائلهم، وإنارة آفاق الكمال أمام أعينهم، حتى يسعوا إليها على بصيرة"[8].

غاية الإسلام حسن الخلق
إن جمال الأخلاق الذي يصبغ الحياة بالجمال، والمعاملات مع الناس بالرحمة والبر والخير، هذا هو الغاية والمقصد الذي جاء به الإسلام، ولقي في سبيله النبي كل تلك العذابات والأخطار، وفُرضت لأجله الفروض، وسُنَّت لأجله السنن.

وهذه بعض النصوص القاطعة بهذا المعنى:

- {إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْـمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45].

- {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103].

- {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].

- "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ"[9].

- {فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْـحَجِّ} [البقرة: 197].

- قال رجلٌ: يا رسول الله، إنَّ فلانة يُذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنَّها تؤذي جيرانها بلسانها. قال: "هِيَ فِي النَّارِ". قال: يا رسول الله، فإنَّ فلانة يُذكر من قلَّة صيامها وصدقتها وصلاتها، وإنَّها تصدَّق بِالأَثْوَارِ[10] من الأَقِطِ[11]، ولا تؤذي جيرانها بلسانها. قال: "هِيَ فِي الْـجَنَّةِ"[12].

- "لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ، أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ، فَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ"[13].

وانظر وتأمَّل كيف يُقْسِم النبي ثلاثًا وعلى ماذا؛ فعن عن أبي هريرة أن رسول الله قال: "وَاللهِ لا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لا يُؤْمِنُ". قيل: من يا رسول الله؟ قال: "الَّذِي لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ"[14].

وهو هنا لا ينفي الإيمان عمَّن يؤذي جاره، بل عن الذي لا يأمن جاره من أذاه، إنه تعبير عن حُسن الخُلق لا عن الإيذاء؛ لأن الجار يأمن جاره أو لا يأمنه من مجمل ما يراه منه من أخلاق، والذي قصده النبي في هذا الحديث ليس من يؤذي جاره، بل الذي كانت أخلاقه لا تُطَمْئِن جاره فيأمن شروره.

تلك لفتة عظيمة لا يُعرف أن لها سابقًا في التاريخ، ولا في أفكار البشر، ونعم.. إنها دين الله، ووحي السماء.

ورسم النبي صورة لرجل من أمته كان يُصَلِّي وينفق ويصوم، ولكن أخلاقه لم تستقم، فأخبر أنه سيأتي يوم القيامة لا ليدخل الجنة بل ليدخل النار، يقول النبي : "أَتَدْرُونَ مَا الْـمُفْلِسُ؟". قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: "إِنَّ الْـمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ"[15].

إنه لم يحقق المعنى.. الغاية؛ "ربما قدر الطفل على محاكاة أفعال الصلاة وترديد كلماتها، ربما تمكَّن الممثل من إظهار الخضوع وتصنُّع أهم المناسك، لكن هذا وذاك لا يُغْنِيَان شيئًا عن سلامة اليقين، ونبالة المقصد"[16].

بهذا التوجيه، وبهذه التربية صاغت الحضارة الإسلامية جمالاً في الحياة، جمالاً يُعَبِّر عنه علماء الإسلام بقولهم: "الحَسَن الخلق من نفسه في راحة، والناس منه في سلامة، والسيئ الخلق الناس منه في بلاء وهو من نفسه في عناء"[17].

د. راغب السرجاني

[1] الحارث المحاسبي: آداب النفوس ص153.

[2] الغزالي: إحياء علوم الدين 1/263.

[3] أبو داود: كتاب السنة، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه (4682)، والترمذي (1162)، وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأحمد (7396)، وصححه الألباني، انظر: صحيح الجامع (1578).

[4] الترمذي: كتاب البر والصلة عن رسول الله ، باب ما جاء في معالي الأخلاق (2018)، وابن حبان (482)، وصححه الألباني برقم (1535) في صحيح الجامع.

[5] الترمذي: كتاب البر والصلة عن رسول الله ، باب ما جاء في حسن الخلق (2003)، وصححه الألباني برقم (5721) في صحيح الجامع.

[6] أحمد (9085)، والبيهقي: شعب الإيمان (4718)، وحسنه الألباني، انظر: السلسلة الصحيحة (977).

[7] أحمد (8939)، والحاكم (4221)، والبيهقي في السنن الكبرى (21301)، وصححه الألباني، انظر: السلسلة الصحيحة (45).

[8] محمد الغزالي: خلق المسلم ص7.

[9] البخاري: كتاب الصوم، باب من لم يدع قول الزور والعمل به في الصوم (1804)، وأبو داود (2362)، والترمذي (707).

[10] الأثوار: جمع ثور، وهي القطعة.

[11] الأقط: هو اللبن الجاف الجامد.

[12] أحمد (9673)، والحاكم (7304) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وابن حبان (5858)، وصححه الألباني، انظر: السلسلة الصحيحة (190).

[13] الحاكم: كتاب الصوم (1570) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. والبيهقي: السنن الكبرى (8096)، وابن خزيمة (1996)، وصححه الألباني، انظر: صحيح الجامع (5376).

[14] البخاري: كتاب الأدب، باب إثم من لا يأمن جاره بوائقه (5670)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب بيان تحريم إيذاء الجار (46).

[15] مسلم عن أبي هريرة: كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم (2581)، والترمذي (2418)، وأحمد (8016).

[16] محمد الغزالي: خلق المسلم ص11.

[17] الماوردي: أدب الدنيا والدين ص252.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saidabdallah.yoo7.com
 
الجمال الإنساني في حسن الخلق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الجمال الإنساني في سلامة الصدر وحب الناس
» لطائف الذوق المعنوي من الجمال الإنساني الأخلاقي
» الجمال الإنساني في التبسم وطلاقة الوجه والكلمة الطيبة
» سيرة الرسول والتآخي الإنساني
» الجمال في القرآن والسنة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احرار الاسلام :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: حضارتنا :: الجمال-
انتقل الى: