[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
حامد البيتاوي هو أحد أكبر المجاهدين الذين قدموا حياتهم خدمة للقضية الفلسطينية، فعاش من أجلها، ومات من أجلها أيضًا.
هو حامد سليمان جبر خضير البيتاوي (أبو حاتم)، الذي ولد بقرية بيتا في محافظة نابلس بفلسطين 1944م، وتزوج بمقدسيّة، وله منها من الأبناء ستة، وبنت واحدة، ومن الأحفاد تسعة عشر، وله من الإخوة والأخوات سبعة.
درس حامد البيتاوي الابتدائية والإعدادية في مدارس قريته، والثانوية في مدرسة الجاحظ بنابلس، وحصل على شهادة الثانوية العامة، القسم الأدبي عام 1964م.
تخرج حامد البيتاوي في كلية الشريعة بالجامعة الأردنية، الفوج الأول عام 1968م، وتتلمذ على يد نخبة من المشايخ والعلماء كالدكتور فضل عباس، د. إسحاق الفرحان، د. إبراهيم زيد الكيلاني، الأستاذ يوسف العظم، وغيرهم.
حصل حامد البيتاوي على درجة الماجستير في الفقه والتشريع من كلية الشريعة بجامعة النجاح الوطنية بنابلس عام 1991م، وعمل في المحاكم الشرعية منذ تخرجه عام 1968م.
تدرج البيتاوي في الوظيفة كاتبًا، فرئيسًا للكتاب، ثم قاضيًّا شرعيًّا، ثم رئيسًا لمحكمة الاستئناف الشرعية في الضفة المحتلة، ثم عضوًا في المجلس الأعلى للقضاء الشرعي في فلسطين.
عمل البيتاوي مدرِّسًا ومحاضرًا في المدرسة الإسلامية الثانوية، وكلية الروضة، وجامعة النجاح الوطنية، وساهم في الصحوة الإسلامية المباركة في فلسطين.
حامد البيتاوي هو رئيس رابطة علماء فلسطين وخطيب المسجد الأقصى المبارك، وعضو بالعديد من الهيئات واللجان والجمعيات، كالهيئة الإسلامية العليا في القدس، وجمعية التضامن الخيرية، ولجنة زكاة نابلس، ولجان إنشاء المساجد، ولجنة التوعية الإسلامية، وغيرها من لجان الإصلاح.
انتخب حامد البيتاوي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني في دورته الثانية منذ عام 2006م، عن قائمة التغيير والإصلاح.
تتلمذ البيتاوي على يديه كثير من كبار الدعاة والقادة، أمثال الأستاذ الشهيد جمال منصور، الشيخ عبد الله نمر درويش، الشيخ رائد صلاح، وغيرهم.
أقدمت سلطات الاحتلال الصهيوني على فرض الإقامة الجبرية على حامد البيتاوي عام 1979م، ومنعه من مغادرة مكان سكنه في نابلس عدة مرات، ولعدة سنوات، ومنعته من السفر خارج الوطن.
وفي عام 1990م اعتقل الاحتلال حامد البيتاوي لمدة عام في سجون: النقب الصحراوي، والجنيد المركزي، والفارعة، أتمّ خلالها حفظ معظم كتاب الله تعالى، وقرأ وألّف العديد من الكتيبات داخل السجن.
وفي عام 1992م أُبعد البيتاوي إلى مرج الزهور بجنوب لبنان، مع 415 من إخوانه من المشايخ، والعلماء، والدعاة، والأطباء، والمهندسين، وغيرهم.
وفي عام 1998م، اعتقلته السلطة الفلسطينية لعدة أشهر؛ لمعارضته المفاوضات السلمية مع الاحتلال وإصداره "فتوى بتحريم التنسيق الأمني مع العدو المحتل".
وفي عام 2007م، أعاد الاحتلال اعتقاله مدة عام، بعد انتخابه في المجلس التشريعي ضمن الحملة التي استهدفت غالبية نواب ووزراء ورؤساء البلديات والمجالس المحلية، لقائمة التغيير والإصلاح في الضفة المحتلة.
وفي شهر مارس من عام 2009م تعرض لإطلاق نار في مدينة نابلس، وذلك أثناء خروجه من مسجد الأنبياء بالمدينة، حيث أصيب في قدمه اليسرى إصابة متوسطة.
أجرى عددًا من العمليات الجراحية، كان آخرها عملية "قسطرة" بالمستشفى العربي بنابلس، وعمليات أخرى لبتر أصابع قدميه لإصابته بمرض السكري.
يصارع المرض منذ أكثر من 20 عامًا؛ حيث أصيب بمرض السكري مما أدى إلى بتر عدد من أصابع قدميه، وأجرى عملية زراعة شبكية للقلب قسطرة بالعام 1995م، وتعرض بالعام الماضي لوعكة صحية مما اضطره إلى تلقي العلاج باستمرار، وأجرى خلال الشهرين الماضيين أربع عمليات بتر أصابع القدم وعملية شبكية.
أجرى حامد البيتاوي العملية الأخيرة وبقي يشعر بآلام بالقلب مما أخضعه لفحص آخر تبين أنه يعاني انسدادًا في ثلاثة شرايين بالقلب أحدها بنسبة 100% وثاني بنسبة 75% وثالث بنسبة 50%؛ مما نصح الأطباء بإجراء عملية قلب مفتوح بأسرع وقت ممكن.
دخل البيتاوي المستشفى وغرفة العمليات بمعنويات عالية وشد أزره أن تمتع بمنظر قبة الصخرة المشرفة التي بدت متجلية من نافذة غرفته، إلى جانب مواساته من قبل عدد من الزوار من أهالي القدس والداخل المحتل مثل الشيخ ناجح بكيرات، وعكرمة صبري، وإبراهيم الحمامي، إضافة إلى أهل زوجته المقدسية.
توفي شيخ الأقصى المجاهد حامد البيتاوي عن عمر يناهز 75 عامًا، وذلك أمس الأربعاء 4 إبريل 2012م.. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
المصدر: موقع إخوان أون لاين.