احرار الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

احرار الاسلام

منتده اسلامى سياسي و اخبار عاجلة
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 المسمار الأول في نعش تقسيم العراق !!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعيدعبدالله
Admin



عدد المساهمات : 1012
تاريخ التسجيل : 24/09/2012

المسمار الأول في نعش تقسيم العراق !!  Empty
مُساهمةموضوع: المسمار الأول في نعش تقسيم العراق !!    المسمار الأول في نعش تقسيم العراق !!  Emptyالسبت سبتمبر 29, 2012 8:59 pm

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]

تقسيم العراق أضحى اليوم حقيقة ميدانية ملموسة ومسألة وقت؛ فوطن تقوده الطائفيات هكذا نهايته.

كلمة الرئيس الكردي مسعود بارزاني في مستهل أعمال المؤتمر الثالث عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني، والتي دعا فيها إلى حق تقرير المصير للشعب الكردي وإلى تفعيل المادة 140 من الدستور العراقي، أي اعتبار محافظة كركوك محافظة كردية الهوية والانتماء والسيطرة, لم تكن مجرد كلمة روتينية في اجتماع سياسي بروتوكولي وتقليدي, بل إنها منهاج عمل استراتيجي أعلن رسميًّا بوجود القيادات العراقية الجديدة التي جاءت بعد احتلال العراق، وهروب القيادة البعثية التافهة السابقة. وهذه القيادات العراقية الجديدة هي ضعيفة وأضعف من الضعف ذاته، ووجودها في السلطة مستمر أساسًا بسبب حماية قوات الاحتلال والرعاية الإيرانية المباشرة، وحالة التشطير والانقسام الطائفي المريضة السائدة حاليًا بقوة.

والسيد بارزاني يعلم جيدًا بأن تحالفه الكردي هو اللاعب الأقوى والأهم في العراق حاليًا, وهو بمنزلة صانع الملوك وحامي العملية السياسية الكسيحة أصلاً, ومركز القرار الاستراتيجي من حيث التعامل مع مراكز القرار الدولية المسئولة عن الحالة في العراق! وهي حالة مريضة وكسيحة وعامرة بمختلف العلل والأمراض الوراثية أو المكتسبة الجديدة, والقيادة الكردية بالتالي قد استفادت كثيرًا من دروس التاريخ القريبة والبعيدة، واستطاعت -بسبب سذاجة القيادات العراقية العربية وقلة حيلتها وهوانها على نفسها وعلى الناس- أن تصبح الرقم الصعب في المعادلة العراقية؛ حيث تقدمت بالمبادرات الترقيعية الأخيرة التي ساهمت في حلحلة أزمة تشكيل الحكومة العراقية، رغم التنازلات الهائلة التي قدمتها القائمة العراقية، ونجاح نوري المالكي بالتجديد لولايته وهو في وضع مهلهل.

القيادة الكردية تمارس بشكل محترف أساليب التكتيك وصولاً إلى تحقيق الهدف الاستراتيجي الواضح، وهو استقلال كردستان التام وانفصالها عن العراق بشكل نهائي، ووفقًا لترتيبات الرؤية التقسيمية لبعض الجماعات والأحزاب الشيعية العراقية التي تدعو لإقامة الأقاليم الطائفية، أو بالأصح الكانتونات الطائفية الدينية المتخلفة ذات الطبيعة العشائرية المهترئة بقيمها المتخلفة وبرجالها وقياداتها الأشد تخلفًا من التخلف ذاته!

وهي مشاريع تقسيمية مشبوهة تلتقي استراتيجيًّا مع مشاريع التشطير والتقسيم التي تجتاح العالم العربي من أقصى المغرب مرورًا بجنوب السودان وشمال وادي النيل، حيث محاولات الفتنة الطائفية في مصر وصولاً لتكسيح وتقسيم الخليج العربي، من دون أن نتجاهل ما يجري في لبنان وحيث التمهيد لحرب أهلية مدمرة جديدة تصب نتائجها في صالح حكام طهران!

لقد نجحت القيادات الكردية في استثمار حالة الفراغ القيادي العراقية، وتمكنت من تحصين مواقعها عبر المشاركة الفاعلة في الوضع العراقي الجديد والهيمنة على مراكز الثروة والسلطة، إضافة إلى العوائد المالية المستحصلة من ميزانية الدولة المركزية وقدرها 17% غير استثمار البترول والغاز في كردستان لصالح حكومتها المحلية من خلال الشركات النرويجية والدولية الأخرى، ومن دون التنسيق مع وزارة النفط المركزية! غير أمور أخرى في وزارات الدفاع كرواتب البيشمركة المقتطعة من موازنة الدفاع والداخلية، حيث إن الحمايات الكردية والامتيازات الخاصة لها تفوق الوصف, غير السيطرة على وزارة الخارجية العراقية! وأمور وملفات أخرى.

المهم أن القيادات الكردية عرفت كيف تتعامل مع الوضع الجديد الذي صبَّ في صالحها مقابل تخلف الحركة السياسية لعرب العراق، وانغماسهم في صراع الطوائف والملل والنحل، تاركين الأكراد يشقون طريقهم وبشكل منسجم مع الأجندة الدولية. وبرغم الرفض الكردي لاعتبار "حق تقرير المصير" حالة انفصالية! إلا أن الرائد لا يكذب أهله, وهذا الشعار المرفوع ليس سوى المسمار الأول لنعش تقسيم العراق الذي ابتدأت خطوطه الأولى وملامحه التفصيلية بالتشكل التدريجي، مع أنه خطة موضوعة ومعروفة سبق لصدام حسين نفسه أن أعلنها على الملأ عام 1980م، حينما قال بأن هناك مشروعًا لتقسيم العراق لثلاث دول سنية وشيعية وكردية!!

والغريب أن نظام صدام ذاته هو من وفر الذرائع الأساسية لتحقيق ذلك المخطط؛ فتقسيم العراق ليس بالأمر الجديد أبدًا, فهذا الملف كان الحاضر الدائم في مناقشات السياسة الأمريكية والغربية وحتى الإسرائيلية، وهو مخطط لا تتوقف مؤشراته وتفاصيله على العراق فقط، بل إنه يشمل ملفات خطيرة كبرى منها تقسيم الجزيرة العربية والمملكة العربية السعودية ومصر والسودان، وصولاً إلى المغرب الأقصى وحيث تنتزع صحراؤه وتعاد حكاية اضطهاد الأمازيغ، وتشجيع حركة الانفصال في الشمال (الريف)!

وجميع هذه المخططات أمور ومخططات تقسيم وتشطير خبيثة تصاغ مفرداتها ضمن إطار يافطات حقوق الإنسان والإصلاح والتغيير الديمقراطي، وحيث يدس السم في العسل، وتصاغ الخطط المستقبلية بشكل تدميري مؤطر، ومثلما يحدث في العراق الذي تحول اليوم إلى عالة إقليمية وليس لحالة إشعاع ديمقراطي وتنويري كما هو مفترض شكليًّا بعد أن هيمنت التيارات والقوى الظلامية على الموقف، بفعل تخلف المجتمع العراقي وسيادة الأفكار العدمية والدينية والطائفية المتخلفة والمستهلكة، وبما يفاقم من حالة التخلف ويمنع الانطلاقة الحضارية التي كانوا بها يبشرون وبعكسها يعملون.

الدولة الكردية في العراق حقيقة قائمة وما ينتظر الأكراد حدوثه حقًّا هو نهاية الحكم الديني في إيران، وتغيُّر المعادلة في تركيا عبر إضعاف جنرالات الجيش التركي، والتخلص من الإرث الأتاتوركي للانطلاق في تأسيس الكيان الكردي المستقل الذي يظل مثالاً لحالة العبث الدولي المريبة.

إن تقسيم العراق أضحى اليوم حقيقة ميدانية ملموسة ومسألة وقت ليس إلاَّ؛ فوطن تقوده أحزاب طائفية متخلفة لا بد أن تحل عليه اللعنات ويواجه المصير الأسود المعد له سلفًا في مطابخ السياسة الدولية التي لا تعرف الرحمة... فهنيئًا لقادة التخاذل والطائفية المريضة وهم يمهدون الطريق لضياع العراق بالكامل.

المصدر: جريدة السياسة الكويتية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saidabdallah.yoo7.com
 
المسمار الأول في نعش تقسيم العراق !!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إلى إيران .. هنيئا لكم العراق !!
» التصعيد الإيراني المستمر ضد العراق
» العراق .. ثماني سنوات من الاحتلال والخراب والتهجير
» موضوعك الأول
» هلاك عمر سليمان .. عدو فلسطين الأول

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احرار الاسلام :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: ملفات ساخنة :: واقعنا المعاصر-
انتقل الى: