[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
المرأة ليست نصف المجتمع –كما يزعم البعض- إنها المجتمع إلاَّ قليلاً!
كيف لا وهي التي تنجب, وهي التي تربي, وهي القدوة والمثل الأعلى؛ تبث الأمل في النفوس, وتغرس الثقة واليقين في نصر الله للمؤمنين, وتُعِدُّ الجيل الصحيح الذي يجابه الأخطار, ويَصُدُّ العدو, ويَعِي ما يُحَاكُ بالأمة من مؤامرات؛ ليتحرك على بصيرة, تحركًا فاعلاً قادرًا على إعادة بناء أمة الخير التي اصطفاها الله من بين الأمم.
ثم بعد ذلك كله, تقدم المرأة المؤمنة أبناءها لله؛ تقدمهم مجاهدين, وعلماء, ومفكرين, ومربين, ومهنيين, وعاملين في كل مجالات الحياة؛ تقدِّمهم لله؛ لترتفع معهم وبهم إلى أعلى عليين في الجنة, {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69].
هذا دورها الذي حباها الله به, وفطرها عليه, وهو سبحانه يعلم الغيب ويقدر الأمور, ويختار للتكليف من يناسبه {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} [القصص: 68].
والنساء المؤمنات منذ صدر الإسلام, ما فَرَّطْنَ في واجباتهن, وما تَقَاعَسْنَ عن مَهَامِهِنّ, وَكُنَّ رَبَّانِيَّاتٍ بحق, صَدَقَ فِيهِنَّ قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146].
ومن أهم أدوار المرأة تجاه قضية فلسطين, ما يلي:
أولاً: إعداد جيل صحيح وواع :
من أهم الواجبات المنوطة بالمرأة إعداد جيل ملتزم بتعاليم دينه, واعٍ بما يحاك لأمته من مؤامرات, عالِم بتاريخ أمته؛ انتصاراتها وهزائمها, والعوامل التي قادت إلى الانتصار, والأسباب التي أدَّت إلى الهزائم, وعليها في ذلك:
- تبسيط القضية الفلسطينية لأبنائها منذ طفولتهم؛ بمثل حكاية: رجل غريب دخل البيت وسرق لعبتك, ماذا سيكون إحساسك؟ ثم أخذ في التمادي, وأخذ حاجياتك, وتمادى ونام في حجرتك يفعل فيها ما يشاء, ولا يسمح لسواه بالدخول إليها, أو التصرف فيها إلاَّ بالطريقة التي حددها, ثم تمادى وسرق البيت, ثم الحي, ثم البلدة.
- تعليم الأطفال وتوعيتهم, وإطلاعهم على الوضع, وتعرية الحقائق, وبيان العدو الذي يتربَّص بنا, وبث روح الجهاد فيهم؛ لينشأ جيل واعٍ لما يدور حوله.
- ضرب الأمثلة من التاريخ الإسلامي, وبصفة خاصة توحيد عماد الدين زنكي ونور الدين محمود وصلاح الدين للأمة؛ الذي كان إيذانًا بالنصر في حطين, وتحرير المسجد الأقصى وفلسطين كلها.
- قصّ الأم على أبنائها -منذ نعومة أظافرهم- حكايات عن الخير والشر, وأن أهل الخير أو أصحاب الحق متمسِّكُون به, وأن الغلبة لهم في نهاية القصة, والأفضل أن يكون أبطال هذه القصص من الحيوانات؛ لأنها تستهوي الأطفال أكثر من غيرها.
- تعريف أبنائها بوطنهم, وتاريخه, وقصص أبطاله؛ والاستعانة في ذلك ببعض اللوحات, أو القيام بتمثيل هذه القصص معه, واستخدام الوجوه المرسومة بالألوان, وبعض الملابس البسيطة التي تمثل بعض الشخصيات, وعرض أفلام الكرتون التي تعزز حكايات هذه البطولات.
- حرص الأم مع الأب على متابعة النشرات الإخبارية, دون حث الأولاد على ذلك, ثم مناقشة القضية على مسمع من الأولاد.
- حكاية قصص الفاتحين المسلمين, والأطفال الشجعان على مرِّ التاريخ.
- الاهتمام بقراءة عناوين الصحف, ومناقشة الأبناء فيها.
- تشجيع الأب والأبناء على زيارة بعض الأماكن التاريخية, التي تدعو للفخر بتاريخ المسلمين, وهي في كل بلد؛ مثل: قلعة صلاح الدين الأيوبي في القاهرة, المسجد الأموي في دمشق, المسجد السليماني في تركيا, قلعة الكرك في الأُردن, ومسجد قرطبة في الأندلس وأسوار إشبيلية وأسوار طليطلة.. وغيرها الكثير في شتى أنحاء العالم.
- تشجيع الأم لأبنائها من الشباب على القيام بدور فعال في دعم القضية الفلسطينية, ومشاركتهم في كافة الفعاليات المقامة لنصرتها, والتخلِّي عن الخوف المفرط عليهم.
- بيان الأم لأبنائها, ما أعدَّه الله للشهيد من خيرات في الآخرة, ينتفع بها هو وأهل بيته, وأن الشهادة هي أقرب الطرق إلى الجنة, وأن مواكب الشهداء ليست جنائز, وإنما مواكب عرس وفرحة, يزف فيها الشهيد إلى الحور العين, ويسبقنا بها إلى الجنة.
- تعليق علم فلسطين كنوع من أنواع الزينة.
- بسط خريطة فلسطين واضحة للعيان, ورسم دائرة -مثلاً- حول المدن المقاومة, أو التي يكثر خروج الاستشهاديين منها.
- ارتداء الشال الفلسطيني واستخدامه في الزينة.
- تعليق رسوم الأطفال الخاصة بفلسطين على الحائط في حجراتهم.
- سماع الأناشيد الحماسية التي تدعو إلى المقاومة, والتي فيها ذكر لبطولات الفلسطينيين.
- مناداة الأطفال -كنوع من الدعابة- بأسماء الأبطال الفلسطينيين؛ مثل: يحيى عيَّاش, أحمد ياسين.. أو بأوصاف الشجاعة والإقدام؛ مثل: جهاد, سيف المقاومة.
- الإجابة المبسطة عن سؤال الأبناء: لماذا يحدث كل هذا؟! لأن المسلمين بعدوا عن دينهم, وتفرَّقوا, وتَفَرَّقَتْ بهم السبل فكان ما كان, وسبيل التحرير أن نعود إلى الله ونتمسك بالقرآن, ونتبع الرسول .
ثانيًا: تفعيل المقاطعة وشرحها للأبناء :
- استخدمي سلاح المقاطعة لكل ما هو أمريكي, أو بريطاني, أو يهودي, فقد ثبتت فعالية هذا السلاح وأثره على أعدائنا, وإن لم تَجِدِي إلاَّ بَديلاً أقلَّ جودة فلا تَنْسَيْ أن مَنْ ترك شيئًا لله عوضَّه الله خيرًا منه[1].
- تذكَّرِي أن مفهوم المقاطعة لا يعني مقاطعة منتجات الأعداء الاستهلاكية فقط, بل يمتد ليشمل مقاطعة أي عمل إعلامي يدعو الأمة إلى الانحلال, أو المجون, أو الغفلة عن قضاياها؛ سواء كان من إنتاج الأعداء أو غيرهم.
وسيبقى الفاعل الرئيس في قضية المقاطعة هو المستهلك الفرد, فعندما يُحجم الفرد عن شراء سلع شركات تنتمي لدول مساندة للكيان الصهيوني, فسيجبر المستوردين على استبدالها بأخرى؛ للحفاظ على مكاسبهم.
فالمستهلك الفرد وربة المنزل بوجه خاص من خلال مشترياتها المحدودة عندما تُدَقِّق في مصدر السلعة وجنسيتها, وتُحجم عن شراء منتجات البلدان المؤيدة للصهاينة, سوف تساهم في نمو تيار شعبي رافض لشراء سلع تلك البلدان, وهو ما سينعكس حتمًا على مبيعات تلك الشركات بالأسواق العربية والإسلامية؛ مما يساهم في تدهور مبيعاتها, ويؤدِّي إلى زيادة معدلات البطالة في مجتمعها؛ مما يُسهم في دفع الرأي العام هناك للضغط على حكوماتهم لتغيير مواقفهم.
- شرح معنى المقاطعة للأطفال بأبسط الوسائل, والبحث عن البدائل, ولا مانع من التدرج مع الأطفال؛ حتى يعتادوا مقاطعة أي منتج لأعداء الأمة الإسلامية.
- الحرص على تربية الأبناء على الحرية, وعدم الوقوع في أسر أية عادة, أو سلعة أو منتج.
- ضرب المثل في تنفيذ المقاطعة بالأم والأب أولاً, دون فرض ذلك على الأبناء, على أن يتم فتح نقاش متعمد أمامهم - ولكن غير موجَّه لهم- بالعزم على هذه المقاطعة, فإذا أثار هذا الحوار فضولهم, وسألوا عن السبب فعليكِ بتوضيح الأمر لهم على الفور.
ثالثًا: نشر القضية في الأوساط النسائية :
من أهم الواجبات التي تتفرَّد بها المرأة, وتُعتبر ثغرة يصعب سدُّها, نشر القضية في الأوساط النسائية؛ وذلك لصعوبة وصول العلماء والدعاة لكافة هذه الأوساط, بينما تحاور المرأة المرأة؛ فلتَعْتَبِر المرأة نفسها سفيرة للقضية الفلسطينية, وسائر قضايا المسلمين لدى كل من تعرفه من النساء, ومن ذلك:
- المساهمة في الإعلام والتوجيه بالضوابط الشرعية؛ وذلك عن طريق المحاضرات للنساء, وتأليف الكتب والأشرطة والمطويات, والمساهمة في الموسوعات الثقافية والنشرات العلمية, فضلاً عن استفادتها من معطيات العصر الحديثة كالإنترنت لخدمة دعوتها.
- عدم الاستهانة بأي جهد مهما صغر؛ فكبير الجبال من الحصى.
- إرسال الرسائل بالهاتف المحمول لمعارفكِ؛ لتذكيرهم بالدعاء والمقاطعة نصرةً لإخوانهم في فلسطين.
- إنشاء المدوَّنات الإلكترونية لدعم غزة, والمشاركة في المدونات المميزة بالتعليقات والنشر.
- نشر صور ومقاطع فيديو تكشف جرائم الصهاينة بحق المدنيين خاصة الأطفال.
- ترجمة الأخبار إذا كُنْتِ تُتْقِنين إحدى اللغات الأجنبية, وإرسالها للمجموعات الإلكترونية الأجنبية عبر البريد الإلكتروني؛ للمساهمة في محو التعتيم الإعلامي, والتضليل الذي يمارسه الإعلام الصهيوني والغربي على شعوبهم بخصوص فلسطين, وحقيقة ما يجري بها من مجازر.
رابعًا: تربية الأبناء على حب فلسطين :
قضية فلسطين قد لا تنتهي في جيل واحد, وينبغي التأكُّد من أن الأجيال المقبلة تحمل همَّ موطن القبلة الأولى, وأنهم لن يُعامِلوا الفلسطينيين بعنصرية؛ كونهم لاجئين, كي لا نشارك في هذا الوضع؛ وسبيل ذلك:
- ربط الطفل بالمسجد الأقصى وُجدانيًّا وروحيًّا؛ عن طريق الصور, وإظهار الحُبِّ للمسجد؛ فهناك من الأمهات من تُعَوِّد أولادها الصغار 2 - 4 سنوات على تقبيل مجسم وصورة المسجد والقرآن قبل النوم, فالمجسد بين الحين والحين أمام أعين الأطفال, لا شكَّ له آثاره الإيجابية على ارتباط الطفل بالمسجد.
ثم مع التقدم في السنِّ يتمُّ تفسير مكانة المسجد؛ بشرح الآيات الواردة في أول سورة الإسراء, وشرح حديث النبي : "لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ"[2].
ثم يُطلب من الصغير التعبير عن شعوره وهو محروم من زيارة هذه الأماكن المقدسة, ويتم بعدها سرد بطولات الأطفال في مثل سنه ودفاعهم عن المسجد وعن الحرم.
- شراء صور وكتب تشرح الآثار الإسلامية وتاريخ المسجد الأقصى.
- توعية الأبناء -كل حسب سنه- بالقضية الفلسطينية والصراع الإسلامي الصهيوني؛ وذلك بالتركيز على:
1- جذور القضية.
2- تاريخ فلسطين القديم والحديث.
3- الأهمية الدينية والثقافية للأراضي الفلسطينية.
4- رد الشبهات المتداولة حول القضية الفلسطينية.
5- البعد الإنساني للقضية.
- عدم الخوض في التفاصيل الدقيقة, فالأهم هو ترسيخ عدد من المعاني المختلفة في أذهان ووجدان الجيل الجديد؛ التي من أهمها على سبيل المثال:
- الأخوَّة بين المسلمين والعرب.
- مشكلة فلسطين لا تخص الفلسطينيين وحدهم, "أُكلنا يوم أُكل الثور الأبيض".
- التضحية.
- الثقة بالله I.
- الإيجابية.
- دور العلم والتقدم العلمي في التفوق الصهيوني.
- المشاهدة الجماعية للأخبار, وشرح ما يحدث للأطفال وتوعيتهم بما يمكن أن نسميه بعالم السياسة.
- تشجيع الأبناء للتعبير عن أحاسيسهم عن طريق الرسم, القصص, الشعر ونشرها في مجلات الحائط في حجرات الدراسة بالمدرسة, أو في مكان بارز في غرفة تجمع الأسرة.
- الجلوس مع الأبناء خمس دقائق بعد كل صلاة للدعاء للإخوة في فلسطين, ويا حبذا لو نُعَلِّم الصغار دعاء القنوت على أن يُعايشوه مع الأم.
- الصيام يومًا؛ بهدف التقرُّب إلى الله تعالى؛ علَّه يتقبَّل دعاء الصائم بنصرة إخوة لنا في فلسطين.
- التركيز على قصص الشهداء والصحابة والتابعين, الذين جاهدوا وقَضَوْا نحبهم على هذه الأرض الطاهرة.
خامسًا: التواصل مع نساء فلسطين :
- الاتصال هاتفيًّا بأمهات الشهداء لشدِّ أزرهن.
- تكوين صداقات مع نساء فلسطينيات مقيمات في فلسطين.
- استخدام شبكة الإنترنت في التواصل مع نساء وفتيات فلسطين عبر المنتديات.
- إرسال رسائل بريدية وبالمحمول لأخواتك في فلسطين تدعمين صمودهن.
سادسًا: الجهاد بالحلي :
على المرأة أن تجاهد بمالها في سبيل الله, وهذا خير وقت لفعل ذلك, قال رسول الله : "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ, لاَ يَظْلِمُهُ, وَلاَ يُسْلِمُهُ, وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ, وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ, وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"[3].
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله : "مَنْ أَرَادَ أَنْ تُسْتَجَابَ دَعْوَتُهُ, وَأَنْ تُكْشَفَ كُرْبَتُهُ فَلْيُفَرِّجْ عَنْ مُعْسِرٍ"[4].
ومن ذلك:
- جهاد النفس على الإنفاق من أغلى الأشياء لدينا, يقول تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92], وقد ورد أن السيدة عائشة كانت تعطِّر الصدقة قبل إخراجها.
- إخراج نسبة محددة مما تمتلكه المرأة من حُلِيٍّ لفلسطين؛ الربع, أو الثلث, أو النصف.
- إطلاق حملات جبل الذهب على غرار ما فعلته نساء السودان, عندما تبرع العديد منهن بحليِّهن لمساعدة أهالي غزة, أثناء الحرب الصهيونية على غزة في أواخر ديسمبر 2008م, وقد نجحت هذه الحملة في التفاعل مع قطاع غزة نجاحًا كبيرًا[5].
- تشجيع الأطفال على إخراج شيء من مصروفهم في سبيل دعم الانتفاضة.
- تشجيع الأخوات, والصديقات, والقريبات على الجهاد بمالهن من أجل نصرة القضية الفلسطينية.
- عمل حصالة يوضع فيها ولو القليل من المال, أو إخراج جزءٍ من المال شهريًّا؛ حتى يتعوَّد كلُّ مَن في البيتِ على العطاءِ في سبيل الله ونصرة دينه, وأن تستعيض الأخت بالتبرعِ بالمال عن الحجِّ أو العمرة إن كانت قد قامت بهما قبل ذلك؛ لتكون هناك أولويات في حياةِ الناس.
سابعًا: تحديث أخبار فلسطين :
احرصي على التزوُّد بكل ما يخصُّ القضية الفلسطينية, وكوني مرجعًا لكل سائلة عنها.
- ليكن لديكِ دائمًا آخر مستجدات القضية الفلسطينية, وتكوني المسئولة عن توصيل هذه المستجدات إلى أسرتك وعائلتك وصديقاتك.
- تابعي وانشري أي إصدار يتحدث عن القضية الفلسطينية الكتب –الشرائط– البرامج التلفزيونية, وغيرها.
- وَثِّقي الأحداث بما لديك من موهبة شعر, قصة, رسم, وانصري الإسلام بالكلمة, وكوني مناصرة للمسلمين بالكلمة والرأي.
ثامنًا: المشاركة في الفعاليات النسائية لنصرة فلسطين :
- المشاركة في الندوات والمؤتمرات النسائية الهادفة إلى التعريف بالقضية الفلسطينية,
- التبرع بالدم لصالح ضحايا المجازر الصهيونية في فلسطين.
- تشجيع أسرتك وكل معارفك على التبرع بالدم لصالح الفلسطينيين.
- المشاركة في الجمعيات النسائية الراعية للمرأة الفلسطينية.
- المشاركة في الفعاليات الداعية للإفراج عن الأسيرات الفلسطينيات.
- المساهمة في إنشاء جمعيات تكفل أبناء شهداء فلسطين.
تاسعًا: بث روح الثقة واليقين بنصر المسلمين :
إن أخطر ما يمكن أن يتهدد المسلم في حياته, هو أن يستسلم للإحباط, ويسري اليأس إلى قلبه؛ والله يقول: {وَلاَ تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} [يوسف: 87].
فإذا نجحت آلة الحرب في حصد الرجال والنساء والرضَّع والبيوت, فكل ذلك يُعَوَّضُ بإذن الله تعالى, ولكنها لن تنجح في سرقة إيماننا بالله , ويقيننا فيه, وثقتنا الكلية في قضائه وقدره, فذلك هو الانهزام, وذلك ما يُعَوِّل عليه العدو؛ فاستشعري مسئوليتك واعملي على:
- بث روح الأمل في الأبناء والأسرة.
- نشر رُوح الثقة واليقين والثبات في صفوف النساء, ومن تلتقين بهن حتى تبقى جذوة الثبات مشتعلة في القلوب.
- القراءة والتَّحَدُّث عن النماذج المشرفة من نساء فلسطين؛ أمهات الشهداء والاستشهاديات, ونشر هذه النماذج.
عاشرًا: كوني قدوة :
كوني قدوة بين النساء في الالتزام بتعاليم الإسلام وبثقافة الفكر, قال الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ} [التوبة: 71].
ومن واجبات المرأة المسلمة القدوة:
- الانتباه إلى حقيقة الدول الغربية, بعد أن رأت مدى حقد الأعداء على الأمة الإسلامية, فلتنزع من نفسها أي إعجاب بهذه الدول, خاصة فيما يتعلَّق بتقليد الغربيات؛ سواء في أسلوب اللباس والزينة, أو رفع الشعارات الكاذبة حول تحرير المرأة وغيرها, بل عليها دحض هذه الأفكار والشعارات, وتفنيد مزاعم المرأة الغربية حول الحرية, وفضح الحالة التي وصلت إليها من التردِّي والسقوط.
- الاتعاظ بما يجري في الأراضي الفلسطينية من طغيان ودمار وتجبُّر؛ فالحياة لا تستقرُّ على حال, وقد تتبدَّل بين عشية وضحاها, فلنبادر بالتوبة إلى الله والالتزام بشريعته بكاملها دونما تأجيل ولا تسويف.
- التزام الجدية, والهمة العالية, والاهتمام بالتفوق العلمي, وعدم الالتفات إلى مظاهر الترف والميوعة, التي تفشَّت في المجتمع؛ قال عمر بن الخطاب : " تمعددوا واخشوشنوا واقطعوا الركب". أي تشبهوا بأبيكم معد, وليكن طعامكم ولباسكم خشنًا وخلقًا, وقوله: "واقطعوا الركب". ليثبوا على الخيل من الأرض[6].
- نصر الإسلام: انصري الإسلام في ذاتك وفي بيتك, فكما قيل من قبل: "أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم على أرضكم"[7]. وتذكري قول الحق : {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7].
- حاولي أن تتعمَّقِي في دراسة تاريخ القضية الفلسطينية.
- لا تستهيني بسلاح الدعاء؛ فهو قوة واعتصام بحبل الله المتين, وقد وصف الله تعالى أنبياءه بقوله: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90].
فكان الدعاء أحد أسباب نصرهم وتمكينهم, وحدَّث عبد الله بن أبي أوفى عن النبي , أنه دعا على الأحزاب فقال: "اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ, سَرِيعَ الْحِسَابِ, اهْزِمِ الأَحْزَابَ, اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ"[8].
فالتزمي وزوجك وأولادك بورد يومي من الدعاء والتضرُّع إلى الله بنصرة المسلمين وتحرير فلسطين بكاملها, والقنوت في كل الصلوات والدعاء على الصهاينة المعتدين.
وكلما كان الدعاء من قلب خاشع صادق كانت الإجابة أقرب, والتوجُّه إلى الله بصلاة الحاجة, والاستعانة بقيام الليل.
[1] لحديث رسول الله : "إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا للهِ إِلاَّ بَدَّلَكَ اللهُ بِهِ مَا هُو خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ". رواه أحمد 23124 وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح. وقال الهيثمي: رواه كله أحمد بأسانيد ورجالها رجال الصحيح. الهيثمي: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 11/207.
[2] البخاري عن أبي هريرة: أبواب التطوع, باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة 1132, ومسلم: كتاب الحج, باب لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد 1397.
[3] البخاري عن عبد الله بن عمر: كتاب المظالم, باب لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه 2310, ومسلم: كتاب البر والصلة والآداب, باب تحريم الظلم 2580.
[4] أحمد 4749, وقال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى إلا أنه قال: "من يسر على معسر". ورجال أحمد ثقات. انظر: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 4/156.
[5] موقع شبكة فلسطين للإعلام والدراسات: [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وانظر أيضًا: موقع إسلام أون لاين: [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
[6] انظر: ابن عبد البر: الاستذكار 8/325, وابن الجوزي: غريب الحديث 2/364, وابن قتيبة: غريب الحديث 1/278.
[7] من كلام الأستاذ حسن الهضيبي.
[8] البخاري: كتاب الجهاد والسير, باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة 2775, ومسلم: كتاب الجهاد والسير, باب استحباب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو 1742.