احرار الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

احرار الاسلام

منتده اسلامى سياسي و اخبار عاجلة
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 العراق .. ثماني سنوات من الاحتلال والخراب والتهجير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعيدعبدالله
Admin



عدد المساهمات : 1012
تاريخ التسجيل : 24/09/2012

العراق .. ثماني سنوات من الاحتلال والخراب والتهجير  Empty
مُساهمةموضوع: العراق .. ثماني سنوات من الاحتلال والخراب والتهجير    العراق .. ثماني سنوات من الاحتلال والخراب والتهجير  Emptyالسبت سبتمبر 29, 2012 9:51 pm

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
المشهد العراقي اليوم مثخن بالجراح بلا حدود، وحجم ومساحة المحارق والمجازر المقترفة هناك على أيدي القوات الأمريكية ومرتزقتها يصل إلى مستوى هولوكوستي، فما جرى ويجري في عراق الرشيد لم يكتب في التاريخ، ولم تشهد له البشرية مثيلاً، وإن كانت المعطيات الماثلة اليوم تشي بذلك، فإن ما هو مخفي يبقى أعظم وأخطر؛ فهناك الدمار الشامل للمدن والبلدات والبنى التحتية، وهناك الاختطاف والنهب الشامل للتاريخ والتراث والحضارة، وهناك الإبادة المنهجية للثروات العلمية العراقية، بل هناك ما هو أبعد وأبعد، هناك الإبادة الجماعية والتهجير الجماعي القسري لملايين العراقيين، وهناك التشويه الجيني المنهجي لملايين الأطفال والأجيال.

الرئيس الأمريكي أوباما كان أعلن: "أن الولايات المتحدة أنهت رسميًّا مهامها القتالية في العراق"، و"أن الحرب وضعت أوزارها"، و"أن العراق قادر على "رسم مسار مستقبله"، ووزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس يضيف"قررت إدارة الرئيس أوباما منح الحرب في العراق مسمى جديدًا هو "عملية الفجر الجديد"، بعد أن كان يطلق عليها منذ الغزو 2003م "عملية تحرير العراق".

فأي فجر عراقي جديد هذا..؟! وما مضامينه..؟! وما هو حصاده على امتداد سنوات الاحتلال الماضية التي مهدت له؟!

وثائق كشف المستور
نزلت 400 ألف وثيقة ويكيليكسية سرية تتعلق بالحرب في العراق، تغطي الفترة بين الأعوام 2004 و2009م، فجأة كالصاعقة على رءوس جنرالات الجريمة، وكلها تتهم واشنطن وحلفاءها صراحة باقتراف جرائم حرب لا حصر لها ضد الشعب العراقي؛ لتشرح للعالم كله مضامين حصاد الفجر الجديد -المزعوم- بالأرقام والمعطيات والشهادات الدامغة التي من شأنها كلها مجتمعة أن تقدم جنرالات الإجرام إلى محكمة الجنايات الدولية، لو أن العالم جَدَّ جِدّه وتحمَّل مسئولياته الأممية الأخلاقية..!!

تقول بعض التعليقات: إن الوثائق كشفت عن "فضيحة العصر وعار الولايات المتحدة الأمريكية"، واعتبرت "أكبر تسريب في التاريخ لوثائق سرية عن حرب ما زالت رحاها تدور... وتواطؤ شامل ما بين الداخل والخارج"، ونائب رئيس الوزراء البريطاني -السابق- نك كليج، يصفها بـ"أنها خطيرة جدًّا، موضحًا في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية: "أعتقد أن مضمونها خطير جدًّا".

فما فعلته وثائق ويكيليكس كما يقال إنها "كشفت المستور" من المحارق والمجازر الهولوكوستية التي اقترفتها القوات الأمريكية البريطانية الغازية وحلفاؤها بحق العراق؛ شعبًا وحضارة وتاريخًا وعروبة وحاضرًا ومستقبلاً.

ولكن ما فعلته الوثائق أيضًا على أهميته وأبعاده القانونية والأخلاقية أقل بكثير من الحقيقة الصارخة التي تخيم على المشهد العراقي برمته في مدنه وبلداته وقراه.. وعلى كل بيت وكل عائلة عراقية؛ فالمخفي والمسكوت عنه هناك على امتداد المساحة العراقية أعظم وأخطر..!!

فنحن أمام نحو ثماني سنوات من الاحتلال والمحارق والدمار والخراب والتهجير والتفكيك والشطب والإلغاء يتوجونها اليوم بما يطلقون عليه "الفجر الجديد" في العراق.

الحصاد العراقي حسب الشيخ الضاري
وفي المضامين الحقيقية للفجر العراقي الجديد، نستحضر شهادات الشيخ المجاهد الحارث الضاري، الذي جاب العالمين العربي والإسلامي دونما كلل، شارحًا حقائق المشهد العراقي، فاضحًا قوات الغزو وعملاءها على جرائمهم بحق العراقيين، ولعل تلك الشهادة التي قدمها الشيخ الجليل خلال محاضرة له في مجمع النقابات الأردنية يوم 22-3-2010م من أبلغ الشهادات حول حجم ومساحة الجريمة الاحتلالية في العراق، إذ قال: "وقع العراق فريسة للاحتلال، ومنذ ذلك الوقت وهو يمر في دوامة، الكل يقتل وينهب ويدمر ويعيث في أرض العراق فسادًا.. سبع سنوات والعراق من سيئ إلى أسوأ، ومن حلقة سوداء إلى حلقة أكثر سوادًا.."، مضيفًا: "فَقَد العراق أكثر من 1.5 مليون شهيد، وأكثر من مليون معتقل دخل سجون العراق في ظل الحكومة الحالية، ولم يخرج منهم إلا العدد القليل.. فأين هم؟ هل انتقلوا إلى رحمة الله نتيجة التعذيب..؟!"..

مردفًا: "هناك جيش من الأرامل وملايين من اليتامى، وملايين من المهجرين خارج العراق.. وملايين أخرى من المهجرين داخل العراق في الخيام منذ أكثر من خمس سنوات... يفتقدون إلى كل مقومات الحياة في دولة هي من بين أغنى دول العالم.. عشرات الآلاف يسكنون اليوم في بيوت من القش في جنوب ووسط العراق على النفايات.."، مشيرًا إلى وجود "نحو 160 سجنًا كبيرًا وصغيرًا"، مستخلصًا: "هذا هو العراق الجديد الحر المثالي.. العراق الجريح القتيل المدمر المنهوب المسروق الذي تجري أنهار من دماء أبنائه يوميًّا.. إن الوضع أسوأ مما كان عليه في أي وقت مضى.. والأيام القادمة تحمل في طياتها أحداثًا جسامًا".

فهل هناك يا ترى شهادة أبلغ وأعمق وأشد وضوحًا وتأثيرًا من شهادة الشيخ المجاهد الضاري...؟!

تدمير منهجي لمؤسسات التعليم
وعلى نحو يتكامل مع المجزرة المفتوحة، تعرض الوطن العراقي منذ الاحتلال عام 2003م وما يزال، إلى هجوم شامل واسع النطاق يهدف إلى تدمير بنيته التحتية الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية... ومن أخطر عناوين هذا الهجوم التدميري ما يتعلق بعمليات اغتيال منهجية ضد صفوة العلماء والأكاديميين العراقيين؛ إذ يتضح من هويات العلماء أنهم من ذوي تخصصات متنوعة (علوم، طب، هندسة، زراعة، تاريخ، جغرافية، علوم دينية، واللغات)، فهناك في العراق "كلما كانت درجتك العلمية أكبر فأنت مستهدف أكثر، وإذا كنت أستاذًا جامعيًّا فإن حياتك على كف عفريت، أو كف ملثم يحمل بندقية".

وكتب الصحفي البريطاني المشهور روبرت فيسك في هذه الكارثة قائلاً: "يشعر منتسبو الهيئات التدريسية في جامعات العراق بوجود مخطط لتجريد العراق من علمائه وأكاديمييه؛ لاستكمال تدمير الهوية الثقافية للعراق في أعقاب احتلاله عام 2003م".

وقالت المصادر نقلاً عن تقارير صادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية: "إن 74% من العلماء والأكاديميين تعرضوا للتصفية الجسدية، بينما بقي حوالي 26% تحت وطأة التهديد المستمر، ويحاول الكثير التغاضي عن تلك الإحصاءات والأرقام، فيما تبادر جهات مسئولة بتكذيب تلك الإحصاءات الصادرة عن جهات متخصصة". وتشير تقديرات جامعة الأمم المتحدة إلى أن 84% من مؤسسات التعليم العالي قد حرقت أو نهبت أو دمرت، علمًا بأن النظام التعليمي في العراق كان الأفضل في المنطقة، وأن أهم ثروات العراق كان المستوى التعليمي المتقدم لأبنائه.

فنحن هنا أمام عملية تدمير منهجي وتصفية منهجية لصفوة العلماء والمثقفين والمفكرين العراقيين في سياق حرب شيطانية تستهدف العلم والتعليم والثقافة والحضارة في العراق.

الاعتقال والتهجير
وفي السياق التدميري أيضًا تأتي سياسات الاعتقالات والتهجير والتجهيل والتفقير المنهجية التي تستهدف إعادة الشعب العراقي إلى القرون الوسطى كما خططوا..

فعن معسكرات الاعتقال والتهجير الجماعي في العراق، أكدت نقابة المحامين العراقيين وجود السجون السرية، وقالت: إن مئات الضباط الكبار والعلماء العراقيين ما زالوا محتجزين لدى القوات الأمريكية منذ الغزو، ولا يعرف أحد مصيرهم".

ووفق الشهادات المختلفة، فإن العراق يعتبر عمليًّا أكبر معسكر اعتقال جماعي على وجه الكرة الأرضية.

إلى ذلك، وفي مسألة التهجير الجماعي القسري للعراقيين، قال الكاتب العراقي عبد الواحد الجصاني في صحيفة الخليج: "إن التهجير القسري لخمسة ملايين عراقي هو من أكثر جرائم هذا الاحتلال البربري خسّة"، مضيفًا "في البدء لا بد من تأكيد حقيقة أن التهجير القسري للعراقيين ليس ناتجًا عرضيًّا غير مقصود من نتائج الاحتلال، بل هو جزء مركزي من مشروع الاحتلال الأمريكي الهادف إلى نزع هوية العراق العربية وتقسيمه إلى دويلات طوائف".

تفشي الأمية في العراق
إلى كل ذلك، وبعد أن كان العراق أعلن عن القضاء على الأمية عام 1991م، كشف مسئولان عراقيان عن "تفشي الأمية في العراق"، واتفق كل من الناطق باسم وزارة التربية وليد حسن ورئيس لجنة التربية والتعليم في البرلمان علاء مكي في حديثين منفصلين للجزيرة نت على "أن الأمية خطر يهدد المجتمع العراقي".

وأكد الناطق الإعلامي لوزارة التربية وليد حسن "أن حجم الأمية في العراق يبلغ بحدود 25% إلى 30%، مشيرًا إلى وجود إجراءات لمعالجة هذا الواقع".

وعزا حسن ظاهرة تفشي الأمية إلى جملة أسباب هي "الحروب وفترة الحصار السابقة إبان حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، إضافة إلى الأوضاع الأمنية المتدهورة وتهجير ملايين العراقيين، ما دفع الكثير من أبناء العائلات الفقيرة إلى ترك الدراسة والبحث عن عمل لتوفير لقمة العيش، وهو السبب نفسه الذي تسبب بتسرب الآلاف من الأطفال من المدارس"، وأوضح "أن آخر تقديرات رصدت في الفترة بين 2008 و2009م تشير إلى وجود خمسة ملايين أُمِّيّ في العراق أكثر من 60% إلى 65% منهم من النساء، وأكد أن تقديرات العام 2010م تفيد أن هذا العدد ازداد كثيرًا، وتجاوز سبعة ملايين".

عشرة ملايين فقير بالعراق
وذكرت دراسة أكاديمية أعدها أستاذ في جامعة بابل "أن نحو عشرة ملايين عراقي يعانون الفقر، وهو ما يقارب ثلث سكان البلاد الذين تجاوز عددهم 32 مليون نسمة، حسب إحصاءات لوزارة التجارة العراقية"، وأضافت الدراسة -التي أعدها أستاذ العلوم التربوية والنفسية بجامعة بابل الدكتور عبد السلام جودت، ونشرت تفاصيلها صحيفة الصباح العراقية- "أن هذا العدد مرشح للارتفاع مستقبلاً".

ونبهت على أن "شريحة الشباب التي يعول عليها في بناء البلد كانت هي الأكثر تضررًا؛ لأنها تعاني من الفراغ والبطالة بعد أن انحسرت أمامها فرص العمل"، مضيفة "أن غالبية الشباب تشعر أن المستقبل أمامهم مجهول، وأن هذا الوضع زاد من الأسباب المؤدية إلى انحراف بعضهم".

وتقول الدراسة: إن "ما يقارب عشرة ملايين مواطن يعانون من الفقر ويعيشون في ظله ويتأثرون بثقافته وينتجون سلوكياته، وفقًا لهذا التأثر ويبتعدون بواسطته عن المشاركة والحراك الاجتماعي".

وعن الإعاقات والعاهات كذلك فحدث...!

فمن نتائج الغزو الأمريكي للعراق أيضًا منذ العام 2003م، أنه أدى إلى "إصابة نحو ثلاثة ملايين عراقي حتى الآن بإعاقات مختلفة في وقت تواجه فيه الحكومة العراقية صعوبة بإعادة تأهيل هؤلاء الأشخاص، وتقديم الخدمات الطبية لهم" (رويترز 22/1/2010م).

لتصبح أجيال العراق في المحرقة العراقية المفتوحة بلا سقف أو حدود...!!

12 ألف حكم إعدام بالعراق
إلى كل ذلك، قالت وزيرة حقوق الإنسان بالعراق وجدان ميخائيل لصحيفة الصباح العراقية: "إن المحاكم العراقية أصدرت 12 ألف حكم بالإعدام في السنوات الخمس الماضية، وإن أغلبها نفّذ وفقًا لتقرير لمنظمة العفو الدولية 21/7/2010م".

من جهة أخرى، حذر نائب سابق في لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب من "احتمال وجود حالات إعدام أكثر من العدد المعلن عنه". وقال الدكتور محمد الشيخلي مدير المركز الوطني للعدالة: "إن المتابع للشأن العراقي لا تصدمه هذه الأرقام، "فهي رسمية"، مشيرًا إلى" وجود معتقلات سرية في العراق تتم فيها عمليات الإعدام بعيدًا عن الإحصاءات الرسمية".

وقال الشيخلي: "إن المعدل يشير إلى إعدام سبعة مواطنين يوميًّا"، مشيرًا إلى "أن قانون السلامة الوطنية يساعد على اعتقال الأشخاص وفقًا لما سماها الشبهات "حيث يجري التحقيق معهم في ظروف استثنائية".

كما اعتبر الشيخلي الذي كان يتحدث من لندن "أن الحكومة العراقية تتبع السياسة الإيرانية في هذا الصدد, ورفض الربط بين تسارع وتيرة أحكام الإعدام وتدهور الأوضاع الأمنية قائلاً: "إن معايير العدالة واحدة، ويجب أن تطبق في أي ظرف".

الغزو حطم العراق
وفي ضوء هذا المشهد العراقي كتب الكاتب الأمريكي توم إنجلهارت قائلاً: "إن العراق شهد العنف والفوضى في ظل الاحتلال الأجنبي وأثناء تواجد القوات الأمريكية على أراضيه"، ودعا الكاتب إلى "الاعتراف بأن العراق غارق في الفوضى في الوقت الراهن، وأن البلاد تحطمت واحترقت، وأن الأمريكيين لم يفعلوا شيئًا لإنقاذها بالرغم من إنفاق مليارات الدولارات بدعوى إعادة الإعمار، وأن الولايات المتحدة عجزت عن تلبية حتى الاحتياجات الأساسية للشعب العراقي في بعض الأنحاء المهمة من العراق مثل تزويده بالماء والكهرباء".

بغداد المدينة الأسوأ في العالم
وليس ذلك فحسب، فقد وضعت مؤسسة ميرسر البريطانية للاستشارات الإدارية بغداد في نتائج مسح أجرته في ذيل قائمة تتعلق بجودة المعيشة، إذ لا تزال الحياة اليومية صعبة في العاصمة العراقية حيث يؤدي النقص الشديد في المياه والكهرباء إلى زيادة الأعباء على الشركات والسكان، وبات صوت مولدات الكهرباء باهظة الثمن التي تعمل بوقود الديزل من ثوابت الحياة اليومية، وأصبح منظر أسلاك الكهرباء المتشابكة مألوفًا في أحياء بغداد.

وذكر وليام وردة رئيس منظمة حمورابي لحقوق الإنسان، أنه لم يفاجأ بالتقييم الضعيف لبغداد.

وقال وردة: "بلا شك لا نستغرب أن تكون بغداد على رأس قائمة أسوأ العواصم بالعالم، حقيقة أنا أقول هذا ليس تجنيًا على بغداد لكنها هذه حقيقة، هناك انهيار للبني التحتية منذ 2003م وإلى اليوم، ولا نتلمس هناك جهودًا حثيثة للنهوض بواقع البلد، هنالك أزمة الكهرباء.. أزمة مستديمة ويمكن أن تقول: هي أزمة أزلية، وهناك موضوع المجاري والنفايات، النفايات ترمي في الساحات وفي الشوارع".

وأجبر العنف آلاف العراقيين على الفرار من منازلهم واللجوء إلى مبان حكومية تعرضت للقصف يعيشون في غرف خاوية دون مياه أو كهرباء أو صرف صحي أو أماكن للتخلص من القمامة. وقال وردة: "المواطن العراقي ليس ملاحقًا فقط بالمفخخات والقتل وملاحق بالأوبئة التي تأتي نتيجة هذه النفايات والتلوث البيئي وعدم الاهتمام، بل هو محاط بوضع سيئ بغض النظر عن الحالة الأمنية السيئة حيث القتل والدمار والتهجير. ولكن أيضًا شوارعه وأزقته والمياه ليست صالحة للشرب، كل هذه العوامل تؤثر على وضعه الصحي".

وتابع أن القضية ليست في القمامة ولا تداعي البنية الأساسية فحسب، بل في نقص التعليم أيضًا.

وقال في هذا الإطار: "الموضوع ليس فقط النفايات والشوارع، هناك نقص في الثقافة المجتمعية. ليس هنالك توعية للمجتمع بأن يحافظ على نظافة المدينة. كما تعلم بأن النظافة هي جزء من الثقافة؛ ثقافة المجتمع. وهذه الثقافة حقيقة نجدها في بغداد غريبة، لم تكن بغداد هكذا. أنا أعتقد عملية النهوض بالعملية تحتاج إلى جهد كبير يسهم فيه الجميع، ليس الحكومة فقط لكن منظمات المجتمع المدني".

فأي عراق سيد ومستقل يبقى..؟!
وما يفاقم الكارثة العراقية أن هذه الأوضاع لن تتوقف وفقًا لرؤية الخبراء والمحللين، إذ استبعد المحلل الاستراتيجي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أنتوني كوردسمان "أن تستقر الأوضاع في البلد المحتل قبل العام 2012م، إن لم يكن 2015م".

بل أبعد وأخطر من ذلك، فإن منهجية التدمير الشامل لبنية الدولة العراقية أسفرت حتى الآن عن حجم هائل ومروع من الدمار والإبادة الجماعية، ما "يحتاج إلى قرون لمسح آثار الحرب"، كما أعلنت وزيرة البيئة العراقية السابقة في باب "أقوال مأثورة" مع حمدي قنديل في برنامج قلم رصاص.

فما يجري هناك شاهدناه وتابعناه بالبث الحي والمباشر...!

قال الشعب العراقي كلمته الفاصلة، وأسمع صوته للعالم كله..

ويبقى الأجدر والأشرف في هذا المشهد أن تقول الدول والشعوب العربية بدورها كلمتها، وأن تتحمل مسئولياتها القومية والتاريخية...!

وأن يقول المجتمع الدولي أيضًا كلمته الصريحة في وجه جريمة وفضيحة العصر..!!

ونتساءل في ضوء كل ذلك: أيُّ عراق سيد ومستقل يبقى...؟!

نحن عمليًّا أمام عراق منزوع السيادة والاستقلال والحرية، مثخن بالجراح الطائفية والمحاصصات السياسية الفئوية..

يحتاج العراق للخروج من محنته وعتمته نحو فجر جديد حقيقي، إلى لملمة نفسه وقواه وطاقاته الوطنية والعروبية.. بعيدًا عن الفتنة الطائفية الخبيثة التي لا تبقي ولا تذر.

المصدر: جريدة الدستور الأردنية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saidabdallah.yoo7.com
 
العراق .. ثماني سنوات من الاحتلال والخراب والتهجير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التصعيد الإيراني المستمر ضد العراق
» تحرير القدس بعد 92 سنة من الاحتلال
» الجزائر بين الاحتلال والتحرير
» إلى إيران .. هنيئا لكم العراق !!
» المسمار الأول في نعش تقسيم العراق !!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احرار الاسلام :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: ملفات ساخنة :: واقعنا المعاصر-
انتقل الى: