[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
انشغلت الجامعة العربية ومعها اللجنة الوزارية المكلفة لمدة أسبوعين أو أكثر في شكليات وجدال مع النظام الشبيحي حول البروتوكول (المقدس)، الذي سيكفل حماية الشعب السوري من الوحش الطائفي البعثي.
وما إن وقّع النظام البروتوكول في آخر لحظة حتى ظنت الجامعة العربية أنها حققت انتصارًا دبلوماسيًّا كبيرًا.
لا ألوم نبيل العربي، فهذا مبلغه من العلم، فهو لم يقض ليلة في حمص ولا في جبال إدلب؛ كي يدرك معاناة السوريين.
لكن الذي يجب على العربي أن يعلمه أن توقيع البروتوكول (المقدس) الذي هللت له الجامعة العربية لم يزد شعبي إلا قتلاً وموتًا؛ ففي أول يومين من توقيعه قتل النظام الطائفي أكثر من مائتين من أحرار شعبنا المسالم.
الأمر الذي لم يستطع السوريون أن يتفهموه، فرفعوا شعارات: رحم الله أيام المهل العربية، فقد كانت أرحم من أيام البروتوكول المقدس!
بعد توقيع البروتوكول ما فتئ نبيل العربي يرسل نصائحه المتوالية إلى المعارضة السياسية ويتهمها بأنها ليست ناضجة سياسية، ولا غرو فالمعارضة السورية الحرة -بما فيها من مفكرين وأساتذة جامعات عالميين- لم يتخرجوا من مدرسة الأنظمة العربية التي تخرج فيها نبيل العربي؛ ولذلك لم يفهم هو معنى إصرارهم على الحرية، فالرجل الذي عاش عمره كله عبدًا للأنظمة الدكتاتورية، لن يستطيع أن يدرك معنى بذل الروح من أجل الحرية.
الآن.. ثبت لكل ذي عينين ما كنا نقوله مرارًا وتكرارًا من أن الجامعة العربية واللجنة الوزارية ليس لديها رؤية واضحة لمنع إراقة الدماء السورية، بل يحق للشعب السوري أن يتهمها بالتواطؤ والعمالة للنظام الشبيحي بقصد أو بدون قصد.
ولذلك، فإنني أطالب المجلس الوطني السوري أن يتجاوز مرحلة الجامعة العربية ويتجه إلى الأفق الدولي الرحيب.
الشعب السوري يُقتل، والقاتل نظام نصيريٌّ حاقد عابث لم يمر في تاريخ الشام القديم والحديث شبيه له، ولن يزجره عن القتل إلا تركيع الشعب، وهذا ما لن يكون أبدًا.
لذا يجب على المجلس الوطني السوري الذي اختارته الثورة لتمثيلها أن يتجه هو -وبسرعة- إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة، وليترك خلف ظهره جامعة البروتوكولات العربية.
المجلس الوطني السوري الموقر: الوقت في سوريا كالسيف يقتل أبناء شعبنا، فعليكم بالتحرك السريع وإقامة الفعاليات المتواصلة في أوربا وأمريكا، فليس وراء العرب دواء.
المصدر: مدونة د. أحمد بن فارس السلوم.