احرار الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

احرار الاسلام

منتده اسلامى سياسي و اخبار عاجلة
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 دولة الطائفية السياسية .. صنعة أمريكية ونكهة إيرانية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعيدعبدالله
Admin



عدد المساهمات : 1012
تاريخ التسجيل : 24/09/2012

دولة الطائفية السياسية .. صنعة أمريكية ونكهة إيرانية  Empty
مُساهمةموضوع: دولة الطائفية السياسية .. صنعة أمريكية ونكهة إيرانية    دولة الطائفية السياسية .. صنعة أمريكية ونكهة إيرانية  Emptyالسبت سبتمبر 29, 2012 10:24 pm

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]الطائفية منتج ثقافي يمثل أسوأ إفرازات العقل عندما يتحجر ويفقد صلته بنور السماء، تاريخها قديم موغل في القدم، ابتدعها يهود عندما زعموا أنهم شعب الله المختار، وأنهم أبناء الله تعالى وأحباؤه، عندما أطلقوا على غيرهم من الأمم والشعوب اسم "الأميين"، وأباحوا لأنفسهم فعل كل المحرمات والموبقات بحق غيرهم من الأميين؛ لذلك كان أول ظهور لفكرة الطائفية في الأمة الإسلامية على يد يهود أيضًا، فـ"عبد الله بن سبأ" اليهودي المتأسلم هو الذي أوجد بذرة الطائفية في العالم الإسلامي، فهو رائد فكرة التشيع الذي فرَّق به الأمة الواحدة.

والطائفية بدأت كفكرة لا تروج إلا على الموتورين والحاقدين والشعوبيين والمغفلين، إلا إنها ومع مرور الزمان وكثرة المصائب أصبحت مثل كرة الثلج التي ألقيت من على قمة الجبل فتدحرجت حتى صارت مثل الجبل الذي يكتسح كل شيء في طريقه، واكتوى بنارها العرب وغير العرب؛ فالحروب الكاثوليكية البروتستانتية شغلت أوربا لعدة قرون، كذا الحروب في أيرلندا الشمالية، ولقد كان العراق دومًا وعلى مر التاريخ البيئة الخصبة والمرتع السهل لتجليات الطائفية وتجاربها وتداعياتها..

العراق بلد لم يعرف الاستقرار إلا النذر اليسير أيام عز وقوة دولة الخلافة الإسلامية، كان دائم الاضطراب، كثير الثورات، متقلب المزاجات؛ وذلك بسبب كونه أكثر البلاد تلبسًا بالطائفية على مر العصور، وطائفية العراق طائفية من نوع خاص فهي طائفية متجددة لا تفتأ إلا أن تغيِّر جلدها كما الحرباء مع تغيُّر المعطيات ودخول أطراف جديدة في وصفتها السحرية وصنعتها الشيطانية؛ فطائفية العراق الأولى كانت يهوديَّة الصنع، ثم تلتها طائفية ملوك بني بويه ديلمية الصنع (نسبة إلى الديلم مسقط رأس بني بويه، وهو إقليم في إيران اليوم)، ثم تلتها طائفية المغول تتارية الصنع، ثم تلتها طائفية تيمورلنك تركية الصنع، ثم تلتها طائفية الصفويين إيرانية الصنع..

وآخر تجليات الطائفية في الحالة العراقية كانت طائفية المالكي المعروف بالطائفية السياسية، وهي إنتاج أمريكي إيراني مشترك، بطولة وتنفيذ شخصيات عراقية قتلها ضيق الأفق وأعمى بصيرتها الانحياز للطائفة، وأسالت لعابها المطامع والغنائم السلطوية.

بعض المفكرين أمثال الدكتور العلواني والمفكر برهان غليون وغيرهم يرون أن مصطلح الطائفية سياسي الأصل وبامتياز، وأن يوظف في صالح السياسية أكثر من غيرها، وهي عبارة عن حالة انتهاز سياسي من قِبل ساسة وأطراف بعينها تريد أن تصبغ أطماعها السياسية بالدفاع عن حقوق الطائفة أو العشيرة أو العرق أو الملة أو اللغة واللسان، وهو ما ينطبق فعلاً على نوري المالكي اليوم بالعراق.

فمصطلح الطائفية السياسية على أرض العراق اليوم هو صنعة أمريكية بنكهة إيرانية، والهدف منه والغرض من توظيفه هو عراق مهلهل باسم الفيدرالية، متناحر ممزق الأوصال باسم المحاصصة، خالٍ من النفوذ السني، خاضع للمشاريع الخارجية سواء من الشرق أو الغرب، وأعني إيران وأمريكا. الطائفية السياسية في العراق تقتات وتترعرع على أجواء الانفجارات والسيارات الملغومة ودماء الضحايا من كل جانب، باسم الحرب الطائفية والجرائم الطائفية، فلا بأس بإراقة بعض دماء الشيعة من أجل إراقة أضعاف أضعافهم من السُّنَّة ما دام سيمكِّن ذلك من مسك زمام الأمور واستلام السلطة.. وهكذا.

فالطائفية السياسية تخلق ثوابت منهجية في افتعال مستمر لوجود "بعبع" للتهديد وإثارة الهلع والرعب في الحياة العامة، وهو ما يساعد على الدفع باتجاه اللجوء في كل تفاصيل الحياة إلى الركون للفكر الطائفي.

ولنا أن نتخيل دولة العراق الجديدة التي يجري بناؤها اليوم على أساس الطائفية السياسية، ستكون "دولة" بلا مواطنة؛ إذ المواطن فيها تابع لحلقة أضيق بوضوح هي تبعيته لجهة طائفية، وهو قد لا يتبع حتى طائفته؛ لأن الطائفية السياسية تختزل المجموع في حزبها وفي زعامتها، وتضع هؤلاء بديلاً عن الجمهور، أي دولة المواطن الواحد والحزب السياسي الواحد، وبالتالي سيجد أتباع الطوائف الأخرى أنفسهم مدفوعين برغبة عارمة في الانفصال أو الاحتراب مع هذه الدولة؛ لإنشاء كيانات خاصة بهم، تحفظ كيانهم وهويتهم، في ظل رفض الدولة لاحترام باقي مواطنيها، وهم بالمناسبة الأغلبية وليسوا الأقلية، كما يعتقد ويروِّج الشيعة في العراق.

والأشد من هذا في ظل دولة الطائفية السياسية والذي يؤكد على انتهازية المصطلح وخساسة من يقوم على مشروعها اليوم في العراق، أن الصراع على السلطة قد امتد ليقع بين أطراف وأحزاب ومنظمات ومليشيات شيعية فيما بينهم على غنيمة الحكم وزمام السلطة، وأبرز تجلياته صراع علاوي وهو شيعي علماني مع المالكي وهو شيعي انتهازي، وكلاهما رؤساء أكبر كتل سياسية في العراق اليوم، أما آخر تجلياته كان الصراع المحتدم بين مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري ذي النفوذ الكبير في بغداد ومحافظات الجنوب، وقيس الخزعلي زعيم مليشيات عصائب الحق والمنشق عن التيار الصدري منذ سنة 2004م، والذي سبق وأن أشرنا إلى نشأته وتطوره وصراعه مع التيار الصدري في مقالة سابقة بعنوان (صراع فئران قم)..

ففي تصريح لوكالة فرانس برس عن بيان صدر من المكتب الصدري في بغداد، وصف فيه مقتدى الصدر الخزعلي وعصائب الحق: "بأنهم مجموعة من القتلة لا دين لهم، يعشقون الكراسي والمناصب الدنيوية". وذلك بعد أن أعلنت العصائب عن نيتها إلقاء السلاح والانخراط في العملية السياسية، وقد كشف البيان الصدري عن طلب مقتدى الصريح من إيران إلجام طموح الخزعلي السياسي وقطع التمويل عنه؛ حتى يعود إلى القيادة الموحدة للتيار الصدري والممثلة في شخصه، وهذا الهجوم العنيف ليس له أي مبرر سوى التخوف من المنافسة السياسية.

الأوضاع اليوم في العراق تسير نحو الهاوية، في ظل إصرار المالكي على طائفيته السياسية التي تقضي على مفهوم الدولة والوطن العراقي، فالأمور تسير بقوة نحو الانشطار والتمزق والفيدرالية غير الراشدة، ولو نجح مخططه الخبيث في تكريس قيام دولة الطائفية السياسية في العراق فستشهد المنطقة توترات إقليمية غاية في الخطورة تمتد آثارها لتشمل دول المنطقة جميعها، وستكون دول الخليج أكبر الأطراف تضررًا من العراق الجديد!

لذلك كان من المتعين عليها أن تضع حدًّا لهذا المشروع الخطير، وتبدي قدرًا أكبر من الإحساس بالمسئولية نحو مستقبل المنطقة؛ لأن مع عراق ممزق ومنقسم، ومن قبله سودان ممزق ومنقسم، سيدخل مخطط أمريكا السري بتمزيق الكيانات الكبرى في المنطقة لدول صغيرة حيز التنفيذ الفعلي، وسنجد مصر مقسمة، وليبيا مقسمة، والجزائر مقسمة، وطبعًا درة التاج وأيقونة الأطماع "السعودية" مقسمة؛ فالمشاريع في الأدراج، والسودان والعراق على الجرار، فهل من معتبر؟!

المصدر: موقع مفكرة الإسلام.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saidabdallah.yoo7.com
 
دولة الطائفية السياسية .. صنعة أمريكية ونكهة إيرانية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مجازر الطائفية في سوريا والعراق !!
» قراءة في الأزمة السياسية المصرية
» الدبلوماسية العراقية وفحيح العصابات الطائفية
» الدلالات السياسية لفوز قطر بتنظيم المونديال
» الدولة الصفوية بين الطائفية والعمالة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احرار الاسلام :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: ملفات ساخنة :: واقعنا المعاصر-
انتقل الى: