احرار الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

احرار الاسلام

منتده اسلامى سياسي و اخبار عاجلة
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 انتخابات الرئاسة الأمريكية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعيدعبدالله
Admin



عدد المساهمات : 1012
تاريخ التسجيل : 24/09/2012

انتخابات الرئاسة الأمريكية  Empty
مُساهمةموضوع: انتخابات الرئاسة الأمريكية    انتخابات الرئاسة الأمريكية  Emptyالسبت سبتمبر 29, 2012 9:27 pm

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
ملف انتخابات الرئاسة الأمريكية، يتناول مجموعة من المقالات والتحليلات والمتابعات والحوار الصحفي والبرنامج التلفزيوني والسيرة الذاتية للمرشحين، وفكر الحزبين والمرشحين من قضايا الشرق الأوسط، والقضية الفلسطينية، ووجهة نظر كلا المرشحين في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة العربية، والخلفية الأصولية المسيحية لنائبة جون ماكين السيدة سارة بالين، وحوار مع نهاد عوض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، حول رؤية الناخبين المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية حول الانتخابات الرئاسية، ويعرض الملف لنص البرنامج التلفزيوني (من واشنطن) حول طروحات المرشحين (أوباما وماكين) لمستقبل السياسة الخارجية الأمريكية.
خلفيات الحدث
وصلت انتخابات الرئاسة الأمريكية إلى المرحلة الحاسمة، واقتصر التنافس على المرشَّحين الديموقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين..
وكالعادة في انتخابات الرئاسة الأمريكية تفرض عدة قضايا داخلية وخارجية نفسها على الحملة الانتخابية، وفي هذه الانتخابات لا صوت يعلو فوق صوت الاقتصاد بين القضايا الداخلية، وبالنسبة للقضايا الخارجية فالأولوية للعراق والملف الإيراني.
وفيما يلي محاولة لرصد أبرز مواقف المرشحين ماكين وأوباما تجاه أهم القضايا الداخلية والخارجية:
الاقتصاد
ماكين:
يَعِدُ بتخفيف الأعباء الضريبية عن عائلات الطبقة المتوسطة، والحفاظ على تخفيضات الضرائب التي قام بها الرئيس جورج بوش. كما يعد بخفض الإنفاق الحكومي، وإصلاح أنظمة الرعاية الصحية والاجتماعية.

أوباما:
يعد بإعفاءات ضريبية تستهدف الطبقة المتوسطة لمساعدة أفرادها على مواجهة أعباء المعيشة، خاصة في ضوء ارتفاع الأسعار وعدم زيادة الأجور. كما يريد إلغاء الإعفاءات الضريبية التي قدمها جورج بوش للأغنياء. ويعد أيضًا بإصلاح نظام الرعاية الصحية، وإعادة التفاوض بشأن اتفاقيات التجارة الحرة.

العراق
ماكين:
صوّت في الكونجرس لصالح غزو العراق عام 2003م، وكان من أبرز مؤيدي خطة الرئيس جورج بوش لزيادة القوات في العراق عام 2007م.
يرى أن القوات الأمريكية يجب أن تبقى في العراق حتى تصبح القوات العراقية في وضع يمكنها من السيطرة على الوضع. ومن المتوقع في حالة وصوله إلى البيت الأبيض أن يسحب معظم القوات الأمريكية بحلول 2013م.

أوباما:
يقول: إن غزو العراق كان خطأ كبيرًا، وأثر سلبًا على جهود محاربة القاعدة في أفغانستان. عارض الحرب منذ البداية كما اعترض على خطة تعزيز القوات، ويؤيد وضع جدول زمني للانسحاب من العراق.
وعد بسحب جميع الوحدات المقاتلة من العراق خلال 16 شهرًا من توليه الرئاسة.

إيران
ماكين:
يطالب بالتركيز على تشكيل تكتل دولي لتصعيد الضغوط على إيران من خلال العقوبات الاقتصادي؛ لكي تتخلى عن برنامجها النووي.
يرفض استبعاد الحل العسكري لخيار لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، ويرفض المحادثات غير المشروطة مع طهران.

أوباما:
يفضّل تصعيد الضغوط الدبلوماسية على طهران. وأبدى استعدادا للقاء مسئولين إيرانيين دون شروط مسبقة.
ويرى أن طهران يمكن أن تغير سلوكها إذا قدمت لها حوافز. ولكنه في النهاية يرفض أيضًا استبعاد الخيار العسكري.

الأمن القومي الأمريكي
ماكين:
يقول: إن خبرته العسكرية تجعله مؤهلاً للتعامل بشكل أفضل مع قضايا الأمن القومي.
وقد وعد - وهو الأسير السابق خلال حرب فيتنام - بمنع أجهزة الاستخبارات الأمريكية من استخدام وسائل قاسية في استجواب المشتبه بهم، أو معاملتهم بشكل غير إنساني، أو إهانتهم.

أوباما:
يقول: إن سياسة بوش الخارجية زادت من المخاطر على أمن الولايات المتحدة.
يعد ببناء تحالفات لمحاربة الإرهاب، ويريد زيادة الإنفاق الحكومي على الأمن القومي، خاصة بتأمين أكثر الأهداف الأمريكية عرضة لهجمات إرهابية.

الرعاية الصحية للأمريكيين
ماكين:
ركز في حملته الانتخابية على سجله الحافل في دعم الرعاية الصحية لقدامى المحاربين.
ويفضل اتباع سياسة تعتمد على تقديم حوافز ضريبية؛ لتشجيع المواطنين على أن يكون لهم نظام تأمين صحي خاص بهم.

أوباما:
يؤيد وضع نظام تأمين صحي أكثر شمولاً يستفيد منه المواطن داخل وخارج البلاد، ولكنه لا يفضل أن يكون هذا النظام إجباريًّا إلا بالنسبة للأطفال.
يعد أيضًا بتخفيض نفقات الاشتراك في أنظمة التأمين الصحي، وعدم السماح للشركات برفض توفير التأمين الصحي، بناء على ظروف سابقة للمواطن.

الهجرة غير الشرعية
ماكين:
يشارك في دعم ورعاية مشروع قانون بالعفو عن جميع المهاجرين غير الشرعيين الموجودين حاليًا داخل الولايات المتحدة.
ويطالب بتسوية أوضاع العاملين بصورة غير قانونية داخل الولايات المتحدة، بحيث يأخذون دورهم في طريق الحصول على الجنسية الأمريكية. ويؤيد في الوقت نفسه تشديد إجراءات الأمن على الحدود الأمريكية.

أوباما:
يطالب بتشديد إجراءات الأمن على الحدود مع المكسيك بصفة خاصة, ويدعو أيضًا إلى تشديد العقوبات على من يوظفون مهاجرين غير شرعيين.
ويرى أيضًا أن تسوية أوضاع العاملين بصورة غير قانونية، ومنحهم الحق في السعي للحصول على الجنسية يجب أن يتم بعد أن يدفعوا غرامات.

التغير المناخي
ماكين:
يقول: إن التغير المناخي يمثل خطرا حقيقيًّا مدمرًا. يرى أن بلاده يجب أن تبحث مسألة الانضمام إلى خطة لخفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري، بشرط انضمام الهند والصين.

أوباما:
يريد تخفيض انبعاث الغازات في الولايات المتحدة بنسبة 80% بحلول عام 2050م. يريد أن تقود الولايات المتحدة جهدًا دُوليًّا لمواجهة ظاهرة التغير المناخي.
ويعد باستثمار 150 مليار دولار خلال السنوات العشر القادمة؛ لتمويل جهود البحث عن مصادر الطاقة النظيفة.

الإجهاض
ماكين:
كان في الماضي مؤيدًا للإجهاض، ولكنه الآن يطالب بإلغاء حكم شهير للمحكمة العليا عام 1973م يجيز قانونيًّا الإجهاض.
وقد أيد عام 2007م قرارًا بحظر الإجهاض في مرحلة متأخرة من الحمل، وهو يعد بمساعدة الولايات التي تشجع التبني.

أوباما:
يرى أنه يجب منح الثقة للنساء ليتخذن بمحض إرادتهن قرار الإجهاض بالتشاور مع الأطباء والعائلات ورجال الدين.
وقد رفض حكم المحكمة العليا الذي أيد قرار حظر الإجهاض في مرحلة متأخرة من الحمل.

أوباما أم ماكين.. هل هناك فرق؟!
د. عصام العريان
تابعتُ كما تابع الملايين حول العالم مسلسل الانتخابات الأمريكية منذ انطلاقته في الانتخابات التمهيدية التي كانت ضارية بالنسبة للديمقراطيين، وانفعلتُ مع الآخرين بظاهرة أوباما، الذي جسد حلم ملايين الأمريكيين من السود في خطوة مهمة نحو اكتمال الحصول على الحقوق المدنية والسياسية بوصول الشاب أوباما إلى بطاقة الترشيح لأول مرة في تاريخ أمريكا لشباب من أصل إفريقي.

وتابعت مع الملايين المناظرات الثلاثة التي فاز بها أوباما بطلاقته ووسامته وسرعة بديهته، وأخطاء الحزب الجمهوري ومرشحه ماكين، وكانت آخرها منذ أيام، ولم يحقق ماكين المعجزة، ولم يقع باراك أوباما في الخطأ القاتل، وبذلك حافظ على تقدمه الكبير بحوالي 15 نقطة قبل أقل من ثلاثة أسابيع على يوم الانتخابات الثلاثاء الأول من نوفمبر، والتي بدأت بالفعل في بعض الولايات تصويتًا، وكذلك في خارج أمريكا للمواطنين بالخارج.

وقد ساعدت عوامل كثيرة على زيادة فرص أوباما في الفوز بهذه الانتخابات، رغم تخوف البعض من عنصرية الأمريكيين البيض، التي يحاولون إخفاءها، وبذلك لا يطمئنون إلى نتائج استطلاعات الرأي التي خدعت سابقًا مرشحين سودًا لمناصب أقل أهمية من منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، الذي سيتولى القيادة العامة لأقوى جيوش العالم، ويُعَيِّنَ قاضيًا أو اثنين في المحكمة العليا الأمريكية ويختارهما وفق ميوله السياسية في الغالب.

ولقد كان لافتًا للنظر في المناظرة الأخيرة تنصُّل المرشح الجمهوري جون ماكين من الرئيس الحالي جورج بوش الابن، إلى درجة أنه قال لمنافسه: "إذا كنت تريد منافسة بوش فقد كان عليك أن تترشح قبل أربع سنوات.. أنا لست جورج بوش". وهكذا تهرب الفئران من السفن الغارقة، ولم يعد المرشحون الجمهوريون للكونجرس ولحكام الولايات ولمنصب الرئيس يحرصون على الارتباط بالرئيس، أو دعوته إلى مؤتمراتهم الانتخابية؛ وفي ذلك دلالتين مهمتين:

الأولى: عدم قدرة الإدارة الأمريكية على التأثير في مجرى الانتخابات أو التصويت؛ مما يدلل على نزاهة العملية الانتخابية ونضجها إلى حد ما، على الأقل في هذا الشأن.
الثانية: الفشل الذريع الذي مُنيت به سياسات بوش خلال السنوات الثماني العجاف؛ التي دُمِّرت فيها مصداقية أمريكا - إن كان لها مصداقية - ودُمِّر اقتصادها قبل رحيله، وأفقدها مكانتها التي كانت لها، وذهبت أحلامها في استمرار انفرادها بقيادة الدنيا أدراج الرياح، مع ما دمرته من بلادنا وأزهقته من أرواحنا، وصدق الله العظيم }لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{(الروم: من الآية 41).

يتوقع الكثيرون أن يفوز باراك أوباما في هذه الانتخابات لأسباب عديدة؛ كان آخرها تفجر الأزمة الاقتصادية الكارثية التي ألمت بالاقتصاد الأمريكي، ثم انتقلت إلى الاقتصاد العالمي كله، وبدأت في القطاع المالي والمصرفي، ثم انتشرت إلى مفاصل الاقتصاد العيني بصورة سريعة؛ مما أدى إلى دخول الاقتصاد في حالة كساد وركود، وبدأ آلاف الأمريكيين يفقدون وظائفهم وتتوقف استثماراتهم الصغيرة والمتوسطة بعد إفلاس بنوك وشركات تأمين وتسريح عمال وموظفين في شركات كبرى عملاقة.

لم يحدد اتجاه التصويت مجرد شعور الأمريكيين بفشل الإدارة الجمهورية الحالية بقيادة الثنائي الإجرامي (بوش- تشيني) في إدارة الاقتصاد وانحيازهم إلى سياسات مدمرة كان جوهرها: زيادة الإنفاق الحكومي الفيدرالي، زيادة النفقات العسكرية الباهظة في حروب استباقية قادوا إليها الأمريكيين مغمضي العيون باسم "محاربة الإرهاب"، وكذلك الانحياز إلى خفض الضرائب عن كبار المستثمرين ورجال الصناعة والمال؛ الذين تجاوزت دخول بعض كبار المديرين منهم 70 مليون دولار سنويًّا.

بل كان العامل الحاسم هو اقتناع الجمهور الأمريكي بأطروحات أوباما للخروج من الأزمة وإحداث التغيير المنشود في المستقبل القريب للتخفيض من آثار الكارثة، ثم التوجه إلى سياسات جديدة قد تعالج جوهر المشكلة التي لا يمكن فصل الاقتصاد فيها عن السياسات والعلاقات الدولية؛ حيث تكون أمريكا قائدًا شريكًا لأوربا محاورة للعالم من حولها، لا تشن الحروب بل تمنع وقوعها، وهو ما تريده أوربا والعالم الآن، كما قررت قمة الاتحاد الأوربي الأخيرة، وذهب ساركوزي إلى أمريكا ليقنع الإدارة الحالية بعقد مؤتمر دولي قبل نهاية العالم الحالي لوضع ملامح نظام اقتصادي عالمي جديد ومراجعة اتفاقيات بريتون وودز، وما نشأ عنها، وإرساء ضوابط جديدة للنظام المالي والنقدي والمصرفي في العالم كله.

يركز أوباما على مخاطبة الجمهور الأمريكي بواقعية جديدة، ويحصد تأييدًا داخليًّا متزايدًا، حتى في ولايات كانت محسومة للجمهوريين منذ عقد مثل فرجينيا، وقد حصل على تأييد واسع قبل ذلك في أوربا، ونجحت جولته الخارجية في إزالة ما حاولوا إلصاقه به من عدم الخبرة، واختار مرشحًا لمنصب نائب الرئيس له خبرة عالية في العلاقات الدولية بايدن؛ في خطوة ذكية، بينما فشلت محاولة ماكين في اجتذاب أصوات النساء بترشيح سارة بالين.

شعار حملة "أوباما" هو التغيير الذي يحتاجه، وإذا نجح أوباما واستقرت له الأمور وأكمل مدة أو مدتين فقد يضع أمريكا على منعطف جديد في السياسات الداخلية والخارجية على السواء، والتحدي الحقيقي أمامه هو: هل تسمح له المؤسسة الحاكمة بالوصول أو الاستمرار في الحكم؟ وإذا استطاع الفوز- وهو الغالب - فهل يقدر على تنفيذ حزمة السياسات التي طرحها؟ وهل تنجح هذه السياسات الاقتصادية والاجتماعية والدولية في إحداث التغيير الذي يرفعه أوباما كشعار جذاب لحملة انتخابية؟

شعار التغيير يجذب ملايين الشباب، خاصة الرافضين لسياسات بوش المتطرفة، ولكنه يقاوم من جانب عوامل ضغط كبرى: في نفسية الأمريكيين العنصرية، وانتشار الروح المحافظة داخل المجتمع الأمريكي، وزيادة نفوذ الإنجيليين الجدد (ويتردَّد أن قطاعات منهم تؤيد أوباما)، وسيطرة المجمع الصناعي العسكري على القرار الأمريكي.

إذا تغيرت أمريكا من الداخل، وهذا سيأخذ وقتًا طويلاً، فسيتأثر العالم كله بهذا التغيير كما حدث خلال القرن الماضي بخروج أمريكا إلى الحروب الأوربية وزيادة نفوذها العالمي بعد أفول الإمبراطوريات الاستعمارية القديمة؛ وبذلك بدا عهد الاستعمار الأمريكي الجديد بسياساته الناعمة والاقتصادية ثم العسكرية الخشنة.

هل سيكون هناك تغيير في سياسات أمريكا تجاه بلادنا وقضايانا؟ هل سيفي أوباما بوعوده للكيان العنصري الصهيوني باستمرار الدعم المتواصل، بل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف؟ أم أنها وعود ككل الوعود التي قدمها رؤساء سابقون؟ هل سيتوقف الدعم الأمريكي للطغاة والمستبدين في العالم الإسلامي؟

أسئلة يرددها الكثيرون، والأهم من الجواب عنها هو: ماذا نفعل نحن؟ فقد فعلها أوباما وحقق حلم ملايين الأمريكيين السود الذي أطلقه مارتن لوثر كنج في صيحته الشهيرة في التاريخ "لدي حلم" منذ أربعين عامًا، فهل توقفنا نحن عن مجرد الأحلام؟!

أوباما وماكين في ميزان المصلحة الإسرائيلية!
صالح النعامي
تبدي دوائر صنع القرار الإسرائيلية ومحافل التقييم الاستراتيجي في تل أبيب اهتمامًا بالغًا وغير مسبوق بالسباق المحموم بالفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وإن كانت إسرائيل ترى في الانتخابات الرئاسية الأمريكية دائمًا حدثًا استراتيجيًّا من الطراز الأول؛ لما للعلاقات بين تل أبيب وواشنطن من تأثير كاسح على كيانها ومستقبلها، فإن كل الدلائل تشير إلى أن نتائج الانتخابات القادمة سيكون لها تأثير غير مسبوق، ليس على العلاقة بين الطرفين فقط، بل على مستقبل إسرائيل ذاتها.

وسبب ذلك هو الملفات الخطيرة والضخمة جدًّا التي ترى إسرائيل أنه يتوجب عليها معالجتها، وهي تدرك أن هذه المعالجة تعتمد بشكل أساسي على التعاون الأمريكي أولاً وقبل كل شيء.

ولما كان الرئيس الأمريكي يتمتع بصلاحيات طاغية وشبه مطلقة في قضايا العلاقات الخارجية، فإن هذا شكّل عاملاً إضافيًّا، وما يزال، للاهتمام الإسرائيلي بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية. في نفس الوقت معروف أن أحد أهم بنود العقيدة الأمنية الإسرائيلية يقوم على ضرورة استناد الكيان الإسرائيلي إلى حليف قوي، وهذا ما حرصت عليه إسرائيل منذ تأسيسها وحتى الآن.

وأكثر من سواهما أهمية لإسرائيل، فإن هناك ملفين مهمين يتوجب أن تطمئن إلى وجهة نظر كل من المرشحين الديمقراطي والجمهوري إزاءهما، وهما التهديد النووي الإيراني ومصالح تل أبيب في التسوية مع الفلسطينيين.

أولاً: التهديد النووي الإيراني: لا خلاف أن دوائر صنع القرار ومحافل التقييم الاستراتيجي في إسرائيل ترى في المشروع النووي الإيراني أكبر تهديد يواجه إسرائيل حاليًا، ويدل على تلك الحقيقة توجيه إسرائيل جُلّ مواردها وقدراتها الاستخباراتية من أجل إحباط هذا المشروع، وما يدل على الخطورة التي تنظر بها إسرائيل للمشروع النووي الإيراني تحول رئيس جهاز الموساد "مئير دجان"، الذي تم تكليفه من قِبل الحكومة الإسرائيلية لمعالجة المشروع النووي الإيراني، إلى الشخصية الأمنية ذات التأثير الأكثر طغيانًا وتأثيرًا على بقية دوائر صنع القرار.

وتضع إسرائيل في حسابها مواجهة المشروع النووي الإيراني بالضغوط السياسية والاقتصادية (وهو ما تفضله)، والوسائل العسكرية. وفي كلتا الحالتين فإن دور الرئيس الأمريكي المقبل حاسم كما ترى إسرائيل، لا سيما وأنها منذ الآن ترى أنه من الصعب جدًّا أن تساهم الضغوط الاقتصادية والسياسية في دفع إيران للتراجع عن برنامجها النووي، خاصةً بعد الأزمة الجورجية الروسية، وتوفر المزيد من الأسباب التي تدفع روسيا لإظهار المزيد من التشدد إزاء الضغوط الهادفة لإجبارها على التصويت لصالح فرض عقوبات على إيران.

وهنا يتوجب التأكيد على أن إسرائيل ترى خطورة البرنامج النووي الإيراني، ليس في نجاح طهران في صنع قنبلة نووية فقط، بل أيضًا في مجرد حصول الإيرانيين على القدرات العلمية التي تمكنهم من تخصيب كمية من اليورانيوم تكفي لتصنيع قنبلة نووية في المستقبل، وبالتالي فإن إسرائيل ترى أنه حتى لو نجحت في ضرب المنشآت النووية الإيرانية بعد تمكُّن طهران من الحصول على القدرات العلمية والتقنية التي تؤهلها لتخصيب اليورانيوم بشكل كافٍ، فإن هذا يعني أنها لم تحقق شيئًا.

وفيما يتعلق بالعمل العسكري، ترى إسرائيل أن هناك سيناريوهين يتعلقان باستخدام القوة في إحباط المشروع النووي الإيراني: فإما أن تتولى المهمة الولايات المتحدة الأمريكية، أو إسرائيل. وبكل تأكيد فإن تل أبيب تفضِّل أن تقوم واشنطن بالمهمة؛ بسبب قدراتها العسكرية الهائلة.

ولا خلاف أنه من أجل إنجاز هذه المهمة تحديدًا، فإن إسرائيل تفضل فوز ماكين على اعتبار أن له مواقف ثابتة وراسخة من مسألة المشروع الإيراني تعود جذورها إلى الوقت الذي كان قائدًا برتبة جنرال، وكان مسئولاً عن التنسيق بين الجيش الأمريكي والكونجرس. ولدى النُّخب الحاكمة تقييم كبير لجدية ماكين في هذا الجانب أكبر من أوباما.

أمير أورن، المعلق العسكري لصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، يعتبر أن ماكين هو أفضل رئيس ممكن للولايات المتحدة لأن لديه رؤية أصيلة وثابتة حول الحاجة إلى إقامة تحالف دولي ضد ما أسماه بـ"الدول المارقة" أفضل من منافسه بدرجة أكبر. في نفس الوقت فإن هناك حالة من عدم الثقة تجاه أوباما، رغم كل ما قدمه من وعودٍ حاول بها استرضاء جماعات الضغط اليهودية وإسرائيل.

وفي مقال له نشر بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يقول أوفير بينيس، وزير القضاء الإسرائيلي السابق، الذي توجس وشكك في دوافع الحماسة التي أظهرها أوباما في إعلان التزامه بالعمل لمواجهة التهديدات التي تواجه إسرائيل، وذلك عندما ألقى خطابه أمام المؤتمر الأخير لمنظمة "إيباك"، أهم جماعات الضغط اليهودية: إن "من يتحدث بهذه الحماسة أمام اليهود كفيل بأن يتحدث خلاف ذلك في أماكن أخرى... علينا أن نتصرف بحذر أشد تجاه أوباما، وأن نفحص عميقًا نواياه بالنسبة لإسرائيل والشرق الأوسط".

من ناحيتهما، كتب الصحفيان ناحوم برنيع وشمعون شيفر مقالاً في صحيفة "يديعوت"، أكدا فيه أن مبعث قلق المنظمات اليهودية من أوباما يعود إلى جذوره "الإسلامية".

برنيع وشيفر قالا أيضًا: "أكثر ما يقلق قادة المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة أن يكون اسم والد مرشح للرئاسة الأمريكية "حسين"، من الممكن إجمال كل مخاوف اليهود وارتيابهم منه بجملة واحدة: باراك حسين أوباما ليس من جماعتنا".

وأشار كل من برنيع وشيفر إلى ما اعتبراه مظاهر الابتذال في خطاب أوباما أمام مؤتمر إيباك، والذي تعهد خلاله بالحفاظ على أمن إسرائيل وضمان تفوقها النوعي وحصولها على العتاد العسكري بشكلٍ يمكنها من مواجهة التهديد الإيراني، فضلاً عن تعهده بمواصلة خطة مبيعات الأسلحة لإسرائيل خلال العقد القادم والتي من المفترض أن تبلغ 30 مليار دولار، إلى جانب تعهده بمنح إسرائيل منظومة دفاعية ضد الصواريخ وفقًا لمعايير دول حلف الأطلسي، مؤكدين أنه "رغم كل ما وعد به أوباما، إلا أن قادة التنظيمات اليهودية وإسرائيل لم يرق لهما دعوة أوباما لإقامة دولة فلسطينية وتفكيك المستوطنات". وأضافا: "مشكلة أوباما أمام المنظمات اليهودية وإسرائيل هو وعده بالتفاوض مع الرئيس الإيراني".

لكن هناك معطيين آخرين يقلصان هامش المناورة أمام دوائر صنع القرار في إسرائيل؛ حيث إن هناك دلائل متزايدة على تفوق أوباما كما تعكس ذلك استطلاعات الرأي العام الأمريكية، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإنه حتى لو فاز ماكين المتحمس للقضاء على المشروع النووي الإيراني، فإن هناك شكوكًا كبيرة إن كان في ظل هذه الظروف سيظل مستعدًّا لضرب إيران كما تريد تل أبيب، وذلك بفعل الأزمة المالية الخانقة، وبفعل الضغوط التي يمارسها قادة الجيش الأمريكي الذين يرون أن أي هجوم على إيران سيهدد التواجد الأمريكي في العراق، فضلاً عن بروز المعضلة الأمريكية في أفغانستان بكل قوة.

من هنا، فإنه من الأهمية الإشارة إلى ما يشدد عليه عدد كبير من المعلقين الإسرائيليين بأنه في كل ما يتعلق بالمشروع النووي الإيراني، فإن هناك الكثير من المؤشرات التي تؤكد أن إسرائيل معنية بمحاولة توجيه ضربة عسكرية لذاك المشروع في الفترة الممتدة بين إجراء الانتخابات الأمريكية وقبل تسلُّم الرئيس الجديد مقاليد الأمور في البيض الأبيض، وذلك اعتمادًا على تفاهم مع إدارة الرئيس بوش، على اعتبار أن بوش لن يتضرر من هذه الضربة التي تأتي بعد تحديد هوية الرئيس الجديد للولايات المتحدة، وقبل أن يباشر عمليًّا مهام منصبه.

الرئيس القادم والثوابت الإسرائيلية
ثانيًا: الإقرار بمصالح إسرائيل في تسوية مع الفلسطينيين: تراهن إسرائيل بشكل كبير على دور الرئيس الأمريكي الجديد في دعم مصالح إسرائيل في أي تسوية للصراع مع الفلسطينيين، واللافت أن ما تطلبه تل أبيب من الرئيس الجديد يعني أنه لن يكون من الممكن التوصل لتسوية سياسية للصراع.

وخلال زيارتهما لإسرائيل، فقد أطلعت الحكومة الإسرائيلية كلاًّ منهما على الخطوط الحمراء الإسرائيلية في التسوية مع الفلسطينيين، والتي تقوم على:

1- شرط إقامة دولة فلسطينية هو توقف الفلسطينيين عن المقاومة التي تصفها إسرائيل بالإرهاب، ويتطلب التوقف عن المقاومة تفكيك حركات المقاومة وحلها.

2- إقامة نظام سياسي فلسطيني يسمح بوضع حد للتحريض على إسرائيل، ويكون مستعدًّا لفرض رقابة على منع التحريض في دور العبادة ومناهج التدريس ووسائل الإعلام.

3- التزام الرئيس المقبل بما جاء في رسالة الضمانات التي بعث بها الرئيس بوش لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إريل شارون، وعلى رأسها اعتراف الإدارة المقبلة بأن الواقع الديموجرافي الناشئ بعد حرب 1967م، خصوصًا وجود تجمعات استيطانية كبيرة وراء الخط الأخضر، يحول الانسحاب الإسرائيلي إلى حدود 67 لمسألة غير ممكنة؛ لذلك كل تسوية لفرض الحدود الدائمة بين إسرائيل والفلسطينيين يجب أن تأخذ في الحسبان تلك التغيرات الديموجرافية، أي استمرار وجود التجمعات الاستيطانية الإسرائيلية تحت الحكم الإسرائيلي.

4- الحل العملي لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين كجزء من التسوية الدائمة سيتحقق من خلال إقامة الدولة الفلسطينية، وتوطينهم ضمن حدودها وليس داخل دولة إسرائيل.
بكلمات أخرى، الرغبة في تأييد أيٍّ من المرشحين لموقف إسرائيل الرافض لمطلب اللاجئين الفلسطينيين للعودة.

بالنسبة لدوائر صنع القرار في إسرائيل، هناك ارتياح واضح وكبير تجاه موقف ماكين تحديدًا من هذه القضايا، مع العلم أنه تبنى علنًا هذه المواقف الأمريكية، وإن كان أوباما خرج عن طوره في أكثر من مناسبة وهو يشدد على التزامه بعزل حركة حماس، واتخاذ كل التدابير للحفاظ على إسرائيل كدولة يهودية، تكون القدس عاصمتها "الموحدة للأبد".

هوية الرئيس غير حاسمة
لكن هناك في إسرائيل من يرى تحديدًا أن هوية الرئيس المقبل للولايات المتحدة ليست مهمة إلى هذا الحد الذي يتم تصويره؛ فوزير الحرب الأسبق "موشيه أرنس" يقول: إن علاقات الولايات المتحدة وإسرائيل ترتكز على أسس راسخة من القيم والمصالح الاستراتيجية المشتركة التي لا تعتمد على هوية الإدارة الحاكمة في واشنطن من الناحية الحزبية.

ويؤكد أرنس أنه من المحظور على أي زعيم سياسي إسرائيلي أن يبدي تخوفه على مستقبل هذه العلاقات؛ حتى لا تتحول المخاوف إلى حقائق. ويشدد على أنه رغم أن العلاقات بين إسرائيل وأمريكا جيدة فهي قابلة للتحسين، ويرى أن على إسرائيل مطالبة أي رئيس مقبل بتطبيق قرار الكونجرس بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وإطلاق سراح الجاسوس اليهودي الأمريكي جوناثان بولارد الذي تجسس لصالح إسرائيل، وتكثيف التعاون الأمريكي الإسرائيلي في المجال التكنولوجي.

سارة بالين.. الأصولية المسيحية والسذاجة الأمريكية
محمد بن المختار الشنقيطي
فاجأ المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية جون ماكين الجمهور الأمريكي، وربما قاعدته الحزبية أيضًا، باختيار سارة بالين نائبة للرئيس في الانتخابات الرئاسية.
وفي هذا المقال نتناول جانبًا من شخصية هذه النجمة السياسية الصاعدة في سماء الولايات المتحدة، خاصة رُؤاها الدينية والأيدولوجية، ومغزى تلك الرؤى فيما قد تتبناه من سياسات تجاه الوطن العربي والعالم الإسلامي.

الدين والأيدولوجيا
تنتمي سارة بالين إلى ولاية ألاسكا التي لا يتجاوز عدد سكانها سبعين ألف نسمة، وهي لا تمتلك تجربة سياسية في إدارة الشأن الوطني الأمريكي، فقد تقلدت منصب عمدة بلدة صغيرة لبضع سنين قبل أن تنجح في اكتساب منصب حاكم الولاية منذ عامين.

لكن بالين تعتبر متدينة للغاية، فقد تربت في أحضان الكنيسة، وتبنت بعض المواقف الاجتماعية والفكرية المتأثرة بمعتقداتها الدينية، أو بمعتقدات ناخبيها على الأقل.

فهي – مثلاً - معارضة شديدة للإجهاض ولزواج الشواذ، كما أنها ترغب في أن يتم تدريس قصة الخلق الإلهي للكون في المدارس جنبًا إلى جنبًا مع نظرية التطور الداروينية.

وقد نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن القسيس الذي تتعبد بالين في كنيسته عادة بأن "العناية الإلهية هي التي أتت بجورج بوش إلى البيت الأبيض"، وأن "أمريكا تخوض حربًا مقدسة ضد الإرهابيين". كما نقلت الصحيفة عن بالين طلبها مرة من رواد الكنيسة من الشباب أن يدعوا بالنصر للقوات الأمريكية التي تقاتل في العراق وأفغانستان، مشيرة إلى أن القيادة الأمريكية قد تكون بعثت قواتها "في مهمة ألهمها الرب، وخطة وضعها الرب".

كل هذه المواقف الاعتقادية والسياسية تعتبر جزءًا من منظور اليمين البروتستانتي الأمريكي الذي يجمع في تفكيره تركيبًا عجيبًا من التعصب والسذاجة.

على أن تديّن بالين يبقى تدينًا بالمعايير الأمريكية فقط، فهي - مثلاً - حملت مولودها الأول من صديقها سِفاحًا قبل أن تتزوجه، وأقرت بأنها كانت تتناول مخدر الميرجوانا حينما كانت قوانين ولاية ألاسكا تسمح بذلك.

كما أن زوجها تم توقيفه مرة بتهمة قيادة سيارته وهو سكران، أما ابنتها ذات السبعة عشر عامًا فهي حديث وسائل الإعلام الآن لأنها حامل سِفاحًا أيضًا.. ومن يشابهْ "أمه" فما ظلم.
وفي عقيدتها السياسية تتبنى بالين القيم الأمريكية التقليدية القائمة على حصر دور الدولة في المجتمع في أضيق نطاق، وتحميل المواطنين مسئولية التخطيط لحياتهم بعيدًا عن مساعدة الدولة ما كان ذلك ممكنًا.

ويعني هذا عمليًّا رفضها تحمّل الدولة نتائج السياسات الاجتماعية التي التزم بها المرشح الديمقراطي باراك أوباما، مثل التأمين الصحي الذي يعاني أكثر الأمريكيين من انعدامه، أو من بذل أموال طائلة في تحصيله.

الموقف من إسرائيل
لم تزر بالين بلدًا غير الولايات المتحدة وكندا قبل العام 2007، وهو العام الذي زارت فيه القوات الأمريكية المنتمية إلى ولايتها في الكويت ثم في ألمانيا.
وهي لم تزر إسرائيل قط، ولا تملك أي خبرة في السياسة الخارجية، وليس من ريب أنها ستزور إسرائيل وتؤدي شعائر الولاء والطاعة المعتادة التي يؤديها كل سياسي أمريكي، مثل الوقوف بخشوع – صادق أو مصطَنع - أمام حائط المبكَى، وإلقاء بعض التصريحات حول "أهمية إسرائيل للولايات المتحدة"، وبعض التهديد والوعيد لأعداء إسرائيل، حتى وإن كانت لا تعرف شيئًا عن أولئك الأعداء.

فقد أوردت مجلة نيوزويك أن بالين لا تعرف شيئًا عن السُّنَّة والشيعة، ولا تميز بين تنظيم القاعدة وحزب الله اللبناني، وهذا جهل يشترك معها فيه ماكين الذي تلتبس هذه التصنيفات في بعض تصريحاته أحيانًا، رغم خدمته المديدة في الكونجرس.

ومع كل ذلك فإن اليهود الأمريكيين الذين لا يرضون من النخبة السياسية الأمريكية بالقليل لن يصوتوا بكثرة لماكين ونائبته بالين؛ وذلك لسببين: أولهما أن ماكين خيب رجاءهم في اختيار أحد أعضاء الكونجرس اليهود نائبًا له، خاصة جو ليبرمان وإريك كانتور، اللذين كانا يطمحان إلى الترشح مع ماكين.

وثانيهما أن نائب أوباما في المنافسة الرئاسية جو بايدن معروف بولائه العميق لإسرائيل، وهو يفخر بأنه صهيوني رغم أنه كاثوليكي الديانة، فقد قال في تصريح لقناة شالوم الإسرائيلية العام الماضي: "أنا صهيوني.. إنك لا تحتاج لأن تكون يهوديًّا كي تكون صهيونيًّا". كما افتخر بايدن مرة بأن ابنه متزوج من يهودية.

ومهما يكن من أمر فليست بالين بالتي ستضيف جديدًا إلى السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، بل ستكون رؤاها على الراجح شبيهة برؤى الرئيس الحالي جورج بوش الذي وصل سدة الحكم جاهلاً بالسياسات الخارجية، لكن محيطه اليميني والصهيوني وجَّهه الوجهة الكارثية الحالية التي لن تستطيع الولايات المتحدة فكاكًا منها في الأمد المنظور.

فالمعلومات الشحيحة المتوفرة عن بالين وأسرتها توحي بأنها مصنوعة من طينة جورج بوش؛ فقد أوردت بعض المصادر – مثلاً - أن أحد أبناء بالين التحق بالجيش الأمريكي يوم 11 سبتمبر/ أيلول 2007، وهو يستعد للحاق بجبهة القتال في العراق الأسبوع القادم في ذكرى أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وليس التوقيت في الحالتين اعتباطًا.

كما أن الأصوليين البروتستانت يشكلون أقوى داعم لبالين ولبوش من قبلها، وهم خليط من عُبَّاد إسرائيل المؤمنين بوجود حرب أبدية بين الإسلام والمسيحية.

أما بناء علاقات على أساس من البِرِّ والقسط مع العرب والمسلمين فليس جزءًا من تفكيرهم، وأما الاعتراف بحقوق الفلسطينيين فليس واردًا عندهم إلا بقدر ما تجود به إسرائيل عن طيب خاطر، دون تدخل أو ضغط من الولايات المتحدة.

مكسب أم تحصيل حاصل؟
ليس اختيار سارة بالين بالقطع مبنيًّا على خبرتها السياسية، فهي لا تمتلك خبرة تؤهلها لتولي ثاني أهم منصب في الإمبراطورية الأمريكية، وربما كان ماكين المعروف باعتداده الشديد بنفسه يؤمن بأنه يملك الخبرة الكافية، وليس بحاجة إلى نائب ذي خبرة.

وتشير استطلاعات الرأي اليومية التي يجريها معهد غالوب إلى أن الأغلبية الساحقة من الأمريكيين البيض الذين يذهبون إلى الكنيسة أسبوعيًّا مؤيدون لماكين ضد خصمه السياسي أوباما بنسبة 65% مقابل 26%، بينما يتفوق أوباما على ماكين في أوساط الناخبين البيض غير المتدينين بنسبة 51% مقابل 39%، ويتقدم أوباما على ماكين في صفوف الأقليات كلها تقريبًا، بحكم انتمائه إلى الأقلية الأفريقية واعتماده سياسة اجتماعية تخدم المواطنين ذوي الدخل المحدود، وسياسة خارجية أكثر تواضعًا وأقل تبجحًا من السياسات التي ينتهجها جورج بوش في الوقت الحاضر.

كما تشير هذه الاستطلاعات إلى أن ترشيح بالين لم يغير هذه المعادلة كثيرًا، فالمواطن الأبيض المتدين كان مع ماكين قبل ترشيحه بالين، وسيبقى معه ضد أوباما وأنصاره الليبراليين.

فيمكن القول إن ترشيح بالين تحصيل حاصل إلى حد كبير، فهو قد يزيد من حماس الناخب المتدين لماكين، لكنه قد لا يزيد عدد الناخبين المتدينين الذين سيصوتون له.

أما الأسباب الحقيقية لاختيار بالين من طرف المرشح ماكين وحزبه الجمهوري فأهمها جاذبيتها الشخصية، خاصة أن المرشح الجمهوري جون ماكين رجل طاعن في السن، عابس الوجه، متلعثم اللسان، لا رصيد لديه من الكاريزما السياسية أو الجاذبية الشخصية.

أما سارة بالين فامرأة شابة ذات بلاغة وفصاحة، تحمل بين جنبيها بعض ملامح الشخصية الأمريكية التقليدية، العصامية الطبع، المؤمنة بتحقيق الحلم الشخصي من خلال العمل الجاد.

وكل من يحمل هذه الروح العصامية يجد قبولاً في الثقافة الأمريكية، خاصة في الأوساط المحافظة والتقليدية من المجتمع الأمريكي، وربما كان ماكين يحاول – بشيء من الذكاء غير المعروف عنه - أن يظهر للناخب الأمريكي أيضًا أن حزبه يهتم بالمرأة ويفسح لها المجال أكثر مما يفعل خصومه في الحزب الديمقراطي الذين أبعدوا هيلاري كلينتون عن الترشيح نائبة لمرشحهم باراك أوباما.


ولعل المُعَلِّق في صحيفة نيويورك تايمز فرانك ريتش على حق حينما أشار إلى أن أهم ما ستضيفه بالين إلى حملة ماكين هو أنها ستلفت أنظار الناخبين بعيدًا عن شخصية ماكين نفسه.

وما من ريب أن المرشح الجمهوري عابس الوجه عييَّ اللسان يحتاج إلى إلهاء الناخبين بوجه أقل عُبوسًا ولسان أكثر طلاقة، ولو لبعض الوقت.

كما أن إلهاء الجمهور الأمريكي عن الحروب العبثية الفاشلة في الخارج والأزمة الاقتصادية الخانقة في الداخل لا يقل أهمية، وليس أفضل من بالين –ملكة الجمال والبطلة الرياضية السابقة- لأداء هذه المهمة.
فإن استمرت عملية الإلهاء هذه لوقت كافٍ إلى يوم الانتخابات مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وفاز ماكين ونائبته بالبيت الأبيض، فسيكون ذلك برهانًا جديدًا على السذاجة الأمريكية المعهودة لمن لا يزال ينتظر برهانًا على ذلك.

لا محل للمراهنة على فوز الديمقراطيين
فهمي هويدي
أدعو إلى الحذر في استقبال نتائج الانتخابات الأمريكية، وعدم التسرع في الحفاوة بقدوم الاغلبية الديمقراطية والإطاحة بأغلبية الجمهوريين. صحيح أن تلك الانتخابات أسفرت عن هزيمة موجعة لسياسة الرئيس بوش وفريق المحافظين الجدد المحيطين به، لكننا ينبغى ألاّ ننسى أن الفشل في العراق يمثل مصدرًا أساسيًّا لتلك الهزيمة، والفضل في ذلك يرجع إلى المقاومة الوطنية هناك بالدرجة الأولى (أضع خطًّا تحت كلمة «الوطنية»؛ لأن في العراق جماعات مسلحة أخرى تقتل العراقيين، ولا تندرج تحت هذا التصنيف). وتلك خلفية تسوغ لنا أن ندعي بأن الذي هزم الرئيس بوش حقًّا في موقعة انتخابات الكونجرس هو المقاومة العراقية التي استنفرت الرأي العام الأمريكي ضد الجمهوريين، وهو ما استثمره الديمقراطيون وحققوا به فوزهم المشهود.

هذه الخلفية تسوغ لنا أن نصف المشاعر العربية إزاء نتائج الانتخابات بأن فيها من الشماتة والكراهية لسياسة الرئيس بوش وإدارته، بأكثر مما فيها من الحفاوة بالديمقراطيين، وبطبيعة الحال فإن الأمر لا بد أن يختلف في تكييف المشاعر الأمريكية والأوربية، باعتبار أن لديهم أسبابًا أخرى للحفاوة بالديمقراطيين، وهو أمر مقدر ومفهوم، لكن تلك الأسباب تعنيهم أكثر مما تعنينا، وأزعم في هذا الصدد أن تقييمنا لأية إدارة أمريكية يقاس بمقدار إنصافهم أو إجحافهم للقضايا الأساسية في منطقتنا، التي تحتل قضية فلسطين رأس القائمة فيها. وتضم القائمة عناوين أخرى مثل: العراق، ولبنان، وسوريا، وإيران، إلخ.

حتى نضع المشهد الانتخابى الأمريكي في إطاره الصحيح، فإننا يجب أن نضع في الاعتبار العوامل التالية:
ـ إنه فيما يخص الشرق الأوسط، فإننا لا نكاد نجد فروقًا جوهرية بين موقفي الجمهوريين والديمقراطيين، وقد أزعم أن هذه الفروق تكاد تنحصر في أمرين: أوَّلهما كيفية الخروج من المأزق العراقي، وثانيهما الموقف من قضية الديموقراطية في الشرق الأوسط.

ولا يفوتنا في هذا الصدد أن نذكر أن الديموقراطيين في الكونجرس أيدوا غزو العراق واحتلاله، وأن ممثليهم تراجعوا عن موقفهم حين لاحت بوادر الفشل في الحملة. وفي دعايتهم الانتخابية فإنهم لم يقدموا مشروعًا واضحًا للتعامل مع المشهد العراقي، وإنما تعددت مواقفهم بين داعين إلى الانسحاب الفوري، ومفضلين الانسحاب على مراحل ابتداءً من عام 2007م. وبين الأخيرين مَن تبنى فكرة تقسيم العراق، ومن دعا إلى التمركز في مناطق داخل العراق، ومن آثر إعادة انتشار القوات في منطقة الخليج. أما مسألة نشر الديمقراطية في المنطقة بزعم مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، ومن ثَمَّ العمل على تغيير بعض الأنظمة لهذا الغرض، فقد رفضها الديمقراطيون مفضلين عليها وسائل «التعاون» التقليدية، علمًا بأن الجمهوريين تخلوا عنها بعد فوز حركة حماس في فلسطين، وصعود الإخوان المسلمين في البرلمان المصري.

ـ خارج هذا الإطار فإن الديمقراطيين لم يختلفوا عن الجمهوريين في مواقفهم إزاء سوريا وإيران ولبنان والسودان؛ فقد أيدوا فرض العقوبات على بعض هذه الدول، ومنهم من لم يمانع في قصف المنشآت النووية الإيرانية. رغم أن منهم من أيد التفاهم المباشر مع طهران ودمشق بخصوص البرنامج النووي أو الأوضاع في العراق. ولا يُنسى في هذا الصدد أن وزير الدفاع الجديد روبرت جيتس الذي عينه الرئيس بوش في مكان سيئ الذكر دونالد رامسفيلد، يعدّ من اليمينيين المتشددين، ويعتبره البعض قريبًا من موقف نائب الرئيس ديك تشينى. ويذكر له - أو عليه - أنه كان أحد العقول المدبرة لعملية الإطاحة بقائد جيش بنما الأسبق ترويجا. وهي التي كانت أول نموذج تطبيقي لفكرة تغيير النظم بالقوة، التي تبناها المحافظون الجدد.

ـ إن المحافظين بالتعاون مع المؤسسات الموالية لإسرائيل حققوا في العقد الأخير نجاحًا يتعين الاعتراف به، على صعيد تشكيل الرأي العام في أوساط النخبة الأمريكية؛ وذلك أنهم استطاعوا أن يفرضوا هيمنتهم ويوزعوا عناصرهم على الأغلبية الساحقة من مراكز البحوث والمؤسسات والمنظمات وثيقة الصلة برسم السياسات، خصوصًا في قضايا الشرق الأوسط. وفي ظل هذه الهيمنة تم إقصاء كل أصحاب الآراء المعتدلة والمنصفة من تلك المراكز والمنظمات، بل من وزارة الخارجية ذاتها، حتى أصبحت تلك المواقع مكدسة بالعناصر الموالية لإسرائيل والمتبنية لسياساتها والمدافعة عن مصالحها.

ـ الموالون لإسرائيل - اليهود بالدرجة الأولى - يتوزعون على الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وأصواتهم جاهزة للميل مع الريح والمراهنة على الجواد المرشح للفوز في الانتخابات. وحسب ما نشرته «الشرق الأوسط» (في 10/11) فإن 86% من اليهود الأمريكيين صوتوا للديموقراطيين (وهي أعلى نسبة للتأييد اليهودي لذلك الحزب في التاريخ الأمريكي). وفي الانتخابات الأخيرة ارتفع عدد اليهود من 11 إلى 13 سيناتورًا في مجلس الشيوخ، ومن 26 إلى 30 عضوًا في مجلس النواب. كما نقلت الجريدة عن بوبي براون رئيس المؤتمر اليهودي في إسرائيل قوله إنه بعد الانتخابات الأمريكية الأخيرة، أصبح الكونجرس الحالي الأكثر يهودية في تاريخ الولايات المتحدة.

ـ ثمة تيارات داخل الحزب الديمقراطي تتراوح بين اليسار والوسط واليمين. والذين يقفون في اليسار هم الأكثر فهمًا وتعاطفًا مع القضايا العربية (أغلبهم من السود)، لكن الموالين لإسرائيل يهيمنون على التيارين الآخرين. والأولون يتعرضون لضغوط مستمرة تصل إلى حد الإقصاء والقمع. وهو ما حدث مع سينفيا ماكيني التي أيدت الحل العادل للقضية الفلسطينية، فتحداها اللوبي الصهيوني الذي تمثله منظمة «أيباك» وأسقطها في الانتخابات التي جرت في جورجيا عام 2002م، حين دعم سيدة سوداء أيضًا منافسة لها. لكنها نجحت في انتخابات عام 2004م بفضل شعبيتها الكبيرة، إلا أنهم استطاعوا إسقاطها هذا العام. وما جرى للسيدة ماكيني تكرر مع مرشح آخر من السود هو إيرل هيليارد، الذي ما إن أعرب عن تأييده للفلسطينيين، حتى أطيح به في انتخابات عام 2002م، وخرج من الحلبة منذ ذلك الحين.

