[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
بعد مضي ستة أشهر على الثورة السورية المباركة، ووصولها إلى نقطة اللاعودة -كما يقولون- يضع كثير من الناس "سيناريوهات" مفترضة لسقوط النظام السوري.
بعض هذه الفرضيات موغل بالخيال، وبعضها قريب من الواقع، كلها تأتلف مع بعض في النهاية الحتمية للنظام الشبيحي، وإن اختلفتْ في الطريقة.
لكن الرسول الكريم قد بيَّن لنا طريقة سقوط هذا النظام وأشباهه من الأنظمة الفاسدة، كما سأذكره بعد قليل.
قد يعتري الإنسان لحظات من الضعف والقهر وهو ينظر في حجم الآلة العسكرية التي يستخدمها النظام السوري لقمع المتظاهرين السلميين في سوريا؛ فبعد ستة أشهر قد يظن بعضنا أن النظام السوري متماسك قوي غير آبه بما يحصل ولم تؤثر عليه انتفاضة شعبنا الأبيّ، ويقوي هذا الشعور لدى البعض العنجهية التي يظهر بها الشبيح الأول بشار الأسد في خطاباته، والضحكات التي يطلقها بملء فمه القبيح بين الجملة والأخرى..
مظاهر القوة هذه التي يحاول النظام أن يبرز بها نفسه، هي دليل على قرب سقوطه وزواله..
فقد قال -في الحديث المتفق عليه- وهو يبين سنة الله عز وجل في سقوط المنافقين والفاجرين، سواء كانوا أشخاصًا أو حكومات: "مثل المؤمن كمثل خَامَةِ الزرع يفيء ورقه، من حيث أتتها الريح تُكَفِّئُهَا، فإذا سكنت اعتدلت، وكذلك المؤمن يُكَفَّأُ بالبلاء. ومثل الكافر كمثل الأَرْزَةِ، صمَّاء معتدلة، حتى يقصمها اللهُ إذا شاء".
وفي لفظ آخر: "ومثل المنافق مثل الأَرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ على الأرض حتى يكون انجعافُها مرَّة واحدة".
وصدق سيدي أبو القاسم .. فحال الثوار المتظاهرين في سوريا لا يكاد يخرج عمّا ذكر في هذا الحديث العظيم، وحال النظام الشبيحي كذلك.
ومن هذا الحديث أنطلق معكم في رسم الصيغة النهائية التي سيسقط بها النظام الشبيحي..
فالمتظاهرون:
صبروا على البلاء عقودًا طويلة، ثم انتفضوا على الظلم والطغيان، وثأروا لدينهم وكرامتهم وأعراضهم، فتارة يخرجون بحشود لا يحصرها حاصر، ولا يعدها عاد، فإذا أنزل بهم النظام الشبيحي آلته العسكرية ورماهم بكل ما يملك من قوة، عادوا إلى منازلهم، فداووا جرحاهم، وشيعوا شهداءهم، وصبّر بعضهم بعضًا، واستعدوا لنزال جديد. فإذا انتقلت الآلة العسكرية عنهم عادوا كالليث الحرب، لا تزيدهم الجراحات إلا إصرارًا وعزيمة، وتلك آية من آيات الله في هذه الثورة السورية المباركة، وكم لله في ثورتنا هذه من آيات!
وأما النظام الشبيحي:
فهو يصول ويجول كالثور الهائج، غرته قوته العسكرية، وإملاء الله له، فهو قائم على قدميه يبطش بشعبنا الحر، لا يرقب فيهم إلاًّ ولا ذمة، ولا يعبأ بمناشدات العالم له، ولا يكترث بالعقوبات المفروضة عليه..
يحاول أن يظل صامدًا ويُظهِر للناس أنه كذلك، ولكنه في الحقيقة كالخشب المسندة، منخورة الجوف، آيلة السقوط، فإذا جاء أمر الله سقط متهاويًا متكسرًا كما تتكسر القداح.
إن سنة الله عز وجل في هذه الأنظمة أن تسقط سقوطًا ذريعًا وقويًّا كقوتها في الظلم والقتل، بل وسقوطًا مباغتًا للثوار، سيسقط هذا النظام وهو في أوج قوته وكبريائه؛ إذ تتداعى أركانه ركنًا ركنًا..
وبسرعة يتعجب منها الناس..
فالنظام الآن فيما يظهر للناس كالأرزة المجذية أي الثابتة المنتصبة المرفوعة الرأس التي لم تتأثر بما حولها، ولكن توالي الرياح عليها سيجعل انجعافها -أي انقلاعها- مرة واحدة..
ولعل في سقوط طرابلس بأيدي الثوار الليبيين مثالاً على الحالة التي سيسقط بها النظام السوري.
إنها سنة من سنن الله في خلقه.. متى هبت الرياح على الأرزة قلعتها مرة واحدة، ولكن على الرياح أن تستمر بالعصف والهبوب!!
لذلك على الثوار السوريين ألا ييئسوا من روح الله وفرجه، وأن يعلموا أنهم على مشارف ليلة يبيتونها ثم يصبحون وقد قام بهم البشير وهو ينادي: سقط النظام وانتصر الشعب.. وصدق الله وكذب بشار.
المصدر: موقع سوريون نت.