هذه الخلفية ربما تيسر لنا الإجابة عن السؤال: ما الذي نتوقعه من الديمقراطيين بعد فوزهم بالأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب؟

رغم أنه ليس في السياسة «آخر كلام»؛ لأن الموازنات والحسابات تتغير من حين لآخر، إلا أنني أستطيع أن أغامر بالقول بأنهم لن يكونوا منصفين للعرب والمسلمين، إذا ظلت الصورة كما هي عليها الآن، خصوصًا في شقها المتعلق بالانكسار العربي المخيم. الشواهد التي ذكرتها تعود إلى ذلك الاستنتاج، الذي وجدت تأييدًا أقوى له في مقالة للكاتب الأمريكي جوشوا فرانك قرأتها على موقعه في شبكة الإنترنت، كان عنوانها: إسرائيل أولاً. وفيها استعرض آراء ومواقف السيدة نانسي بيلوسي ممثلة الحزب الديمقراطى التي سترأس الكونجرس في دورته القادمة. وقد عبرت عن آرائها في كلمة ألقتها أمام مؤتمر منظمة «أيباك»، ثاني أكبر تجمع صهيوني في الولايات المتحدة. قالت السيدة بيلوسى فيها: إن البعض يتصور أن الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين يدور حول احتلال الضفة وغزة، وهذا هراء؛ لأن الاحتلال ليس سبب الصراع أو مصدره، فالمشكلة الأساسية تتمثل في إنكار حق إسرائيل في الوجود والحياة.

وبعد أن تحدثت عن رحلتها هذا العام إلى إسرائيل وبعض الدول العربية، ضمن وفد من أعضاء الكونجرس، وقالت إن العنف (الفلسطيني) وحده الذي يعكر أجواء إسرائيل، ذكرت أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية غير قابلة للانفصام؛ «فأمن وسلام إسرائيل التزام أمريكي، ونحن معًا في الحرب والسلام وفي السراء والضراء». وألقت باللائمة على الزعماء السياسيين في الولايات المتحدة؛ لأنهم لم يمارسوا ضغوطًا كافية لردع روسيا والصين، ومنعهما من التعاون مع إيران في تسليحها ومشروعها النووي.

كاتب المقالة، جوشوا فرانك، أبدى دهشته من أن السيدة بيلوسي لم تشر إلى الفلسطينيين بكلمة، كما أنه استغرب أن تقول كلامها هذا أمام محفل «أيباك»، الذي اتهم اثنان من أعضائه بالتجسس على الحكومة الأمريكية لصالح إسرائيل، في قضيتين فاضحتين.

لا يحتاج موقف السيدة بيلوسي إلى تعليق، وإذا تذكرنا أنها رئيسة الكونجرس، وأن اقوى المرشحين لرئاسة لجنة الشئون الخارجية فيه هو السيد لانتوس، وهو يهودي معروف بتعصبه الفج والمعلن لإسرائيل، قد نستطيع أن نتصور أجواء الكونجرس خلال السنتين المقبلتين على الأقل. الأمر الذي أحسبه يوفر إجابة أولية عن السؤال الذي طرحته قبل قليل.

أهم ما أريد أن أخلص إليه ليس فقط أننا ينبغي ألاّ نعلق أية آمال على الديمقراطيين، ولكن أيضًا أن انهيار النظام العربي، وحالة الخذلان المخيمة على عواصم المنطقة، تشكل إغراء آخر لأى طرف دولي؛ لكي لا يُلقي بالاً لقضايا العرب. ببساطة لأن الضعفاء لا يزيد نصيبهم على الفتات في موائد السياسة الدولية. ويوم يستعيد العرب عافيتهم ويصبحون أكثر غيرة على قضاياهم وكرامتهم، سيستطيعون فرض موقفهم على الآخرين واستخلاص حقوقهم المهدرة في نهاية المطاف؛ ذلك أننا قبل أن نتساءل عما نتوقع من الديمقراطيين أو غيرهم، يتعين علينا أن نجيب بشجاعة عن السؤال: ماذا فعلنا نحن؟ وماذا قدمنا؟ حيث أزعم أن ردنا على هذا السؤال الأخير، سوف يستدعي تلقائيًّا ردود الأفعال من الآخرين، سواء كانوا في واشنطن أو في الرباعية الدولية أو حتى في مجلس الأمن.

موقف الحزبين والمرشحين الأمريكيين من قضايانا
عمرو عبد العاطي
لا تنبع الأهمية الاستثنائية للانتخابات الرئاسية الأمريكية هذا العام فقط من طبيعة وحجم القضايا التي يجب على الرئيس القادم التعامل معها، ولكن أيضًا لأن الناخب الأمريكي سيتوجه إلى صناديق الاقتراع هذا العام لانتخاب الرئيس، واختيار 435 عضوًا في مجلس النواب، وثلث أعضاء مجلس الشيوخ المائة.

ولذا ثمة ضرورة في التعرف على البرنامج الذي يخوض به كل حزب معركة الانتخابات الرئاسية والكونجرس والولايات أيضًا، وكذلك التطرق إلى برنامج مرشحيهما للرئاسة، الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين.

ولأن اللحظة الأمريكية استثنائية اليوم بالنسبة لقضايانا العربية والإسلامية، بعد إخفاقات الإدارة الحالية في العديد من قضايا السياسة الخارجية، فإنه يبدو ضروريًّا تناول أبرز رؤى برنامجي الحزبين الكبيرين، وبرنامجي مرشحيهما للانتخابات الرئاسية من مجموعة من القضايا تمس مباشرة البعدين العربي والإسلامي.

أولاً: دور أمريكا العالمي:
ينطلق برنامجا الحزبين وبرنامجا مرشحيهما من أن هناك تحديات جمة تواجه الولايات المتحدة بعد ثماني سنوات من حكم الرئيس بوش، فهما يؤكدان ضرورة إعادة الثقة للسياسة الأمريكية على الصعيدين الداخلي والخارجي بعد إخفاقات الإدارة الحالية، ولذا جاء شعارهما يحمل معنى التغيير، وينطلقان من أن الحلم الأمريكي في خطر لا سيما بعد انخراط القوات الأمريكية في حرب ضارية بالعراق أثرت سلبًا على مكانة أمريكا العالمية وعلى منظومتها الاقتصادية، في وقت لم تنتهِ فيه حربها ضد حركة طالبان بأفغانستان.

في المقابل تحدث برنامج الحزب الجمهوري ومرشحه عن إخفاقات الإدارة الحالية، ولكن كان بصورة أقل حدة من الحزب الديمقراطي ومرشحه، إذ لم يتحدث الجمهوريون عن إخفاقات ال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saidabdallah.yoo7.com
 
انتخابات الرئاسة الأمريكية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تراجع القوة الأمريكية
» انتخابات تركيا .. أردوجان يتجه نحو ثلاثية تاريخية
» إسلام مريم جميلة اليهودية الأمريكية
» انتخابات مصر 2010.. لا تليق باسم مصر
» انتخابات نيجيريا.. وتكريس الفرز الطائفي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احرار الاسلام :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: ملفات ساخنة :: واقعنا المعاصر-
انتقل الى: